كتابات

الجنرال وأولاد (الشيخ) ..?!!

يبدو أن الشيخ / صادق الأحمر واخوانه وبكل ما رافق انطلاقتهم الأولى من
صخب وضجيج جعلهم في مقدمة دائرة الاهتمام خاصة بعد تمكنهم من السيطرة على
الفعاليات الحزبية (المشترك) الذي استظل بظلال وخيمة أولاد (الشيخ) عبد
الله , الذين توهموا أن الفرصة قد حانت لهم لقلب معادلة الخارطة السياسية
وتشكيلها بصبغة (قبلية) رموزها وأعمدتها أولاد الشيخ , الذين للأسف لم
تدوم فرحتهم طويلا حتى في نطاق الاستحواذ على ( فلاشات) الكاميرات
المدفوعة الأجر أو تلك التي تصور ( أبطال وهمين ) في (معركة وهمية) يدعي
أولاد الشيخ أنهم يخوضوها ضد الرئيس الصالح وأركان نظامه , هذا الشعور
بالاستعلاء الذي استوطن أولاد الشيخ سرعان ما تبخر بعد دخول (الجنرال /
علي محسن صالح الأحمر ) الذي بدوره ولدوافعه الخاصة ركب الموجة فكان أجمل
ما في موقفه أنه صادر (الفلاشات) عن أولاد الشيخ بل وألغاهم والغاء
وجودهم من واجهة الأحداث ومن الساحة ليتوارى أولاد الشيخ خلف الأضواء
وليضطر بعضهم أي _أولاد_ الشيخ إلى الاستعانة ببعض الوسائط الإعلامية
لتسجيل حضورهم وتصدير رسائلهم بعد أن غفلت فلاشات الأضواء دورهم وصورهم
وتم زحزحتهم عن دوائر الفعل والتأثير ليصبح بالتالي علي محسن الأحمر هو
عنوان الحدث وواجهة الفعل المضاد المرابط في ساحة الرفض بحثا عن بقايا (
مغارم ) في وطن كان حتى وقت قريب ساحة ( لمغانم) عربدا فيها الجميع الذين
يصطفون اليوم رافعين شعار (الثورة والتغير) وأصغر واحد فيهم يحتاج لألف
ثورة تطهره من ذنوب وموبقات ارتكبها بحق الوطن والشعب بطريقة السلب
والنهب والاستعلاء والاستكبار والعنجهية والمصادرة ..?!!

كثيرة هي المفارقة التي تعنون اليوم علاقة الجنرال المنشق علي محسن
الأحمر مع أولاد الشيخ / عبد الله الذين ينظرون للجنرال علي محسن بنظرة (
دونية) لكنهم مجبرون لا أبطال في التسليم بدوره والقبول به مرحليا حتى
وأن صادر وبوضوح دورهم وسرق عنهم الأضواء والشهرة والحضور وحل محلهم في
جدلية الفعل والموقف الراهن .. وهذا القبول المفروض على أولاد الشيخ قد
يسحب نفسه على القادم الوطني بكل الأحوال ومع كل النتائج التي قد يترتب
عليها الراهن الذي به ومن خلاله سوف يتشكل مستقبل ( أولاد الشيخ) ودورهم
وتأثيرهم وعلى مختلف التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والوجاهية وهو ما دفع أولاد الشيخ عبد الله إلى رفع وتيرة (الخصومة) مع
النظام وفرض هذه الوتيرة المسعورة على باقي الفرقاء الذين وجدوا أنفسهم
في حالة يرثى لهاء فالمشترك مثلا تسلسل إلى ساحة ( الجامعة) ليصطف خلف
الشباب وبطريقة ماء دفع المشترك بشبابه الذين صادروا بنجاح (قضية الشباب)
ليأتي أولاد الشيخ / عبد الله وبكثير من الحماس والتهور وغياب الوعي
والاتزان إلى ركب الموجة ومصادرة إرادة المشترك وقراره وهكذا اصبح
(الشباب ) ومعهم ( المشترك) اسرى في ( زريبة أولا الشيخ) ..?

بيد أن انشقاق الجنرال علي محسن الأحمر ومعه طابور من رفاق (الهوية)
والمريدين و(المؤلفة قلوبهم) كل هؤلاء حين رافقوا الجنرال أوجدوا للجنرال
موطئ قدم على ( ساحة الجامعة) الأمر الذي أحرم أولاد الشيخ فرصة البروز
ومسايرة تفاصيل وتبعات الأحداث وإدارتها بعد أن توجهت الأنظار وتوجه
فرقاء الحوار والوسطاء وأصحاب العلاقة جميعهم توجهوا إلى الجنرال
متجاهلين أولاد الشيخ الذين لم يعود لهم دورا بل لم ينظر إليهم اي طرف من
الوسطاء والمعنيين بالبحث عن حلول من الداخل والخارج , كل هؤلاء لم يعود
لديهم ما يدفعهم لملاحقة (صبيان الشيخ) بل الكل اتجه نحو الجنرال وإليه
اتجهت كل الأطراف في الداخل والخارج باعتباره محور الحدث ونقطة ارتكاز
لكل تداعيات المرحلة وأحداثها وهو الفعل الذي لم يروق قطعا لأولاد الشيخ
لكنهم مجبرين على مسايرة الجنرال أو هكذا يحسبوا المعادلة التي يبرروها
بدفع الجنرال لمواجهة خصمهم اللدود الرئيس ومن ثم وبعد أن يتخلصوا من
الرئيس والنظام سيكون لهم موقف أخر مع الجنرال الذي لم تدوم علاقتهم به
قطعا حتى وأن كان (الزنداني) هو بمثابة ( الثلث) الضامن في المعادلة لآنه
أي ( الزنداني ) هو ثالث ثلاثة هم ( الزنداني _ علي محسن _ حميد الأحمر)
وبين حميد والجنرال يقف الزنداني كضامن مفترض بين الأثنين الأخرين وما
بينهما من تناقضات لكن جمعتهما (الهوية الأيدولوجية) وخصومة الرئيس تماما
كما اجتمع ( المشترك) مع مكوناته ولذات الدافع (الخصومة للرئيس) ..?!!

والسياسة حين تحكمها الخصومة فأن الفشل يكون نصيبها ولهذا يقول حميد
الأحمر أنه ينفق ( أمواله في سبيل الله) وهو ما أقنع به ( الزنداني )
الذي قال عن ايضا أن من يرابط في ساحة الجامعة ويقطع الطريق ويقلق السكان
( مجاهدا في سبيل الله) ..?!!!

ويبقى السؤال هو عن المدى الذي قد يجمع الجنرال واولاد الشيخ وفترة سريان
الثلث الضامن الذي يمثله الزنداني في المشهد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com