كتابات

المشروع الفيدرالي اليهودي والمشروع الفيدرالي الهادوي

من بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وإنتهاء الحرب الباردة تبدلت الإستراتيجية السياسية الدولية إزاء منطقة الشرق الأوسط تبدلا?ٍ كاملا?ٍ وأصبح عنوان هذه السياسة الدولية هو ما يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد وهو مشروع يهودي تبنته الإدارة الأمريكية وبموجبه سيتم تقسيم المقسم وتجزأة العراق وسوريا ومصر والسعودية والسودان إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية بحيث يتم تفكيك الدولة القطرية إلى دويلات والشعوب إلى كتل طائفية ومذهبية متحاربة متصارعة.
وهذا المشروع الشرق أوسطي هو الذي أطلقت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية تسمية (الفوضى الخلاقة) ولتنفيذ هذا المشروع لتجزأة المنطقة العربية وضعت العقليات الإستراتيجية اليهودية والصهيونية سياسة وآلية أطلقت عليها (سياسة شد الأطراف) أو ما يمكن تسميته تطويق الدول العربية بدول الجوار حتى وإن كان بعضها إسلامي عبر مثلث (إيران – تركيا – أثيوبيا) بحيث ينفذ المشروع اليهودي الشرق أوسطي بوسيلتين رئيسيتين:
أ‌-    الصراع المذهبي والقبلي والعرقي.
ب‌-    حرب المياه.
مضافا?ٍ إلى ذلك التدخل العسكري الدولي المباشر لرسم خارطه سياسية وإقتصادية في المنطقة تؤدي إلى قيام إسرائيل الكبرى التي تمتد خارطتها من الفرات إلى النيل شرقا?ٍ وغربا?ٍ وإلى المملكة العربية السعودية في العمق جنوبا?ٍ بحيث تتحول إسرائيل إلى قوة إقليمية في الشرق الأوسط تهيمن على كل الموارد الإستراتيجية فيه وتبسط نفوذها السياسي على الدويلات الطائفية والمذهبية والعرقية التي سي?ْخل?فها المشروع الشرق أوسطي وراءه (حالة الفوضى العربية الخلاقة والمفيدة لإسرائيل).
وقد أنجزت الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين بالتعاون مع إيران المرحلة الأولى من هذا المشروع عبر إسقاط النظام السياسي في العراق وتمزيق خارطته الإجتماعية بما يمهد لقيام ثلاث دويلات في العراق (دويلة سنية في بغداد – ودويلة شيعية في البصرة – ودويلة كردية في الشمال) وبقية المخطط لتجزأة دول الطوق والسعودية سيتم على النحو التالي:
1-    تجزأة سوريا عبر مشروع فيدرالي إلى ثلاثة أقاليم أو دويلات (إقليم سني – إقليم علوي – إقليم درزي) عبر حرب مياه على نهر الفرات بين تركيا وسوريا ? حيث قامت تركيا بتمويل دولي ببناء سد أتاتورك بتكلفة (20) مليار دولار تقريبا?ٍ بهدف إشعال فتيل الحرب بينهما وتم توقيع إتفاقية أمنية دفاعية بين تركيا وإسرائيل وأمريكا ويبدو أن حزب العدالة في تركيا قد أربك هذا المخطط لكن تظل المؤسسة العسكرية التركية العلمانية الأتاتوركية قوة خطيرة لها صلاحيات دستورية ليست موجودة في أي دستور في العالم ? وهذا يقتضي دعم عربي لحزب العدالة لحفظ التوازن بين الحزب والمؤسسة العسكرية ? ولخطورة حرب المياه هذه وردت أحاديث نبوية صحيحة تحذر منها (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات ….) صحيح البخاري ومسلم.
2-    تجزأة مصر عبر مشروع فيدرالي إلى ثلاثة أقاليم أو دويلات (دويلة سنية – ودويلة قبطية – ودويلة نوبية) تكون مقدماتها حرب مياه لحجب نهر النيل على مصر بإعتبار أن مصر هي هبة النيل ? وتقوم أثيوبيا حاليا?ٍ ببناء سدود على منابع النيل لتحقيق هذا الهدف ? وهذا خطر تدركه مصر حاليا?ٍ حيث هددت بإستخدام سلاحها الجوي إذا تم إستكمال هذه السدود فكان الرد الدولي هو تزويد أثيوبيا بطائرات عسكرية حديثة.
3-    تجزأة السودان عبر مشروع فيدرالي إلى ثلاثة أقاليم أو دويلات (دويلة نوبية مكملة للدويلة النوبية في مصر – دويلة عربية – دويلة أفريقية في جنوب السودان).
4-    تجزأة السعودية عبر مشروع فيدرالي إلى ثلاثة أقاليم أو دويلات (إقليم في الأحساء – وإقليم في نجد – وإقليم في الحجاز) على أن يتم تدويل الحرم والأماكن المقدسة ? وقد ورد في الحديث الصحيح ما يحذر من هذا الخطر (عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة … الخ) وتنفيذ هذه التجزأة عبر إيران.
هذه هي الملامح العامة للمشروع الشرق أوسطي لتجزأة المنطقة العربية وكلها ستنفذ عبر مشاريع فيدرالية كالحاصل الآن في العراق? ولذلك نجد سنة العراق يرفضون الدستور الفيدرالي وتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم (إقليم كردي – وإقليم سني – وإقليم شيعي) للمحافظة على وحدة العراق السياسية والوطنية.
وفي هذا السياق نلحظ أن اليمن سلمت من الآثار السلبية للمشروع الشرق أوسطي اليهودي? لكنها مع الأسف لم تسلم من المشروع اليمن أوسطي الهادوي.
ومن هذه الزاوية أنبه القيادات السياسية الوطنية في اليمن على رأسهم الأخ الرئيس إلى أهمية إدراك أن اليمن خارجة عن خارطة المشروع الشرق أوسطي التي تنتهي في السعودية بحسب الخريطة المرفقة? وستعمد بعض القيادات الإمامية لتمرير مشروعها للإيحاء للرئيس عبر عناصر من

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com