كتابات

غلب الطبع التطبع.. قصة لا علاقة لها بالسياسة

لا أجد من اللياقة والكياسة أن أكتب في السياسة? في وقت كهذا يحتفل فيه اليمنيون مع الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والصحة والعافية.

احترت في ما أكتب? فقررت وضع السياسة جانبا?ٍ فهي عبء ثقيل يجشم الإنسان ما لا يطيق حمله? لأدخل عالم القصص? وقد اخترت لكم قصة معروفة وشهيرة لها من المعاني ما يعتبر به أولو الألباب? وعنوان هذه القصة “غلب الطبع التطبع” وتقول القصة:

التقى عقرب بضفدع على حافة نهر? وكان العقرب يرغب في العبور إلى الضفة الأخرى من النهر ولم يجد إلى ذلك سبيلا? فعرض على الضفدع أن يحمله على ظهره إلى الضفة الأخرى? ودار بينهما الحوار التالي:

العقرب: صباح الخير أيها الضفدع الكريم? هلا حملتني على ظهرك إلى الضفة الأخرى.

الضفدع: كلا? ابحث لك عن غيري.

العقرب: لماذا?! وقد كنت تفعل.

الضفدع: أنا لم أعد أنا? وأنت لم تعد أنت? لقد صرت غدارا?ٍ لا يؤمن لك جانب.

العقرب: وإن كان ذلك? فلست غبيا?ٍ حتى أفعل بك شيء وأنا على ظهرك? فإذا غرقت أنت غرقت أنا معك.

الضفدع: (محدثا?ٍ نفسه) إن كلام العقرب منطقي? فهو وإن كان غدارا?ٍ فهو بالتأكيد ليس مغفلا?ٍ أو ساذجا?ٍ أو غبيا?ٍ? (ثم مخاطبا?ٍ العقرب): ليكن? سوف أحملك إلى الضفة الأخرى وسأضع ثقتي فيك.

العقرب: شكرا?ٍ لك أيها الكريم? ولن تندم على ذلك فالذي بيننا لا يمكن لأحدنا أن ينكره أو ينساه.

وصعد العقرب على ظهر الضفدع وشرعا في عبور النهر? والعقرب يعاني صراعا?ٍ داخليا?ٍ عظيما?ٍ? فهو يشعر برغبة عارمة في أن يلسع الضفدع في ظهره? وظلت هذه الفكرة تلح عليه إلا أنه سرعان ما ينفضها عن ذهنه فهو يعرف أنه سيغرق مع الضفدع إن فعل? ثم لا تلبث الفكرة أن تعود لتسيطر عليه مرة أخرى? وما زال ينشغل عنها بالتفكير في أمور أخرى? إلا أنه لم يستطع أن يقاوم لذة القتل لديه? خاصة مع الضغوط النفسية التي يواجهها? فلم يعرف إلا وطرف ذيله السام مغروس?َ في ظهر الضفدع فأخذته الدهشة? وأصابه الذهول مما فعل دون أن يقصد.

وكان الذهول أيضا?ٍ من نصيب الضفدع الذي لم يصدق أن العقرب غدر به? ليس لأنه وفي? لكن لأنه سيموت معه? فهو بهذا ينتحر? وما لبث تساؤله هذا أن خرج من لسانه.

الضفدع: لماذا فعلت هذا? كيف تقتلني ومصيرك مربوط بمصيري? وموتي وغرقي يعني موتك وغرقك? لماذا بالله عليك فعلت ذلك?

العقرب: صدقني يا صديقي لست أدري? فقد غلب الطبع التطبع!

كانت هذه قصة اليوم? وأظن أن ما أصاب العقرب قد أصابني? فغلب طبعي تطبعي? وأظنني من دون قصد قد عدت للحديث في السياسة دون أن أقصد? فسامحوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com