كتابات

ساعات عمران الست

يمتد الطريق المعتاد من وإلى عمران عبر بوابة الاسئلة الكبرى.. هل هناك من يسيطر عليه? هل هناك تقطعات?? ماهو حجم تواجد الجيش مقابل اي جماعات مسلحة? خلال الساعة الاولى الطريق فعلا?ٍ سالك? وإلى قبل دخول حدود عمران? لا تلحظ اي تواجد لاي جماعة بعينها? انه طريق محايد.

وبعد عبور بوابة المدينة و النقطة الوحيدة للجيش اليمني? تدخل الى “عمران” مرتطما?ٍ باللافتات الخاصة لجماعة الحوثي? وتجتاز مسافة قصيرة جدا?ٍ? لتتاكد انك في مدينة تعلن انها أصبحت حوثية? وكأن جماعة اخرى لم تكن هنا ولم يمر عليها احد.

شعار الحوثيين? يرتسم على كل المبان الحكومية تقريبا?ٍ? فالمجمع الحكومي? الذي يقابلك في بداية دخولك المدينة? يوشم بعبارات “الموت لامريكا..” انه مشهد يستوقفك? و قبل التوغل في المدينة التي تظهر? محاصرة بالجبال? ومزارع القات? تلتفت الى القرى والبيوت في اطرافها? حيث وصلت المعارك? لا دمار شامل يمكن ان تراه? لكنها علامات الحرب? التي مرت من هنا.

عمران ليست مدينة مدمرة? فالدمار و الاضرار ? مختارة بعناية ? فهي محدودة و مركزة ضد جماعة بعنيها.

كل مبان الاصلاح تقريبا? و المراكز التابعة له? خاصة المراكز الدينية? تم تدميرها? و ايضا اي مبان و بيوت تابعة لال الاحمر تم هدمها? لقد جرت معارك صغيرة مع قرى صغيرة مجاورة للمدينة ? كانت تقاتل الى جانب الاصلاحيين? لكن اللافت? ان المدينة كاملة ارتدت عباءة الحوثيين? و خلعت سريعا عباءة الاصلاحيين? فليس هناك اي تواجد للاصلاح ? كل ما ستقابلهم? الجزار- الصيدلي- استاذ المدرسة? المزراعين? كلهم حوثيون? او بعبارة ادق ..”جميعم اصبحوا من الحوثيين”.

مع الساعة الثانية.. سنتوقف اولا .. عند مدخل المدينة? هنا حيث المجمع الحكومي? و قرية صغيرة ? او تجمع منازل لعائلات عمرانية ? حاربت ضد الحوثيين.

عدد من المبان الحكومية الصغيرة? يحرسها شباب من اهل المدينة? من ابناء عمران? اما مزاعيين? او كانوا اساتذة مدراس? لكنهم يحملون السلاح? و يضعون على سلاحهم الشخصي ملصقات تتبع جماعة الحوثي “الموت لامريكا”.

أثناء الحديث معهم ? مرت سيارة هيلوكس? نزل منها رجال مسلحون ? و اقتربوا منا? يسألون عن سبب تواجد هؤلاء الغرباء واي جهة يتبعون.

هناك توجس من الصحافيين و كاميراتهم? و كان في داخل السيارة شخص لم ينزل? احد ابناء القرية قال ان هؤلاء حوثيون? و هذا الشخص من قيادتهم التي تشرف على المدنية? لكنه لم يسأل فقط عنا كغرباء? بل اهتم اكثر بالشاب الذي كان يحمل السلاح واضعا?ٍ ملصق الحوثي على سلاحه? ليحرس مبنى حكومي صغير? تدخل احد الاشخاص معرفا?ٍ به? بانه “معنا” و اخذ يطمئن من في السيارة.

تأكدت ان الشاب ليس من الحوثيين? ولكنه انضم اليهم مؤخرا? بعد سيطرتهم على المدينة? و عرفت بعدها ان عددا من ابناء القرى المجاورة حملوا السلاح بعد سيطرة الحوثيين? و تطوعوا للعمل معهم مقابل المال? او لاشياء اخرى منها تاكيد الولاء لمن اصبح سيد المكان. نادرا?ٍ ما تسمع راي معارض للحوثيين? الجميع تقريبا متفق? انه تم تخليص المدينة من التكفيرين? و الارهابين? كما يصفونهم.

في الحقيقة هذا أمر متوقع في غياب الدولة? الناس تضطر لان تحمي نفسها بطرق شتى? في الواقع الدولة لا تغيب تماما? هي تتواجد بشكل خفيف في عمران? مثلا: عسكري يمر في اقصى المدينة? شرطيا مرور لا يتهم لهما احد? طقم صغير? بالكاد تراه? مقابل نقاط الحوثيين التي تطوق المدنية? و المسلحون بالملصقات الحوثية على اسلحتهم النارية يجبون الشوراع? و سيارات الهيلوكس التي تطوف عمران? في دوريات أمنية.

كل هذا هنا? حيث كان رئيس الجمهورية واقفا قبل ايام? يمكن ان تسال : ماذا قال لكم الرئيس? لقد حضر اللقاء بعض الاهالي هنا? امام المجمع الحكومي.

قالوا : لقد شدد الرئيس على اهمية التعايش? و التصالح.. وان نكف عن القتال? … ” الم يخبركم بأي اجراءات أخرى? إلى جانب الموعظة السياسية? لا احد يملك الاجابة? ربما قادة المحافظة يعرفون.

هنا يمكن ان يلتف الناس ليطلبوا منك ? ايصال صوتهم للمسؤولين بان يسارعوا الى اعادة بناء ما تدمر? بالاصح الاهتمام بعمران? تسالهم بمكر.. كان الرئيس هنا لماذا لم تخبروه انتم بذلك? .. صمت..

الناس يشتكون من الجميع? من غياب الدولة? و ممن كان يسيطر على المدنية و ضواحيها? و ممن يسطير عليها الان ? و اضح ان الناس ليسوا في حسابات اي طرف سواء الخصمان اللدودان? او الدولة كمصلح لذات البين.. الساعة الثالثة تكاد تمر.. في مدينة مرمية ? مهملة? على اطراف العتبات السياسية.

الناس عراة هنا من أي حماية? انهم فريسة سهلة للخصوم? رجل عادي من عمران سيخبرك كم هم مظلومين سابقا?ٍ? وكم هم مرشحون لظلم لاحق سيقول كل شيء بمجرد ان يتحرر من اي إلتزام قبلي او سياسي? و بالاصح بمجرد ان يتجرد من الخوف.

سيقول لك رجل من عمران ” كان هنا متنفذون في المدينة سيطرون على كل شيء? على الحياة و التجارة و العمل? ويجب ان ترضيهم لتعيش? و الان نحن ن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com