حـــوارات

طاهر: يدعو الى النزول للشارع واحداث ثورة ضد النظام

قال الأستاذ عبدالباري طاهر المفكر و الصحفي اليمني المعروف بان اليمن تعيش أزمة سياسية واقتصادية وأمنية ? وبان هذه الأزمات بدأت محدودة عبارة عن احتجاجات مطلبيه في الجنوب ? وبدايات تمرد في حيدان ? وأدى عدم معالجة هذه الأوضاع المتدهورة إلى تفاقم المشاكل في الجنوب وفي شمال الشمال .
وتطرق طاهر في الحوار الذي اجرته معه صحيفة المواطن إلى الوضع الخطير الذي تمر به البلاد بسبب الانفراد بالقرار وصنعه في مستوى معين ? وبصورة خاطئة من خلال مقايل القات وعبر الاستئناس بآراء إفراد معينين دون أن يشارك فيه الناس .
لافتا إلى ما تعانيه البلاد من فساد ونهب لأراضي وممتلكات المواطنين ? منتقدا أحزاب اللقاء المشترك لعدم قيامها بدورها وقال بان همها ليس المجتمع وقضاياه بل يهمها المساومة السياسية لتحصل على نصيبها من الكعكة .
ودعا طاهر إلى ثورة احتجاجية سلمية لإسقاط النظام من خلال النزول إلى الشارع والاقتداء بالجنوب……
تفاصيل الحوار:

اتصلت به لأخذ موعد أجري فيه مقابلة معه? فما كان منه إلا أن ابتدرني قائلا بأن لو كان بإمكانك الآن فسيكون ذلك مناسبا. لذا لم يكن لي إلا أن أنتهز هذه الحظوة? ولو أنها ستكون على عجالة.
كانت العاشرة صباحا? اتفقنا على أن يكون مكان لقائنا عمارة التضامن. انطلقنا من هناك إلى مقر صحيفة التجمع حيث دار الحوار. كان يمشى بخطى واسعة كمن هو في الثلاثين? حتى لكأني أوشكت أن أماشيه جريا?ٍ? جازما?ٍ أني أساير عد?اء?ٍ رشيقا?ٍ قادما?ٍ من أرض الزرانيق. حين بدأ الحوار كان قد أصبح ذلك السياسي المثقف والمفكر اليساري المخضرم… يتكلم ببساطة وتلقائية تشعر متلقيه أنه هو مدار الحديث. لكم هي تلك البساطة م?ن ش?ْجاعة حين أحولها هنا إلى أحرف! إنه من أولئك الأشخاص اللذين ي?ْحي?ْون في أنفسنا معنى أن نكون.
* أستاذ عبد الباري : الجو مشوب بالتوتر والاحتقان. أزمة هنا وهناك. ومشاكل لا تفتأ أن تحتدم وتتفاقم… ما الذي يحدث?
– الذي يحدث هو أن اليمن يعيش أزمة شاملة : سياسية? اقتصادية? اجتماعية? أمنية? أزمة في الاستقرار? وفي كل مناحي الحياة. وللأسف? هذه الأزمات كانت قد بدأت محدودة: احتجاجات مطلبية في الجنوب? بدايات تمرد في حيدان… إلا أن عدم معالجة الأوضاع المتدهورة فاقمها في الجنوب وفي شمال الشمال. ليس هذا فحسب? بل ومن الأزمات المتفاوتة في اليمن عموما?ٍ. هذه الأزمات سببها الفساد وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كل الأوضاع مأزومة. وللأسف? هناك عدم معالجة للأمور? بينما هذه الأزمات تتفشى وتنتشر وتصبح معالجتها أصعب وأصعب? ذلك أنه إن لم تعالج الأمور من البداية بحزم وصرامة وبمعالجات صائبة وصحيحة تصبح أكثر استحالة. اليمن الآن بحاجة إلى معالجات: معالجة الأوضاع في الجنوب? معالجة حرب صعدة? معالجة لكل شيء. فالذي يحدث في صعدة الآن أن ست حروب متكررة النشوب ومع ذلك هناك دائما?ٍ وقف لإطلاق النار وهدنة تلو هدنة? دون أن يكون هناك معالجة لأسباب هذه الحرب? لمعالجة العوامل التي أدت إلى انفجارها في صعدة ولمعالجة مسبباتها وعواملها الفعلية التي أدت إلى استمرارها لما يقارب الست سنوات. هناك أيضا?ٍ الاحتجاجات في الجنوب? احتجاجات بدأت مطلبية ومحدودة? لكنها الآن تتحول إلى مطالب سياسية في غاية الخطورة? كل ذلك لأن الدولة لا تعالج قضايا الناس.
* ما هي برأيك المعالجات اللازمة لحل مثل هذه المشاكل? خصوصا?ٍ مشكلتي صعدة والجنوب? وأيهما الأخطر برأيك?
– كلها خطيرة? وكلها ذات مطالب حقة وذات مطالب شعبية. يستحيل أن تلقي على محافظة كصعدة تهمة العمالة أو تهمة التبعية لإيران أو لأي جهة كانت? فصعدة تقود تمردا?ٍ للحوثيين توسع ليحوي محافظات ثلاث? هؤلاء الناس لديهم مطالب? ولديهم مطالب من مدى زمني طويل. إن صعدة هذه حرمت من التعليم? من التطبيب? من الخدمات العامة? من الارتباط بجسد الدولة… س?ْل?ط عليها التعليم المذهبي والطائفي… هذا كله أدى إلى أن تتراكم هذه الأزمات وتتفجر حربا?ٍ في نهاية الأمر. وإذن لا بد -إذا أرد?ت?ِ معالجة الأمور- أن تعالجها بالخدمات? بالمدارس? بالمستشفيات? بالطريق? بمياه الشرب? بحل مشكلة البطالة? بمحاربة تجارة السلاح والمخدرات? بالقضايا التي تخص الناس وتهمهم وتهم معيشتهم وأمنهم وسلامتهم واستقرارهم… إن معالجة الأمور لا تكون بصرف الأموال? ولا بإيجاد وظائف للبعض? أو بتعيين وكلاء محافظين مثل ما يجري ويحصل حاليا?ٍ? المعالجات تتم بمعالجة قضايا الناس? قضايا معيشتهم? قضايا أعمالهم? قضايا همومهم? قضايا الخدمات العامة في المناطق… وذلك لا يكون بالرشى وإفساد الضمائر أو شرائها.
 الذي يحصل الآن أن الدولة تود معالجة الأمور بعد أن تركت الأوضاع تتأزم وتكاد تبلغ الكارثة? ثم حين تود المعالجة تعالجها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com