كتابات

رأي سلمي.. ماذا لو كان (حميدو).. رئيسا?ٍ???

(ميدو).. الرجل السوبرماني الخارق للعادة.. اخطبوط متعدد الأذرع والأغراض.. سريع الرد.. قوي البطش.. خبيث القلبات.. صغير الجسم كبير البطن.. يقحم نفسه في عشرين مجالا خارج دائرة السلطة? يريد أن يكون السيد فيها جميعا? والرقم الأول بلا منازع.. واليوم تستهويه لذة المزاوجة بين الثروة والسلطة ? غير قانع بمغانم عديدة- له فيها مآرب أخرى!

ففي التجارة: يريد أن يكون صاحب أكبر شبكة استثمارية في البلد? وصاحب أرقام قياسية في عدد المشاريع.. لديه قدرة على اقتحام كل استثمارات الحياة? بنوك? مصانع? مطاعم? اتصالات? نفط? اسمنت? معارض? مقاولات? مساكن? وما خفي كان أعظم.. تدعمه رساميل عائلية ضخمة يديرها بحنكة ويبني إمبراطوريته بسندها? وتمهد له سبل امتلاك مشروعه الأكبر.

وفي البرلمان: يريد أن يكون زعيم كتلة المستقبل بلا منافس? والفائز بلا انقطاع? ومحتكر الدوائر العائلية? والمرعب لمن يتجرأ على منافسته فيها- أيا?ٍ كان توجهه أو وجاهته? ليحافظ بها على حصانة دستورية مؤبدة ? ومناعة ضد الخدش? وفوق القانون والمساءلات.

وفي المشيخة: يريد أن يحتفظ لنفسه بقيادة فعلية وصولجان زعامة? ولأشقائه مشيخة الظاهر فقط.. لذا تراه لايتورع عن التلميح بقدرته على تحريك قبيلته عن بكرة أبيها بإشارة من إصبعه لتحميه وتقاتل معه? لا لشيء إلا ليستعرض عضلاته على شركائه ومناوئيه معا? ويستقوي بها ضد من يفكر في النيل من الذات المشيخية? أو يحول بينه وبين مشروعه الأكبر.

كذلك حزبيا?ٍ: يستغل الفراغ الكبير الذي تركه والده? ليحتكر زعامة سياسية تشبع غروره وتجعله يأتي بمالم تستطعه الأوائل والقبائل? من انتزاع دولة وتشكيل حكومة والسيطرة على لوبي مصالح يمنحه المزيد من القوة والتمدد? ليؤم?ن مستقبله ومستقبل البيت المشيخي? ويمكـ?ن جيلها الجديد من الاستئثار بمناصب عليا يطمحون لشغرها- دون متاعب أو معوقات!

حتى في الإعلام: أوجد فضائية أحادية التوجه? تبدو في ظاهرها ذات توجهات إخوانية طغت على شراكة (مشتركة)? بينما في حقيقتها تكرس التسبيح بحمد الغني (الحميد)? وتبث مقاطع وإضاءات من أقواله المأثورة ليل نهار? مابين إرشادات يسديها للشعب? وتوجيه لمظاهرات الشارع? وإساءات شخصية واضحة لرأس الشرعية? ومتاجرة بأحلام البسطاء? ليقدم نفسه في صورة المرجع الأعلى والقائد الموجه والرجل الأقوى? بعد أن تراجع بريق المراجع العليا ومشائخ الصف الأول وقيادات الأحزاب التي طواها في جلبابه وأغرقها بسخائه!

مثل هذا السوبرمان- الشيخ- والنائب- والقائد الحزبي- والملياردير المتضخم- عندما يجمح بخياله ويطمح للوصول إلى سلطة الدولة يجب أن نقلق جميعا?ٍ? ونضع أيدينا على قلوبنا بلا استهبال? وأن نفنجل أعيننا ونصيخ أسماعنا حين يتحدث وحين يتحرك وحين يزايد.. لأن مثل هذا الوصول لن يعني إلا المزيد من التكريس البغيض لطبقية متخلفة? وتمديد مرفوض لاستئثار أسري- مشيخي- جثم على صدر الشعب ومللنا منه على مدى نصف قرن.. ونفوذ قبلي تجرعنا مرارة الاستقواء به? حين شوه كل شيء جميل في حياتنا? وقتل كل مشروع حداثوي? وأعاق طموحنا المبكر- والمتأخر- في دولة مؤسسات ومجتمع مدني حالوا بيننا وبينها.

يحدث أمامنا كل هذا الاستئثار والاحتكار والصنمية والقدرات السوبرمانية الخارقة بينما (ميدو) ما يزال خارج السلطة? فكيف سيكون الوضع لو تمكن منها?? مؤكد أنه لن يجد من يكبح جماحه? وسنصحو على زعيم تملأ صوره الفضائيات والصحف والشوارع والأرصفة.. وربما سنجد من يطالب بتدريس خطاباته في المدارس وتتسابق الأطروحات الجامعية لتخليدها!

كل هذا الجموح لبناء إمبراطورية مالية واحتكار مناصب عديدة وزحمة مصطنعة وهالة مختلقة حول شخصه- يحدث اليوم بينما ميدو خارج السلطة? فكيف سيكون الحال حين يصبح (نائب رئيس) أو رئيس حكومة? لانستبعد أن يحتفظ بجانب رئاسته بمنصب صاحب السمو الجمهوري قائد الحرس الوطني ورئيس الديوان المشيخي? وحقائب سيادية كالنفط أو المالية أو الداخلية? أو إيراديه كالاتصالات والضرائب? لأنه عقلية نادرة ينطبق عليها قول الشاعر (أتته الرئاسة منقادة.?ٍ. إليه تجرجر?ْ أذيالـ?ِها.. فلم تك?ْ تصلح?ْ إلا له.. ولم يك?ْ يصلح?ْ إلا لها)!

أيها المتناسون.. فتشوا في أوراق الذاكرة.. فمنذ قيام الثورة الخالدة وأعضاء الأسرة المشيخية يتقلبون في نعيم الثروة والبرلمان والمشيخة وبحبوحة العيش? والشعب يتسول على أبوابهم.. بعضهم لا تملك إلا أن تحترم تواضعه الجم.. بينما أغلبهم ينظرون للناس بدونية واستحقار ويتعاملون بعنصرية المشائخ وغرور الأمراء وزنط النظارات السوداء? فهم الأصل والفصل? وغيرهم الرعاع والأتباع? ودم الآخرين غير معصوم من نزواتهم!

نعتقد أن لدى بعض أبناء المشائخ من ملفات النشوة الشبابية القديمة ما يكفي لإسكات مزايداتهم- مع خالص احترامنا وتقديرنا لبعضهم الآخر.. فجولات المرور والنقاط العسكرية ما تزال تشهد على العديد من ضحايا الواجب الذين سقطوا برصاص مرافقيهم- ومرت جرائمهم دون حساب أو عقاب? وقـ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com