كتابات

الاحتياج إلى أدب المقاومة

يخطئ من يظن أن أدب المقاومة قد مات وأن الالتزام الأدبي قد توارى وأننا نعيش مرحلة الفن للفن في ظل هذا العبث الرأسمالي والكولونيالي بالأوطان بل على العكس فإن الحاجة تزداد إلى أدب المقاومة وإلى الكلمة المرادفة للرصاص والتثوير لأن الرسالة الأدبية أمانة في ضمير الأديب فعلى الأديب أن يحمل الأمانة ويؤديها بكل صدق وإخلاص
أكثر من نصف قرن يفصلنا عن بداية الدولة الوطنية العربية المستقلة لنجد أنفسنا راهنا وكأننا في” محلك سر ” حيث أخفقت سلطات الدول المستقلة ليعود المستعمر بشكل أكثر سفورا وبشاعة وتوثقت عرى المستعمر الخارجي بالمستعمر الوطني لتصبح قضية المقاومة قضية مركبة وأمام الكلمة مهام شاقة وعويصة في ظل الهيمنة والاستبداد الراهنين
كأننا نعيش مرحلة تحطيم الم?ْثل العليا في الآداب وندخل في متاهة التجريب العبثي وتعليق النصوص في الفراغ بل إن موجة الإبداع الشبابي راهنا مجازفة خطيرة لن تفلح طالما لا وجهة ولا وضوح لها سوى تنميق الهراء وتبرير الانكسارات المتواصلة
إننا نشهد لحظة انفصام جلية حيث تتكبل الأوطان وتتحرر النصوص لأقصى درجات الاستهتار والقطيعة مع التراتب وفي ظل هذا المسخ العام تبقى الحاجة ملحة لأدب مقاومة ملتزم يتمسك بعروة الهوية القابلة لاستيعاب الجدة والمؤمنة بأهمية التراكم والمقرة لمنجزات الأدب العربي عبر سياقه التاريخي والمتواتر والمنطلق نحو أفق أكثر رحابة وأملا وحداثة فنا وواقعا
ومن المؤلم أن ينكص المأمول لتظل عجلة الزمن واقفة عند البديهيات كمجنون يحاول قياس زاوية الدائرة من وسطها
إن هذا الترهل العام واللامبالاة والسكون تم رسمه بدقة من قبل دوائر النفوذ المستفيدة من بقاء الأوضاع كما هي عليها لذا فإن المقاومة هي بوابة التغيير وأدب المقاومة هو السراج الناجع في هذا البهيم العام والمخيف
لذا فما أحوجنا إلى أدب راق وعميق ومتمكن لا يهادن ولا يرضخ ولا يتحنط بل يجاري مجرى الحياة ويشذبها ويهذبها ويسبقها نحو الحرية الواسعة كفضاء الله الأرحب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com