كتابات

البحرين وخديعة التوجو وبنما

· ما حدث للمنتخب البحريني من فضيحة تناقلتها جل وسائل الاعلام والمتمثلة في قدرة فريق توجولي من انتحال شخصية منتخبه الأول واللعب على هذا الأساس أمام المنتخب البحريني في مباراة جرت على أنها دولية ودية بغرض الاستعداد لخليجي 20 المزمع إقامته أواخر نوفمبر المقبل في مدينة عدن الباسلة , ما حدث يوم الثلاثاء الماضي يؤكد للجميع بأن الاتحاد البحريني لا يعمل باحترافية ووفق معايير دولية بدليل أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها البحرينيون في هذا المطب , فقد وقع الأشقاء في ذات الموقف قبل خمسة أعوام? عندما كانوا يحضرونا لمباراة الملحق الشهيرة أمام ترينيداد وتوباجو في تصفيات كأس العالم 2006 , حيث كانوا يعتقدون أنهم يواجهون منتخب بنما وإذا بالأمر يتضح بأن ذلك المنتخب ما إلا منتخب آخر لبنما.
· ما قادني للتطرق لهذا الموضوع هو ما تعاملت به وسائل الاعلام البحرينية مع الخطأ الذي وقعنا فيه أثناء سحب قرعة خليجي عشرين , فقد ذهبت الصحف البحرينية ومعها بعض المسئولين عن الرياضة في ذلك البلد الشقيق , ذهبوا الى القول بأن اتحادا لا يستطيع ان يتم القرعة بالصورة المثالية ليس جديرا باستضافة خليجي عشرين , وبين هذا وذاك نعتوا رياضتنا بنعوت لا تليق بها إطلاقا .
· أليس الخطأ الذي وقع فيه الاتحاد البحريني اشد فداحة وهو يوهم الرأي العام المحلي بأنه يقابل منتخبا صعد لكاس العالم 2006 بالمانيا , وإذا به يلعب أمام بعض اللاعبين الهواة , فالمعلومات تؤكد بأن المنتخب الحقيقي لتوجو قد خاض السبت الماضي لقاء?ٍ رسميا?ٍ في تصفيات كأس الأمم الإفريقية أمام منتخب بوتسوانا? ومن ثم التحق جميع لاعبيه بصفوف فرق أنديتهم بعد ذلك اللقاء , فمن أين أتى هذا الفريق الآخر , مع العلم بأن السلطات التوجولية تحقق في الموضوع وكيف استطاع ذلك الفريق الإيقاع بالاتحاد البحريني ?.
· قد نلتمس العذر لأشقائنا في الاتحاد البحريني (مع أنهم لم يلتمسوا لنا أي عذر) في ان يقعوا في الفخ مرة إما وهي المرة الثانية التي ي?ْلدغون من نفس الجحر ففي الأمر إعادة نظر , فهذا يعني بأن البحرينيين الذين يطالبون بسحب خليجي عشرين من بلادنا وتنظيمها لديهم بداعي الخبرة الكبيرة التي يتمتعون بها والنقص الحاصل لدينا حسب قولهم , أصبحت مطالبة غير منطقية , فاتحاد يقع في مثل هكذا أخطاء ويسهل خداعة , لا يمكن ان نصدق انه قد حجز له في عالم الاحتراف موقعا مرموقا وإلا لما استطاع فريقان يدعيان أنهما منتخبا التوجو وبنما من الإيقاع به .
· أين هي إذا الخبرة التراكمية التي يتحدثون عنها , وأين هو العمل المنظم والمبرمج الذي يتشدقون به ويرموننا بعكس ما يصفون به أنفسهم , أين ذهبت العلاقات المتينة مع الأطر الكروية القارية والدولية والتي لم تمكنهم من اكتشاف وقوعهم فريسة سهلة في أيدي المتعهدين الدوليين , وأين هو التخطيط قريب وبعيد المدى الذي يتحدثون عنه ?.
· أنا هنا لا أدافع إطلاقا عن الخطأ الذي وقع أثناء سحب القرعة والذي يجب ان يعاقب مرتكبوه ,وان كان لديهم ذرة خجل كان ينبغي ان يقدموا اعتذارا علنيا , لأنهم جعلونا سخرية أمام الآخرين , بالرغم ان ما حدث يحدث في مسابقات عديدة , ولكن لان المتصيدين ك?ْثر فقد تم تضخيم الأمر وأثار زوبعة كبيرة لا تستحق كل ذلك .
· ان الدرس المستفاد مما جرى في القرعة ومما حدث للمنتخب البحريني , يؤكدا امرا هاما هو ان بعض الاتحادات العربية ما زالت تشترك في العشوائية وتتقاسم الارتجالية وتهوى العمل غير المنظم , وتعشق العمل بالعبارة المشهورة الأقرباء أولى بالمعروف , ولا ينبغي ان ترمي بعض الاتحادات نظيراتها بالطوب وبيوتها من زجاج .
· من الدروس المستفادة أيضا التأكيد على ان الاتحاد البحريني ليس مثاليا كما يحب ان يشير الى ذاته عبر انتقاصه من الآخرين والحط من قدر الذين اجتهدوا مع انه لكل مجتهد نصيب فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولخطأ فله اجر واحد .

*باحث دكتوراه بالجزائر

mnadhary@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com