كتابات

ذكرى اغتيال مشروع التغيير

كنت أظن أن أبناء ذمار وحدهم الذين حزنوا حزنا شديدا على اغتيال الشهيد / إبراهيم محمد الحمدي في يوم الحادي عشر من شهر اكتوبر عام 1977م نظرا لكثرة أحاديثهم عن مآثر حكمه والذي امتدت حوالي أربع سنوات عاشت اليمن ربيع الحكم الجمهوري في عهده والذي اتسم بالرفاه وسيادة دولة النظام والقانون

ولعل نزوع الحمدي إلى المدنية والتحديث بالإضافة إلى كونه سكن في مدينة ذمار أثناء تولي والده العلامة محمد صالح الحمدي منصب القضاء في المدينة وقبلها منطقة ضوران آنس في عهد الإمام أحمد رحمه الله الذي اختاره لعلمه ونزاهته وعفته في مجال القضاء , كانت من أهم العوامل لتخيليد ذكراه لدى الذماريين لدرجة انك تجد صورة معلقه في المنازل منذ 38عاما

ومع ذلك وجدت حسرة رحيل الحمدي رحمه الله يتقاسمها أبناء الوطن وذكرى حكمة الاستثناء مازالت حيه في قلوب اليمنيين فهذا يتذكر مشاريعه التنموية الضخمة وذاك يتذكر قراره بتخفيض المهور وآخر يحكي عن صرامته وعدم تهاونه مع المخلين بالقانون والفاسدين وتحقيقه مبدأ المواطنة المتساوية وإلغاءه لامتيازات المشائخ القبليين التي اتسعت في ظل الوضع الحالي!!!

شخصية الشهيد الحمدي اجتذبت الملايين من أبناء الشعب الذين رأوا في الحمدي الأمل في بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق تطلعاتهم في القضاء على الفقر ومظاهر التخلف

لقد حمل الشهيد عبء مسؤولية النهوض بالوطن واستطاع في فترة وجيزة أن يحقق إنجازات تقاس عظمتها بإخفاقات الحاضر !

إن هذا الزعيم الذي اغتيل معه مشروع التغيير والنهوض ما زال خالدا في ذاكرة اليمنيين ولا تستطيع أي قوى مهما حاولت اغتيال تاريخ فترة حكمة أن تطمس مرحلة من مراحل التاريخ اليمني جسدت أروع وأزهى الأيام في حياة الجماهير التي تتذكره كلما اشتدت معا ناتها من سوء أوضاعها المتدهورة ولعل هذا سر حضور هذا الشهيد في قلوب اليمنيين عامة .

alsharafy74@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com