كتابات

تستاهل سعاد

خرجت متأخرا?ٍ في الليل كي أبحث عن حليب. لا أقدر النوم من غير حليب. يصيبني أرق?ْ جارح من دونه. لكن? لقيت المحل?ات مقفلة. الفترة فترة أعياد. اضطررت لإيقاف تاكس والذهاب إلى عمق المدينة التي لاتنام فيها بعض المحل?ات. جوار القصر الرئاسي السابق. طلب التاكس مبلغا?ٍ مبالغا?ٍ فيه لكن?ي كنت مضطرا?ٍ للموافقة بأي ثمن من أجل عيون الحليب. وصلت وهناك رأيت إزدحاما?ٍ شديدا?ٍ حول محطة بنزين على الرغم من الساعة المتأخرة. الطريق مقطوعة بإطارات محروقة. لحظات وانطلقت النيران في الهواء من كلاشينكوف آلي. كل هذا من أجل الحليب. سألنا عن السبب فقال لنا أحد العسكر: لقد رفعوا الدعم عن المشتقات البترولية من هذه الليلة. صار الغالون ب3800 ريال. زيادة 80%. حت?ى الزميل السابق علي عبد الله صالح لم يفعلها في عهده. استغلت الحكومة إنشغال الناس بالعيد وسفرهم إلى قراهم وقررت هذا التوقيت الذكي. لكن? هؤلاء سيعودون إلى صنعاء بعد انتهاء الإجازة بكل تأكيد ولن يقفوا صامتين. أعتقد بأن صنعاء سوف تحترق احتجاجات وأعمال عنف. لن يم?ر الأمر بهدوء. الحرائق التي اشتعلت الليلة ووقفت أمامي وأمام كيس الحليب خاصتي خير دليل. استغرقت رحلة العودة إلى البيت 3 ساعات. من وسط المدينة إلى بيتنا. 3 ساعات. نفس المسافة الزمنية بين صنعاء والقاهرة. رجعت إلى البيت وتركت وسط المدينة يحترق وطلقات نارية متواصلة. لا يهم?. لقد صار كيس الحليب معي ولتحترق صنعاء بعد ذلك. وسعاد نائمة وكأن الأمر لايعنيها. ولهذا أتمنى أن تموت سعاد. أن تموت فعلا?ٍ. أن تموت وتعود ثانية للحياة وبعدين تموت مرة ثانية. تستاهل سعاد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com