اراء وتحليلات

اغتراب

يتناسل الشوق إليك رغم تهويم أرواحنا المنهكة? ياوطنا?ٍ نلهث في التداني من شرفته الفارهة بالحب? يا حلما?ٍ ينبو عن بهجة انتظارنا غير آبه?ُ بشجن?ُ ترتله اللوعة وتعزفه الأماني. هنا احتراق جديد? لا بواكي له? نأي ليس كالنأي يستل من الحشاشة جرحا?ٍ? ويلملم جرحا?ٍ غاب في ردهة الوجع القديم. وكلما ترحلت لوعة أرسلت أهداب غوايتها لتدحرجنا في ملكوتها الآسن? ولابوادر سوى لهفة تتكاثرعند منعطف السؤال: أي مسارات قد يسلكها ضوء القلب ليلثم حدقة عينك المتثائبة في ليلنا اليتيم?!
فالآهة وحدها لا تكفي وحشرجة البوح المثقلة بالحنين هاهي كما تراها تتهدل فوق صارية للقلب المغمس في الانتظار? حيث لا ماء ننثره في ملح طرقاتنا سيوصلنا ولا نشيد غير البكاء على صدر حروف افتراضية تسطرها أناملنا المرتعشة على أوتار تنهيدة غائرة.
أيها المترامي فينا كيف للقلب أن يتثاءب في أتون عاصفة هوجاء تجتث النسمة والنغمة? كيف لمشاعرنا أن تدل علينا? ونحن بعيدا?ْ عنك نستجدي غصة للبوح نخاتل بها حراس الظلام كلما أوغلوا بالقرب من ناصية أحلامنا! لهذا نسأل عنك ونحن نتلفت في مقام البعد فلا نرى طيفا?ٍ عابرا?ٍ إلا سألناه? نفتش عنك في تعاريج الكلمات? وفي عيون المعاني? ونتحسسك قطرة عسلية تمر على شفة الجرح ولكنها لا تأتي!
أيها المؤجل إلا عن مداركنا: ها أنت تسافر في الغياب ونسافر في اجتراح الدروب المسكونة باحتراق الحضور? نسأل أين هي أهزوجتك المتبتلة في يانع الأمنيات? أين هي ترتيلة مسائك المشعشعة برحيق القلوب? أما آن لها أن تتنز?ل على وهج مثخن?ُ بالانتظار?
أيها المتناهي في أوردة الصمت? لقد استنبتت الفجيعة من حولنا ألف لون واستعذبت فينا للحزن مليون باب? ولا تنفك أياديها تبعثرنا في صقيع المخافة اللانهائية? حيث المنافي وحدها من ترتل فينا وجودنا العدمي? والمتاهات الموحشة لا سواها من يغرد في أزقة الكلام.
أيها الملاذ المتكورعلى خوفه كلما سافر في ملامحنا الواجفة ماذا ترى? شجننا يتجدد ولغتنا باهتة لا تسعف عصافير سكينتنا لتحلق في ردهة البوح? يجتاحنا قلق الفراشة من أن يتنصل عنها الضوء? وتوجس الشفق من أن تنبو عنه خيوط شمسه الذهبية? ألا ترانا كيف نجمع نايات العشق لنكون في استقبال صداك نخط اسمك من سلسبيل المشاعر والتماع الشوق! نحاول أن نلوذ بك منا? لكن لا شيء سوى المسافات التي نقطعها لنشعر مجددا?ٍ بالكآبة كلما استوثقنا من الرسوعلى قارعة للوقت نظنك فيها? لقد اضمحل إحساسنا بنا? فأي الطرقات حري بنا أن نسلكها إليك? وأي الفضاءات يمكن أن يتسع لموال قديم يبعثه اغترابنا في ذواتنا لأنك لست فينا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com