كتابات

اخطاء الحوثيين !!

محاولة قيادات ونشطاء من جماعة انصار الله “الحوثيين”التقليل من خطورة ازمة اغلاق سفارات عدد من الدول ومغادرة دبلوماسيها اليمن? انما هو خطأ آخر ترتكبه الجماعة ضمن سلسلة اخطاء ارتكبتها في الآونة الأخيرة وكانت سببا رئيسيا في وصول الوضع الى هذا المنحنى الخطير .
-صحيح ان اغلاق السفارات اجراء مؤقت حسب البيانات الصادرة عن تلك الدول ولأسباب امنية بدرجة رئيسية
كما انه اجراء اقل سلبية من سحب السفراء او قطع العلاقات الدبلوماسية?إضافة الى بقاء بعثة الأمم المتحدة ودول هامة كروسيا والصين?لكن ذلك لايعني التقليل من خطورة الازمة لعدة أسباب ابرزها :
1-القرار اتخذ من قبل ابرز القوى الدولية كالولايات المتحدة التي تعتبر اكثر اللاعبين الدوليين نفوذا في بلادنا و الإقليمية كالسعودية التي تعتبر بمثابة الوصي إلاقليمي والمانح الأهم للمساعدات الخارجية?إضافة الى اهم الدول الاوربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا و بعثة الاتحاد الأوربي .
2-تمثل تلك الدول غالبية مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية ما يعني ان قرار الاغلاق هو بمثابة اعلان ضمني عن انهيار العملية السياسية بعد اربع سنوات من الجهود المضنية .
3-ارجاع قرار اغلاق السفارات ومغادرة الدبلوماسيين لأسباب امنية غير مقنع لأسباب منها :
أ-كان الوضع الأمني في العاصمة افضل بمراحل عما كان عليه العام 2011م خاصة خلال مواجهات الحصبة ?كما ان الوضع الأمني شهد تحسنا ملحوظا مقارنة بما كان عليه في سبتمبر الماضي ومع ذلك لم تغلق أي سفارة في تلك الفترة باستثناء الكويت ?يضاف الى ذلك ان تلك الدول تعاملت منذ اشهر مع المخاوف الأمنية بتقليص اعداد دبلوماسيها والعاملين في بعثاتها .
ب-في حال كان الاغلاق لأسباب امنية كان المفترض ان يتم نقل السفارات الى مكان بديل يتوفر فيه الامن كجيبوتي مثلا التي كانت خيارا مطروحا لتلك الدول العام 2011.
4-تسبب قرار الاغلاق في استشراء اعتقاد بانهيار قريب للدولة وقرب انفجار شامل للوضع الامني و الحرب الاهلية ?والذي بدوره انعكس سلبا في مزيد من تأزيم الوضع الداخلي وزاد من الضغط على الاقتصاد الوطني بصورة قد تؤدي الى توقف عجلة الاقتصاد نهائيا وهروب ماتبقى من استثمارات خارجية -كما حصل مع شركة نيكسن قبل ايام -وحتى مغادرة رأس المال الوطني خارج اليمن.
5-قرار الاغلاق قد يكون مقدمة لتغيير تلك الدول سياستها القائمة من المواقف الانشائية في تعاملها مع انصار الله واستبدالها بمواقف عملية ضاغطة -والتي ستسري بشكل تلقائي على النظام لسيطرتهم عليه -في حال لم يحصل أي انفراج للازمة في الأيام المقبلة ?هذه الخيارات تتراوح مابين توسيع قائمة المشمولين بالعقوبات من قيادات انصار الله وحلفائهم – تجميد الارصدة وحضر السفر – الى فرض عزلة دولية على النظام وربما حصار اقتصادي على البلد خاصة ان وضع بلادنا تحت طائلة البند السابع وفرض عقوبات دولية على شخصيات ذات صلة وثيقة بالنظام الجديد قد تستغله بعض القوى الغربية كمظلة لأي تحرك ضد بلادنا.
-صحيح ان استمرار الفيتو الروسي يحول دون إضفاء شرعية دولية على مثل تلك العقوبات لكنه لن يمنعها بالضرورة ?فقد لجأت واشنطن وحلفائها في السابق الى فرض عقوبات أحادية الجانب على دول كسوريا وايران والسودان.
– طبعا يظل خيار التدخل العسكري مستبعدا لأسباب كثيرة رغم الرسالة الضمنية لتوقيت ومكان اجراء المناورات السعودية المصرية المشتركة في البحر الأحمر قبل ايام لكنه لن يتجاوز مسألة تأمين سلامة الملاحة في باب المندب?وكذا مطالبة السيناتور جون مكين واخرين قبل نحو شهر ارسال قوات أمريكية برية الى اليمن وحديث أوباما عن لي ذراع الدول المعارضة والتغيير الملفت في استراتيجيته الحرب على داعش كمقدمة لتغيير جذري في السياسة الامريكية بما يتلاءم مع المخطط المشبوه لتقسيم دول المنطقة على أسس عرقية ومذهبية .

-أخطاء:
الى جانب التقليل من خطورة الازمة الراهنة ارتكب انصار الله جملة من الأخطاء في الفترة الأخيرة ابرزها:
1-عدم صوابية مراهنة عدد من قيادة الجماعة على ان مصالح الدول التي أغلقت سفاراتها في اليمن سيدفعها للتراجع عن موقفها الراهن ?فرغم صحة وجود مصالح هامة وشديدة الحساسية لغالبية تلك الدول في بلادنا وبالذات مع تأثيرها المباشر على امنها واقتصادها?لكن الضرر الذي سيلحق باليمن سيكون اكبر واشد وطأة من ذلك الذي سيلحق بمصالح تلك الدول ما يعني ان عامل الوقت سيكون في صالحها .
2-الإصرار والمكابرة على صوابية خطوة الإعلان الدستوري كما ذهب اليه زعيم انصار الله في اخر خطابين له بتأكيده على انه خطوة حكيمة وصائبة ومدروسة وليست متهورة ?وحتى لو سلمنا بصحة المبررات التي ساقها لتلك الخطوة كونها جاءت لإنهاء الفراغ السياسي ومايتسبب فيه من تعطيل العملية السياسية وتدمير مؤسسات الدولة واغراق اليمن في مزيد من الفوضى والعنف وايصاله الى حد الانهيار ?لكن بمجرد ظهور التداعيات السلبية وانكشاف عيوبه كان يفترض ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com