كتابات

هل تتدحرج أزمة اليمن نحو التصعيد

( 1 )

لقد تأثرت الأزمة اليمنية بما جرى بعيدا منها قليلا في مصر وتونس وليبيا مما أدى الى تأهلها برغم البعد الجغرافي والتركيب السياسي والاجتماعي المختلف قليلا عن واقع الأزمات في البلدان السالفة الذكر , فاليمن في حقيقة الأمر يعيش أزمة سابقة على هذه الأزمات الا أن الطريقة النوعية التي يستخدمها شباب مصر وتونس وليبيا أضاف عبئا آخر للأزمة اليمنية المتفاقمة أصلا غير أن للاعبين السابقين في الأزمة اليمنية لم يتحركوا بالقدر الذي ينبغي لتلقف هذه الصورة الجديدة وان كانوا ينادون من أجل الاستفادة القصوى من هذا اللون الجديد المضاف للأزمة اليمنية مما أدى بها الى التدحرج نحو التصعيد غير أن المراقب للأزمة اليمنية من الداخل يجد التداخل العجيب والتناقض الغريب بين أطراف هذه الأزمة والداعين فيها والممسكين بأطراف خيوطها
كما أن المراقب من خارج هذه الأزمة يشعر أيضا بمثل هذه الغرابة ويقف في مفترق طرق يقدم رجلا ويؤخر أخرى لكن تبقى هناك اسئلة تحير جميع المراقبين للأزمة اليمنية وبخاصة أنها متأثرة بحال الثورات الدائرة في الأقطار القريبة المختلفة ومنها
ـ هل تتدحرج حقا الأزمة اليمنية نحو التصعيد ?
ـ هل يرغب اللاعبون فيها في الحسم أم أن ما يجري تحت الطاولة هو الذي يدفع بدفة الأمور?
هل سينجح الشارع في حسم الأمور في نهاية المطاف ويرغم جميع الأطراف سواء المترددين منها أو اللاعبين فيها الى الاذعان لمطالبه ويجمعها كمشارك كما جمعها كخصم للنظام ?
أم هل سينجح النظام في المناورة كما يعتقد على الأقل فيما يظهر ويتجاوز القنطرة كما تجاوز غيره فيما سبق ?
كل هذه الأسئلة تطرح نفسها على المتابع للأزمة اليمنية المستعصية
ولكي نجيب على هذه الأسئلة في تقديري لابد ان نتعرف على أمور منها
1ـ الأطراف الأساسية في هذه الأزمة ومدى التنافر والتقارب بينها
2ـ الأطراف المضافين للأزمة اليمنية ومدى تأثر الأزمة بهم
3ـ معرفة الواقع المعقد للأزمة اليمنية ومدى ما يترتب من مخاطر بسبب هذا التعقيد
ـ الأطراف الأساسيون
وهم النظام القبلي السائد والذي يتهم بالمراوغة والفساد و هما من أقوى الأسباب التي اوجدت له الخصوم
ـ الحوثيون في صعدة وما سبب اختلافهم مع هذا النظام
ـ اللقاء المشترك وأسباب منافسته للنظام
ـ بقية الشعب اليمني بتقسيماته وأطيافه
أولا : ـ النظام / وهو معروف بانتمائه القبلي وولائه للقبيلة أكثر من ولاء آخر يضاف الى ذلك ما يحمله هذا النظام من فساد مالي واداري ادى بالبلاد الى حافة الفقر ومنها الى حافة الهاوية او المجهول . وبما ان هذا النظام هو قطب الرحى في هذه الأزمة بجميع مكوناته القبلية والعسكرية والسياسية وكذا أطرافه المتنافسة لا المتناحرة كما يعتقد البعض بأن النداءات التي ظهرت للتخلص من هذا النظام والمطالبة برحيله لن تكون مفيده مالو تجلى المقصود بوضوح من هذا النظام فإن النظام منطوي على تشكيلات قبلية نفعية تنبني علي أكتاف هذا النظام وتتمتع بسببه بكثير من الامتيازات ولتي يمكنها من تحقيق التزاوج بين السلطة والثورة ولكن على الطريقة اليمنية لا على الطريق في الأمصار العربية الأخرى وان كان المؤدى واحد
كما ينطوي ايضا على جزء كبير من المنتمين للمعارضة لهذا النظام والذين يشكلون في حقيقة الأمر خليط بين المنافسة والمشاركة فيه وبالتالي هل يا ترى عليهم عليهم الرحيل مع رحيله .
كما سينطوي ايضا دهاقين الفساد والمتسللين النفعيين من مكونات يسارية وعلمانية وفرق ضالة ومنحرفة يجمعها تحت عبائته ويشكل بهم سياج يطهر به من الداخل والخارج الادارة التنفيذية والادارية لتسيير هذا النظام وعليها ان ترحل ايضا كما انه يدخل ضمن هذا النظام ..الأسس التشريعية من دستور وقوانين وهيئات او مؤسسات ادارية وغيرها . ام ان المقصود برحيل النظام هو ما يطالب به كثير من الناس ان يرحل الفساد الجاثم على صدور الشعب او الادارات التنفيذية والقيادية له وان بقيت بعض ركائزه الأخرى ودخل في المرحلة القادمة صورة المطرود من الباب والراجع من النافذة .
ثانيا : ـ الحوثيون / فإنه لا نخص ما شكله الحوثيون من أزمة للنظام اليمني الحاكم وما خسرته اليمن جراء احتكاك السلطة معه وان كانت الحروب التي شنتها السلطة لها من المآرب السياسية والتكتيكية مالا يخفى على المراقبين الا ان ذلك شكل ازمة حقيقية للنظام اليمني وساهم في اضافة دق مسمار آخر في نعش النظام المتهالك .
والذي اتخذ من الحويتين سببا ولو غير مباشر لإطالة عمره ولإشغال الرأي العام في الداخل والخارج بهذا المعطى المصطنع

ثالثا : ـ المشترك : ـ أما المشترك فهذا اللفيف من الأحزاب المترنحة والتي ما زالت تغازل النظام بعين وتنظر الى الشارع بأخرى وأيهما رجحت كفته مالت اليه وان كان من الواضح أنه متردد لم يحزم أمره بعد الا فيما يظهر من التصريحات التي يتفوه بها بعض قادته والمنتسبين اليه أو بعض التصريحات التي تنسب اليه والمدقق فيها يشعر بالتردد الذي يعيش فيه . بل صرح بعض قادته أن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com