كتابات

الجولة الثانية لـ “تنظيم الإخوان” تلد “العربي الجديد”

اغراق شبكة “الجزيرة” في التضليل لمصلحة المشاريع السياسية للتنظيم الدولي للإخوان حقق نجاحا في تحفيز أكثر الأذرع الإعلامية للتنظيم لانتهاج سياسة البطش بالعقول وصناعة الوعي الزائف كما حقق نجاحا في ارباك النخب ودفعها باتجاه عملية تحول محصلتها بناء وعي جمعي زائف قاد مؤخرا إلى اغلبية رأي زائفة ايضا تجاه أكثر التحديات.
حصل ذلك في سيناريوا الوصول السهل لتنظيم الإخوان إلى حكم مصر واستغرق الأمر سنة لثورة ثانية صححت المسار? ويحصل حاليا في اليمن ودول اخري. لكن برامج تزييف الوعي الجمعي التي تبناها التنظيم الدولي للاخوان رغم حجمها وتنوعها لم تفلح كثيرا? ورأينا ذراعه الاعلامية الضاربة قناة “الجزيرة” خسرت في سنتين ما بنته في سنوات.
المراجعات التي نصحت بها مراكز الأبحاث الدولية الناشطة في دراسة الاتجاهات السياسية للشارع العربي وبرامج التقارب بين العرب ودولة الاحتلال? القت على عاتق الوكيل العربي الحالم بدور في مشروع الشرق الأوسط الكبير امير قطر الجديد إعادة الكرة في مشروع إعلامي بإطلاق إمبراطورية اعلامية هي ” العربي الجديد”.
المشروع بدا أنه ملحا للأعبين الدوليين بعد السقوط الكبير لـ “الجزيرة” التي طالما لعبت في السنوات الاخيرة دورا خطيرا للغاية في استثمار المراحل الحرجة للعبث بأحلام الناس واتجاهات الرأي العام? خصوصا بعدما اتسم أدائها بحال انكشاف بتصدرها مشروع التنظيم الدولي للإخوان في الاستحواذ على الحكم في ما سمته الآلة الدعائية القديمة بلدان الربيع العربي.
هذا الدور أفقد “الجزيرة” صدقيتها? وجمهورها? خصوصا بعد سقوطها في المستنقع المخابراتي بضلوع مسؤولين فيها بعملية سرقة ملفات التسليح الخاصة بالجيش المصري مؤخرا وقبلها الاغراق في إذاعة الرسائل المشفرة لفروع تنظيم الإخوان? ودعم الجماعات التكفيرية في سوريا بالغطاء الإعلامي والدعم المعلوماتي للعمليات الميدانية عبر خبراء اجهزة المخابرات الذين طالما تعهدوا تصحيح الاخطاء الميدانية ووضع خطط الهجوم والدفاع والانسحاب والتموضع وتحديد أولويات الدعم المالي واللوجستي.
خطاب مغاير
مشاريع الإمبراطوريات الإعلامية? لا تظهر في عالمنا العربي إلا تعبير عن مشروع سياسي تخططه بعناية أجهزة المخابرات الدولية? غايته دفع المجتمعات باتجاه عملية تحول محصلتها السيطرة على السلوك والتصورات والأفكار وحرف اتجاهات الرأي العام في تعاطيه مع الأزمات واخيرا حشر الجميع في مربع الغموض وصعوبة تعريف الأزمات.
وسيلتها لذلك معادلة صناعة أزمات من الطراز الذي يشيع المخاوف ويدفع الناس إلى الركون على هذه الإمبراطوريات لمعرفة ما يدور? فيكونون تاليا عرضة لصناعة الوعي الزائف.
رأس الحربة في هذه المشاريع لم ييأسوا? فدشنوا قبل أيام امبراطورية ” العربي الجديد” تشمل موقعا الكترونيا وصحيفة يرجح أن تطبع في كثير من العواصم العربية والأجنبية فضلا عن شبكة قنوات تلفزيونية? لتمارس دورا جديدا في تزييف الوعي وتعزيز مداميك الدولة العميقة? واكثر من ذلك تطويع القوى السياسية وتوريطها في تنفيذ الاجندات الخفية للتنظيم الدولي للإخوان بشكل جديد ولون ومغاير كليا عن مشروع شبكة “الجزيرة” التي يحيط الغموض مستقبلها.
المقر الرئيسي لهذا المشروع سيكون في لندن? وأذرعه في العديد من العواصم التي ليس من بينها الدوحة التي سعت إلى تجنب ضغوط طالما ارهقت الحاكم القطري في الفترة الماضية? فالتنظيم الدولي للإخوان وفروعه في أكثر من 80 بلدا? سيدير معركته هذه المرة في ظل متغيرات مفاجئة أربكته تماما بعدما وضعته في خانة المنظمات الإرهابية.
ستجدون في هذه المشروع خطابا سياسيا واعلاميا مختلفا كليا عن كل ما شهدناه من غثاء شبكة “الجزيرة” واخواتها? في حين ستبقى الأهداف نفسها في تكريس خطاب سياسي غايته دفع كل الوان الطيف السياسي لتمكين التنظيم الدولي للإخوان من السيطرة على مفاصل القرار? ونقل اثقال الملاحقات الدولية لمراكز التنظيم ونشطائه إلى كاهل القوى اليسارية في ظل تحالفات جديدة
وتهويمات من تلك التي تعد التبعية عولمة وتبي مواقف الناس على أزمات افتراضية وأكاذيب.
لن يكرر التنظيم الدولي للإخوان ومن خلفهم المخابرات الدولية? اخطاء الجولة الأولى من جولات محاولة الانتقال إلى الشرق الأوسط الكبير? إذ سيشارك في المشروع العديد من مراكز الأبحاث الإعلامية والمعاهد الصهيونية والاميركية الناشطة في ابحاث وتطبيقات الانقلابات الناعمة وحروب الديموقراطيات الثورية ومئات المراكز البحثة التي طالما كرست نشاطها في رسم مسارات مشروع الفوضى الخلاقة? يضاف اليهم المئات من الكتاب والمفكرين الكبار والعديد من الأكاديميين في الوطن العربي والعالم.
هو نفسه إذا المشروع السيء الصيت الذي تصدى له يوما? حلم المواطن العربي في الحرية والعدالة والسيادة والقرار المستقل والتغيير الديمقراطي.
أحمق من يعتقد أن هذا المشروع بعيد عن مهندس ثورات الربيع العربي? رجل المخابرات برنار ليفي? هذا الصهيوني الجلد صاحب البصمات الكبرى التي تأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com