اراء وتحليلات

الهبوط

كان سرب الطيور الجارحة والمهاجرة يحل?ِق في السماء,يمضي نحو غايته ويقودهم طائرا يثقوا بهي لأنه?ْ أقدرهم على التحليق,وأعرفهم بأجواء السماء ومسالكها كان السرب يمضي متراصا في نظام بديع لا يتوانى في المسارعة نحو غايته حتى كان صباح يوم?ُ?ُ حزين لاحت لقائد السرب التفاته نحو الأرض فلمح تحته جيفة?ِ ,,فسرعان ما تحركت فيه شهوة الطعام ,فنسي دوره?ْ ونسي نفسه?ْ وغفل عن غايته فهبط من علياه وهبط صوب الجيفة النتنة ليفي بهمه,هاهو يأكل ويأكل لا يدري أنها جيفة?ِ نتنه, وأن بدنه سيعتل منها مما يجعله لا يقوى على الصعود إلى السماء مر?ٍه أخرى ولا يكمل المسير نحو غايته وكأنه?ْ لا يدري أ ن نهمه?ْ وشهوته?ْ سيكوننا سبب في هلاكه بعد أن هبط قائد السرب إلى الأرض حدث ا?ُضطراب شديد في صفوف الطيور وخي?ٍم على السرب شعور بالحزن والأسى سرعان ما تحول إلى شعور بالإحباط والكآبة عندما هبط إلى الأرض قل?ِة?ِ?ُ من الطيور الضعيفة التي صادف هبوط القائد فسارعت تتبعه إلا أن عامة طيور السرب أبت أن تتدنى وا?ُن كانت قد هدئت في سرعتها ثم راحت تحوم فوق المكان الذي هبط فيه قائدها صاح أحد الطيور في ا?نفعال شديد كيف يحدث منه?ْ هذا?كيف? وهو الذي علمنا التحليق منذ أن نبت الريش على أجنحتنا ? كيف يهبط إلى الأرض وهو الذي كان يقول فينا ويردد على مسامعنا أنه لا ينبغي لمن يريد أن يحـل?ِق في السماء أن يفكر أو ينشغل بالأرض?? وفاضت من عيني طائر?ْ آخر الدموع وهو يردد في ح?ْزن =لاشك في أنه?ْ سيصعد مر?ِة?ٍ أخرى حتما سيعود, فيقاطعه آخر قائلا=ولكن هل يجدي الصعود بعد الهبوط..وهل يفلح الجسد بعد أن أعتل القلب? ويتدخل طير?ْ آخر . في النقاش ليحسم النقاش والمسألة بأسرها قائلا لا ينبغي أن يشغلنا هبوط طائر مهما كانت مكانته ومنزلته عن مواصلة الطيران ..فعلينا أن نسرع نحو غايتنا..وبسرعة تتراص الصفوف من جديد وت?ْخرج من بينها دليلا آخر ثم تواصل الطيران وتبتعد شيا فشيا حتى يبتلعها الأفق كان الطير يستشعر وحشه غريبة بعد هبوطه إلى الأرض وكان صدره?َ يضيق بغربته بين الجي?ٍف والهوام حتى يحس وكأن قلبه?ْ مضغوط بين جبلين عظيمين . غير أن هذا الشعور الكئيب كان ينقطع للحظات صدق تم?ْر به يراوده خلالها الأمل في أنه سيترك هذه الأرض وسيعاود التحليق في السماء ويرتاح قليلا .. ولكنه لا ينسى أن الأمر ليس سهلا كما يتصور وأن وزنه?ْ يزداد وأن الخبائث تقتله حتى أنه?ْ صار لا يقوى على السير بخف?ِه فوق الأرض فكيف له?ْ بالصعود إلى السماء.. غاب هذا المعنى عن الطائر وسط ا?ُنشغاله بالجي?ِف…فيا لها من دنيا حقيرة غادره. تذل فوق الأرض من كان محلقا في علياء السماء..إن الطائر في خطر عظيم .. فأمامه طريق واحد فقط لكي يعاود الصعود عليه أن يتخلى عن نهمه وعن شهواته وعليه أن يجاهد نفسه ويداوي قلبه المريض.
وذات يوم كان الطائر يمشي متثاقلا على الأرض يسير في قلق وحزن ينبش الأرض بمخلبه وينقرها بمنقاره ا?ُنه?ْ يمضي إلى غير هدف يحس أنه?ْ غارق في بحر اليأس ولا يدري أي شي?ُ يصنع تلاطمه أمواج الضياع وقد ضاقت عليه الأرض بما رح?ْبت ..وفجأة تتعثر قدماه ثم يقع في ح?ْفرة كاد يغيب عن وعيه من ذلك المنظر الرهيب )جماجم) (عظام نخره) باليه إنها مقبرة ..ا?ُنه?ْ المصير الذي لا مفر أن يئول إليه كل مخلوق في هذا الكون أنه?ْ الموت تلك الحقيقة التي أضحت ظنا في القلوب الغافلة اللاهية بكاء الطائر ب?ْكاء مرير وهو يردد في حسره وندم إذا ضاع الهدف ساء المصير****كثير تلك المنعطفات على طريق المهاجر إلى الله.والناجي من يرزقه ربه البصيرة وإدراك العواقب .فيحافظ على الطريق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com