كتابات

شايف …الوزير الزاهد

بئس حكومة بدونك يا أستاذ شايف عزي صغير …تبقى أبا روحيا لكل أبناء تهامة …تبقى وزيرا على قلوب غزوتها بحبك وتواضعك الجم … نعم لقد أحببناك لشخصك لا لمنصبك وسنضل كذلك حتى نموت …ثق جيدا أيها الوزير التهامي الطاهر النقي في زمن ندر فيه أمثالك أنك جئت في غير زمانك …جئت في زمن يعج بالإنتهازيين والفاسدين وناهبي المال العام وماسحي الأحذية …أما أنت الوزير والأب الذي مازال في بيت الإيجار …ترفض الهدية وتعتبرها رشوة …تخدم كل من قصدك من أبناء تهامة وأبناء المحافظات الأخرى ولم تستغل منصبك لتوظيف أولادك رغم قدرتك على توظيفهم … توزع راتبك في المناسبات الدينية على من تراهم يستحقون ممن يحضرون مجلسك المتواضع …مازلت أتذكر فيك قناعة المؤمن بأن الدنيا دار فناء يوم أن ذهبنا لنعزي أحد المشائخ في وفاة أخيه وعندما عدنا إلى ديوانك المتواضع في بيت الإيجار الذي تسكن فيه وبدأ البعض يتحدث عن ديوان الشيخ ومساحته قلت يومها (أنا أريد بيتا وديوانا في الآخرة ) عرفت حينها أنك لو عينت وزيرا للمالية فستظل أنت كما أنت شايف عزي صغير ولن تتحرر من بيت الإيجار … لن نذهب بعيدا أيها القارئ الكريم …وبحكم أنني لم أقطع ديوانه يوما واحدا مازلت أتذكر شخصا ظل يتردد على الوزير شايف عزي منذ تعيينه للقيام بأعمال وزير الإدارة المحلية وحتى إعلان تشكيل حكومة (بحاح)… مازلت أتذكر ذلك الرجل وهو يحمل قرارا رئاسيا بتعيينه مديرا لإحدى المديريات في محافظات الحديدة إلا أن شايف عزي لم يخالف القانون بحكم أنه قائم بأعمال وزير الإدارة المحلية في حكومة تصريف الأعمال والقانون لايمنحه تعيين أو إقالة أي شخص …فلم يرضخ للعرض المغري والذي كان عبارة عن سيارة لايقل ثمنها عن عشرة مليون ريال , ولو أن وزيرا آخر مكانه لسال لعابه…ما أعظمك أيها الوزير التهامي الزاهد …نعم مازلت أتذكر مدير الشؤون المالية وهو يرفع إليه كشفا بالحوافز الشهرية للموظفين وعلى رأسهم هو فيقوم بشطب اسمه من الكشف ويقول له (لم يمض سوى اسبوعين على تعييني قائما بالأعمال والذي يستحق الحوافز هم الموظفون وليس أنا ) …حقا لقد جئت في غير زمانك … لكنك تبقى مثالا للتواضع والشرف والنزاهة …كنت أعتقد أن منصبا كبيرا ينتظرك لكن يبدو أن التقارير الكيدية مازالت هي الحاضر وبقوة في هذا البلد مع أنك تقف على مسافة من الكل ولا يعرف اللؤم طريقا إلى قلبك الصافي … أستاذي العزيز شايف عزي صغير أنت كبير في عيون وقلوب كل من عرفوك عن قرب وستبقى كبيرا …لك فائق مودتي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com