كتابات

“داعش” تعض اليد التي رعتها وترعاها

التفجير الانتحاري الذي نفذته “داعش” يوم الخميس الماضي في مسجد خاص بقوات الطوارىء السعودية في مدينة أبها جنوب غرب السعودية لا يمكن مقارنته باي حال من الاحوال بالتفجيرات التي نفذتها “داعش” ضد بيوت الله والامنين من الناس.
هذه الحقيقة اكدتها التصريحات التي جاءت على لسان مسؤولين امنيين سعوديين ? عندما اكدوا ان الهجوم على مسجد يرتاده جنود الطوارىء السعوديين يعتبر خرقا امنيا واضحا ? يعكس تغلغل “داعش” داخل المؤسسات العسكرية والامنية السعودية ? الامر الذي ينذر بايام حبلى بالمفاجآت التي قد تخرج عن سيطرة السلطات السعودية.
النظام السعودي الذي اخذت نيران “داعش” تلتهم ثيابه ? كان يعتقد ? ومازال ? ان بالامكان استخدام الجماعات التكفيرية التي تتغذى على الفكر الوهابي الظلامي ? المذهب الرسمي للسعودية ? في تحقيق اهدافه السياسية في العراق وسوريا واليمن ولبنان ? دون ان يرتد اليه نتائج افعاله هناك.
لا يمكن قبول الخطاب الرسمي السعودي الذي مازال يدفن راسه في التراب كالنعامة عندما ? يعلن ان “المملكة” واحة امن وسلام وان الطائفية جاءت اليها من خارج الحدود ? فمثل هذا الخطاب لا يمكن ان ينقذ السعودية من المصير الماساوي الي ينتظرها ? فالكثير منا قد شاهد وسمع عن استطلاعات الراي التي اجرتها مراكز في الفضاء المجازي ? بشأن “شعبية داعش” في السعودية ? حيث اظهرت هذه الاستطلاعات ان اكثر من 90 بالمائة من الشباب السعودي يؤيد “داعش” ويرى في ممارستها بانها “الاسلام الاصيل” !!.
بل واكثر من ذلك فالكثير منا سمع وشاهد ومن على شاشة فضائية سعودية الاعتراف الصادم لاحد اعضاء مجلس الشورى السعودي ? عندما اعلن ان اكثر من 69بالمائة من يتمنون الالتحاق ب”داعش”. الى جانب ذلك ? جميعنا كان يسمع ويشاهد ويقرأ الفتاوى التي كان يطلقها كبار مشايخ الوهابية للشباب في السعودية وفي جميع انحاء العالم ? للتوجه الى العراق وسوريا للجهاد هناك ضد “الروافض والعلويين والمشركين والكفار” ? وهي فتاوى موثقة بالصوت والصورة ? وموجودة على اليوتيوب. حتى لو نفت السعودية مثل هذه الفتاوى ? او اعتبرت مطلقيها لا يمثلون الوهابية ولا النظام الديني والسياسي فيها ? ترى ماالذي يمكن ان يقوله النظام السعودي على المذهب الرسمي للسعودية ? الذي لا يقوم الا على اساس تكفير المسلمين واتباع جميع الاديان الاخرى ويصفهم بالمشركين والكفار ? وما ممارسات “داعش” اليوم الا تطبيقات عملية لما قال ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن عبدالوهاب وبن باز وبن عثيمين وامثالهم?. تعاليم هؤلاء المشايخ ? هي التي كانت تدفع تلامذتهم اليوم امثال العريفي ومن لف لفه ? من الذين كانوا ومازالوا يؤيدون ويمتدحون التفجيرات الارهابية في شوارع ومساجد وحسينيات وكنائس ومدارس ومستشفيات العراق وسوريا ولبنان ? الى رفض اطلاق صفة “شهيد” ? حتى على قتلى “داعش” في المنطقة الشرقية من السعودية ? بينما نراهم اليوم يصفون قتلى “داعش” في مسجد قوات الطوارىء السعودية ب”الشهداء”?. اذا كان النظام الديني في السعودية ليس طائفيا ولا تكفيريا ولا ظلاميا ? لماذا يرفض وصف قتلى السعوديين في المنطقة الشلاقية ب”الشهداء” رغم انهم سقطوا ضحايا على يد “الخوارج” كما تقول الوهابية ?? اليس هذا الرفض من قبل مشايخ الوهابية هو تاكيد على ان الذين قتلوا ليسوا بمسلمين من وجهة نظر الوهابية ? ? واليس هذا الموقف يعتبر ضوءا اخضر للتكفيريين لينفذذوا جرائمهم بحق من تعتبرهم الوهابية “مشركين وكفار”?. الى حد هذه الساعة لا تكف السعودية عن دعم “داعش” في سوريا واليمن ? بل انها في اليمن دخلت وبشكل علني في تحالف واضح فاضح مع كل التكفيريين هناك من الذين دعمتهم بالمال والسلاح وعلى راسهم “داعش” والقاعدة ? لمجرد ان تحقق نصرا وهميا على ابناء الشعب اليمني ? لاعادتهم الى حظيرتها مرة اخرى. كما قلنا وفي اكثر من مقال ان دعم السعودية للتكفيريين في العراق وسوريا ? ليس تهمة نتهم بها السعودية ? بل هي حقيقة قالها ويقولها حتى حلفاء السعودية في الغرب وعلى راسهم امريكا ? واخر هذه التاكيدات جاءت على لسان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ? الذي اعترف صراحة بدعم السعودية بالمال والسلاح والعتاد والتغطية الاعلامية للجماعات التكفيرية في سورية. الوهابية التي تنخر المجتمع والجيش والنظام في السعودية ? تشكل اكبر خطر على المنطقة والعالم ? فالكثير من التقارير الاستخباراتية تؤكد ان السعودية وفي حال مواصلتها هذه السياسة الطائفية التدميرية في المنطقة ? تدفع بنفسها الى الانهيار ? وهذا الانهيار لن تقف تداعياته عند حدود السعودية ? بل ستتجاوزها المنطقة والعالم ? بسبب الطاقة الوهابية الكبرى المخزونة في الشعب السعودي ? والتي ستتفجر حينها ? طائفية لا تنتهي تحرق الاخضر واليابس ? ومن خلال هذه الرؤية يمكن فهم المساعي الدولية التي تبذل اليوم من اجل اقناع النظام السعودي بالكف عن استخدام الوهابية ? وتطبيقاتها العملية امثال “داعش” والقاعدة و “جبهة النصرة” والج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com