الصحــة والجمال

اختبار جديد لتشخيص السل في ساعة واحدة – هل يصبح في متناول الدول الفقيرة?

يرى العديد من الخبراء أن الاختبار الجديد لتشخيص مرض السل في ساعة واحدة فقط لن يساهم بشكل فعال في المكافحة العالمية للمرض إلا إذا ما أصبح في متناول الدول الفقيرة.
وقد علق ماريو رافيجليوني? مدير قسم مكافحة السل بمنظمة الصحة العالمية? على ذلك بقوله: “إذا تحقق هذا الاختبار وظل عالي التكاليف? فمن الواضح أنه لن يكون مجديا?ٍ. إذ يجب أن تكون تكلفته منخفضة بشكل يمكن البلدان الفقيرة من استخدامه على نطاق واسع”.
وجاء اختبار الساعة الواحدة? الذي تم تطويره من طرف وكالة الحماية الصحية البريطانية? في أعقاب الإعلان الأخير عن التوصل لاختبارXpert MTB/RIF لتشخيص مرض السل في ساعتين.
ووفقا لوكالة الحماية الصحية? فإن الاختبار السريع الذي يستخدم الحمض النووي لتشخيص مرض السل? يتمتع بحساسية أكثر من غيره من الاختبارات المتوفرة في الوقت الراهن. غير أنه قد لا يصبح متوفرا?ٍ في الأسواق قبل نهاية التجارب المقرر إجراؤها خلال العام القادم.
ويستغرق اختبار السل الأساسي المستخدم حاليا حوالي 24 ساعة لإظهار النتائج في حين قد تستغرق الاختبارات الأعمق والأكثر دقة فترة تصل إلى ثمانية أسابيع أحيانا?ٍ.
وأشار رافيجليوني إلى أن استخدام الاختبار الجديد في المرافق الصحية الأساسية يتوقف على مدى بساطته? مشيرا?ٍ إلى أنه “يجب أن يكون بسيطا بما فيه الكفاية حتى تستطيع المرافق الصحية الأساسية استخدامه. إذ يجب أن تتمكن هذه الأخيرة? عند استقبالها لمريض يعاني من السعال من تشخيص مرضه وتمكينه من بدء العلاج على الفور…لذلك? يتعين على هذا الاختبار أن يكون في مثل بساطة اختبار تشخيص فيروس نقص المناعة البشري”.
ويشكل التشخيص المتأخر واحدا من العقبات الرئيسية التي تواجه البرامج العالمية لمكافحة السل? حيث أن التشخيص المبكر سيساعد على خفض مستويات انتقال العدوى. وقد علق رافيجليوني على هذا بقوله: “لا تكمن المشكلة فقط في عدم تشخيصنا لحوالي ثلث مرضى السل على الصعيد العالمي ولكن أيضا في كون التشخيص لا يتم سوى في مرحلة متأخرة من الإصابة مما يؤثر بشكل سلبي على النظم الصحية وعلى الصحة العامة حيث يتسبب المصابون في انتشار العدوى بالمرض دون أن يدركوا ذلك”.
من جهته? يرى يوسف سيتييني? مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل والجذام بكينيا? أنه طال الانتظار وآن الأوان لظهور اختبار سريع لتشخيص المرض. وجاء في قوله: “نحن لا زلنا نستخدم اختبار البلغم الذي يعد نظاما?ٍ عتيقا يبلغ عمره 125 عاما. لقد حان الوقت لاستخدام اختبار أكثر كفاءة…في الوقت الراهن? يضطر المرضى لمغادرة العيادة والعودة مرة أخرى للحصول على نتائج فحصهم في اليوم التالي? وقد يضطر البعض منهم للانتظار لعدة أسابيع للتأكد من النتائج? كما أن بعض المرضى لا يعودون أبدا للحصول على نتائجهم أو لبدء العلاج”.
وأضاف سيتييني أن توفر الاختبار على نطاق واسع ومساهمته في زيادة التشخيص يعني الحاجة إلى المزيد من الأموال? حيث “ستصبح هناك حاجة لموارد إضافية ولمزيد من العاملين في مجال الصحة ولتدريب أكثر ولغير ذلك من الاحتياجات الأخرى”.
ووفقا لرافيجليوني? “يعتبر السل واحدا من أرخص الأمراض من حيث تكلفة العلاج? لذلك ينبغي ألا يكون هناك عذر لعدم توسيع نطاق خدمات العلاج …لا بد من إيجاد طريقة لتغطية التكاليف الإضافية للرعاية”.
ويكلف علاج مريض السل ما بين 20 و25 دولارا باستخدام استراتيجية منظمة الصحة العالمية للمعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر DOTS.
وعلى الصعيد العالمي? يتم تشخيص حوالي 400,000 حالة إصابة بالسل سنويا. ويشكل السل القاتل الأكبر للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري في أفريقيا. ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2009 عن مكافحة السل على الصعيد العالمي? تم تسجيل ما يقدر بـ1.37 مليون حالة جديدة من حالات السل بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في عام 2007.

ديفيد غوف/إيرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com