كتابات

هل تعمل لجان الحوار على فتح هذه الملفات وتصحيحها

في العاصمة صنعاء تتدحرج حجرة الحوار ببطء شديد وسط بركة طافحة بالاتهامات المتبادلة وصولا في غالب الأوقات إلى كيل الشتائم وشخصنه الاختلاف والنقد الذي كثيرا ما تم نشر غسيله على صفحات الجرائد والوسائل الإعلامية المختلفة..
• مؤخرا تشكلت لجان للحوار ايضا..حملت مسميات رقمية.. لجنة الـ30 والـ100 والـ200 ومازال الباب مفتوحا لفئة الـ500 والـ1000
وبغض النظر عن التسميات -عسى الله يسموها لجان بساط الريح أو حتى جرنديزر- فالمشكلة في مرمى النتائج الذي مازال خاليا من أي أهداف حتى ولو تسلل
• ما لمسناه حتى ألان ليس أكثر من اجتماعات احتضنتها قاعات من فئة خمسة نجوم.. وإخبار من عينة تشاجر المجتمعون <تصايحوا> تعاركوا اختلفوا اتفقوا<سدوا> تشارطوا وساروا إلى مطعم الشيباني <تغدوا>على شان العيش والملح يقصف عمر الغدار
وعادوا إلى بيوتهم بكروش منتفخة يسيرون ببطء سلحفه
• في الميدان الأمر مختلف جدا وتحديدا في المحافظات الجنوبية,, تهرول القنابل نحو أهدافها بسرعة البرق,, فيما الرصاصات الطائشة تفترش صباحات ومساءات المدن مدثرة بوصف مجهولة المنفذ وكلاهما -أي القنابل والرصاص- تححققان نتائج ملموسة على الأرض,, ترسم في الشوارع لوحات مختلفة من دماء ودخان وغبار وصرخات موجوعة..
فيما الخوف ينهمر في كل الأماكن مثل امزان صيفا عاصفا بالبروق والرعود والبرد يلف صقيعه المدن والقرى,, حيث يترقب الجميع حلول الفواجع في أي وقت,, وتجدهم مستعدين لكل ذلك وقد عشعش وسط أفئدتهم يقين أن لكل ثورة ضحايا, ومن لم يمت في البيت مات في مسيرة,, تعددت الأماكن والموت واحدا
• تضع اللجان بمسمياتها الرقمية المختلفة في رأس صفحة الحوار أجندة مثل الانتخابات وإصلاح الملف الانتخابي والتعديلات وحتى مشاركة المرأة والكوتا,, كأولويات في مسيرة الحوار ..
• ولو افترضنا أن معجزة حدثت وتم التوافق على هذه النقاط, فان عملية التنفيذ ستتم في المحافظات الشمالية وتحديدا من مناطق البراميل ومطلع فقط
أما في المحافظات الجنوبية فان الأمر مختلف ,, سوس المناطقية والحقد ألتشطيري ينخر أسوار المحافظات بمدنها ومديرياتها ومراكزها ومناطقها وقراها,, بندق التعبئة يفجر جماجم النشء ببارود الأفكار التحريضية والأوهام الثورية,, يقذف بهم إلى جحيم الموت بصدور محشوة كراهية وحقد وشعورا بضيم وتهميش وإقصاء مسهم وكرامة هدرت ولاتسترد إلا بالدماء
وان تتحدث عن الوحدة وأنت بينهم فهذا يعني انك تنسج كفنك بيدك,, وبما أنهم قد صاروا كثرة , فان حمل البندق الوحدوي بيد الجنوبي قد بات أمر صعب خصوصا في ظل ما تنثره جرة <جمنة> قيادات بعض هذه المحافظات من أخطاء وممارسات تدفع بالوطنين والمخلصين باتجاه صفوف الحراك
• ومن هنا نقول بأنة يستطيع قيادي في الإصلاح أو الناصري أو غيره ,, عضو في لجنة الثلاثين أن يرفع صوته بالحديث عن القضية الجنوبية يندد ويستنكر ويدين ويتعاطف مع الحشود في ردفان.. لكنه في حقيقة الأمر أمام تلك الحشود ليس أكثر من شمالي غير مرحب أن تطاء قدمه ارض الحبيلين أو الضالع حتى كمشارك معهم في مسيرة أو مظاهرة
• القضية لم تعد كما يصفها علي قاسم طالب بزوبعة شباب طايشين يمكن احتوائهم بكرس محاضرة في قاعة تخلوا في الغالب من علم الجمهورية أو حتى صورة 4×6 لفخامة الرئيس
وليس الأمر ببساطة ما تطالعنا فيه تصريحات المسؤلين وخصوصا القيادات الجنوبية في السلطة التي تقلل من حجم القضية فيما اعتبره محاولة منهم في تضليل القيادة السياسية عن حقيقة ما يجري,, إذ اتحدي أكبرهم شعبية أن يحضر إلى منطقته ويجمع حوله عشرة شباب فقط لاغير
أن يمتطي شابان دراجة في الضالع وينطلقان في وضح النهار نحو مقر الأمن المركزي ويفجران قنبلة غير عابئين بالموت آو الاعتقال فان القصة تحتاج إعادة قراءة
أن تحصد الرصاص والقنابل أرواح كل من يعمل مع السلطة بغض النظر إن كان جنوبي أو شمالي فهذا يوحي ان الحكاية قد اندلقت أحبارها بعيدا عن قلم الراوي
أن تتمادى عصابات التقطع حد جعل شوارع المدن الجنوبية قفراء من المارة فان للفلم نهاية مفاجئة لا يتوقعها المخرج
• وفق هذه الحيثيات نستطيع أن نقراء سير عمل لجان الحوار.. وبوضوح نرى ما الذي يمكن أن تحققه في المحافظات الجنوبية, وبلسان طفل في مدرسة الحمزة الابتدائية بالضالع يأتي الجواب وهو لاشيء
الحراك بكل تكويناته لابسة جني أسمة فك الارتباط وهو الأمر الذي تصنعه إرادة الأغلبية في الشارع
ومشكلة الشارع الجنوبي أنه يقود نفسه ويلقي في مزبلة التهميش أي قائد تحوم حوله شبهات الاتصال مع فرد في السلطة
ولو افترضنا أن قائد الشنفرة ركب رأسه وقبل الحوار مع اللجان الرقمية ما الذي سيجري?
سيمثل نفسه فقط لاغير.. ولن يكون باستطاعته العودة إلى الضالع
• إنا لا ادلق يأسي على الصفحات انا فقط أقراء الشارع بحيادية.. ووصلت بقراءتي إلى ما أظنه جدير أن تضعه لجان الحوار في مهامها الأولى وقد تخيب أو تصيب
وهو أولا أن تضع نصب أعينها أن الشارع وصل إلى هذه المرحلة بفعل ممارسات وأخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com