كتابات

بين الرياض وصنعاء في مكافحة الإرهاب «2/2»

مسؤولون يمنيون شددوا في حديثهم المنشور في «عكاظ» على توفير المعلومات الأمنية عن المطلوبين أمنيا في اليمن? وتزويد المملكة بها أولا بأول? وسرعة تمريرها? باعتبارها العامل الأساسي المهم في التضييق على الإرهابيين وإفشال مخططاتهم الإجرامية قبل وقوعها!.. إنه حديث العقلاء وقت الشده! فإذا كانت الحرب ضد الإرهاب حرب معلومات فإن أول طعنة في خاصرته ستكون في فضح المعلومات عنه! ليس مهما أن يموت منهم واحد الأهم معرفة من وراء هذا الواحد!!. و «اليمن» العزيز يواجه ضغوطا طارئة من كل اتجاه يلعب فيها الإرهاب دوره الخبيث في محاولته تبديل مقره والانتقال به من كهوف أفغانستان إلى كهوف اليمن! المجاورة لأهدافه المبتغاة فهو يستهدف السعودية والخليج ويعتبر اليمن العمق الاستراتيجي لهذه المنطقة? ومن هنا.. باتت الحرب ضده جماعية لاينبغي أن تكون فيها اليمن واقفة وحدها.. أو السعودية وحدها? الجميع يواجهون خطرا واحدا على طريق واحد المسافة بينهم وبين المخربين المفسدين في الأرض!. الجميع يواجهون خطرا واحدا فإذا تعاونوا غلبوه وإذا تفرقوا غلبهم!! إنها الحقيقة لا نفاق فيها ولا تزييف ولا تلميع يغير من وجهها القبيح! إذا تفرقنا غلبنا «بضم الغين وكسر اللام»? وإذا تعاونا غلبنا «بفتح كل الحروف»!
هذا يعني أنه لايزال الزمام في يدنا ولازالت المعلومات عندنا. يبقى علينا سرعة تمريرها ومتابعتها وهي أهم المهام في تحقيق النصر على الإرهاب! عدونا المشترك لايقف في الميدان بسلاحه يشهره في وجوهنا? عدونا المشترك يتوارى عن الأنظار ويعمل بالدسائس ويتنقل من مكان إلى مكان? لذا هي حرب معلومات وليست حرب أسلحة! وتمرير المعلومة في الوقت المناسب أهم من القبض على إرهابي واحد! فالجهات الأمنية التي تخوض معركتها في الميدان تحقق فوزا أكبر إذا كانت مزودة بالمعلومات الوفيرة حول خصمها اللدود الذي لم يظهر في العلن إلا بعد التضييق عليه وسد الأبواب في وجهه!
لقد خاضت السعودية تجربة مريرة مع الإرهاب كان ثمنها أرواح طاهرة أرادت الدفاع عن الأرض فابتليت بدود الأرض! واليمن اليوم تمر كما قلنا بضغوط من كل اتجاه والعلاقة الوطيدة التي تربط بينها وبين السعودية لاتدعوها إلى تمرير المعلومات وتبادلها بل وأيضا تمرير التجارب والاستفادة منها? إنها فرصتها التي قد لاتتكرر في الاستفادة من التجربة الأمنية السعودية التي باتت مضرب المثل في المواجهة ضد الإرهاب? فبعض المعلومات قد لاتكون عند فئة من الأجهزة الأمنية ذات قيمة لكنها عند فئة أخرى قد تكون المفتاح الضروري لدخول غرفة الإرهابيين المظلمة! توافر المعلومات مهما كانت بسيطة أهم ما يمكن أن يؤديه الجهاز الأمني لبلاده! فملاحقة العناصر الإرهابية تضعفها وتعطلها عن مواصلة مشوارها التخريبي. إنه الأمل الشعبي في البلد على أن لايكون الحديث عن التعاون مطلبا بل حقيقة تستمر في مواجهة الخطر الذي ينام في اليمن ويمد يده إلى أبعد منها!.

نقلا?ٍ عن “عكاظ” السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com