أخبار اليمن

الكشف عن خيارات السعودية القادمة والثقوب الإستراتيجية في سياساتها تجاه اليمن

فند الكاتب العربي عبدالباري عطوان السياسات الخارجية للمملكة السعودية في عهد الملك الجديد مؤكدا?ٍ أن السياسات الخارجية السابقة التي اتبعتها المملكة على مدى الثلاثين عاما الماضية كانت مليئة بالثقوب الاستراتيجية? فقد خسرت المملكة العراق عندما تحالفت مع امريكا على اضعافه وتغيير الحكم فيه? وخسرت الورقة الفلسطينية لصالح ايران وتورطت في مقامرة خاسرة (حتى الآن على الاقل) في سورية? وفقدت كل حلفائها في اليمن الذي ظل دائما تحت اجنحتها حد وصفه .

وقدم عطوان سيناريوهات محتملة للإتجاهات او الخيارات امام سلمان :
ان يزور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الرياض السبت? ويليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي? فهذا يعني امرا من اثنين? اما ان تنضم المملكة الى المحور التركي القطري? او ان تنحاز الى المعسكر المصري? ولا خيار ثالث? لان مسك العصا من الوسط لم يعد مقبولا في ظل تدهور الاوضاع عسكريا وسياسيا وامنيا في منطقة الشرق الاوسط برمتها.
الرئيس التركي اردوغان الذي يملك حاسة شم سياسية قوية يشعر حاليا بنوع من العزلة? فمعظم حلفائه الذين راهن عليهم في اطار ثورات الربيع العربي وخاصة في حركة “الاخوان المسلمين” تعرضوا لنكسات كبرى? فقد خسروا الحكم في كل من مصر وتونس وجزئيا في ليبيا? وخرجوا من المشهد السياسي في اليمن على ايدي الحلف الحوثي العلي عبد الله صالحي? ويترنحون في سورية حيث تبخرت احلامهم في اطاحة سريعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد? وتغير الاولويات الامريكية باتجاه “اجتثاث” “الدولة الاسلامية” باعتبارها الخطر الاكبر في المنطقة.
المملكة العربية السعودية ايضا تعيش ظروفا صعبة? وتواجه اخطارا كبيرة? فالحوثيون يتمددون في اليمن? فنائها الجنوبي? والولايات المتحدة الحليف التاريخي للمملكة باتت اقرب الى ايران? وعلى وشك توقيع اتفاق تاريخي معها? ظاهره نووي? وباطنه اقليمي? فإدارة اوباما التي انهت عداء مع كوبا استمر اكثر من نصف قرن لن تتورع عن السير في الطريق نفسه تجاه ايران? واعادة اعتمادها الحليف الاقليمي الاقوى في الشرق الاوسط.
العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز يزن خطواته في السياسة الخارجية بميزان من ذهب بعد ان قطع شوطا كبيرا في ترتيب البيت السعودي الداخلي? ورغم كل الحديث عن سيره على نهج سلفه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز? الا ان كل الخطوات التي اتخذها داخليا تؤكد العكس تماما? ومن غير المستبعد ان يكون الحال نفسه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
**
هناك خيارات امام العاهل السعودي الجديد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية:

اولا: ان ينخرط في تحالف “سني” تركي قطري في مواجهة البروز الكبير للقوة الايرانية “الشيعية”? ويحاول في هذه الحالة استمالة الرئيس السيسي الى هذا التحالف? وتحقيق مصالحة تركية مصرية للتمهيد لبناء هذا التحالف? وهذا امر غير مستبعد وهذا يعني ايضا تخفيف حدة العداء تجاه حركة “الاخوان المسلمين” ورفعها من قائمة “الارهاب” السعودية.
ثانيا: السير على النهج نفسه الذي سار عليه العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز اي وضع استراتيجية لمشروع عربي “ليبرالي الطابع″ يرتكز على دعم مطلق للرئيس السيسي? والعداء المطلق لحركة “الاخوان المسلمين” والتيارات الاسلامية الاخرى المتشددة? والتقرب من دول مثل دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين وليبيا خليفة حفتر وتونس الباجي قايد السبسي.
ثالثا: العودة الى مدرسة الملك فهد بن عبد العزيز السياسية في مرحلة ما قبل الحرب على العراق? اي تجنب الانضمام الى اي من المحاور الاقليمية بقدر الامكان? والابقاء على مسافة واحدة من الجميع ولعب دور “حمامة السلام” في الخلافات العربية? وما يتطلبه هذا من الابقاء على مسافة واحدة من الجميع.
رابعا: العودة الى الثوابت العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية? وكبح جماح الجناح السعودي الذي يتزعمه الامير تركي الفيصل الذي يسعى من اجل اقامة علاقات شبه طبيعية مع اسرائيل? ونسج تحالفات امنية وربما عسكرية معها? وكان لافتا ان الملك سلمان حرص على دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة المملكة? وكان على رأس مستقبليه في مطار الرياض? وهي سابقة لم تحدث حتى ايام الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات.

من الصعب علينا ترجيح اي من الخيارات الاربعة? لان الملك سلمان لم يفصح حتى الآن عن مواقف حاسمة في سياسته الخارجية? وربما يقوم حاليا بعملية استطلاعية من حيث اللقاء بجميع الاطراف في المعادلة الشرق اوسطية ويستمع اليها الواحد تلو الآخر ثم بعد ذلك يقرر الخطوط العريضة لسياسته الخارجية.
السياسات الخارجية السابقة التي اتبعتها المملكة على مدى الثلاثين عاما الماضية كانت مليئة بالثقوب الاستراتيجية? فقد خسرت المملكة العراق عندما تحالفت مع امريكا على اضعافه وتغيير الحكم فيه? وخسرت الورقة الفلسطينية لصالح ايران وتورطت في مقامرة خاسرة (حتى الآن على الاقل) في سورية? وفقدت كل حلفائها في اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com