اراء وتحليلات

سلطة الشعب لا سلطة الجيش…!

الذين يتحدثون بشيء من السذاجة حينا? أو بشيء من الغلاسة أحيانا كثيرة? عن عودة العسكر إلى سدة الحكم في مصر? بعد رحيل مرسي? اعتمادا على البيان الأخير للجيش? لم يقرأوا جيدا الحدث المصري? الذي جاء البيان على خلفيته? مثلما لم يقرأوا جيدا مضامين ودلالات البيان العسكري نفسه.

تدخل الجيش -يا سادة يا كرام- جاء بعد ثورة شعبية لم يعرف لها التاريخ المصري مثيلا? وقد صدر البيان على رافعتها? وبهدف تحقيق مطالبها في رحيل مرسي? وتشكيل سلطة انتقالية مؤقتة تنجز خلالها أهم هدفين للموجة الثانية من الثورة? وهما: إقرار دستور توافقي أولا? وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ثانيا. وهذا كل ما في الأمر.

كان يفترض أن يشرف على هذه الأهداف الثورية الرئيس مرسي نفسه? ولكنه أخطأ التقدير مثلما أخطأت جماعته كل التقديرات من قبل? حتى وصلت النتيجة إلى ما هو عليه الوضع الآن? وبحيث أصبح خروج مرسي نفسه من المشهد أحد شروط تحقيق الهدفين معا.

وأمام هذا كله? وسواء أشرف على أهداف ثورة 30/6? الجيش المصري منفردا -وهو احتمال ضعيف- أو شاركته بقية القوى السياسية والمكونات الوطنية للمجتمع المصري? وهذا ما سيتم تقريبا? فإن الأمر يبقى مؤقتا ومشروطا? والمهم أن ذلك هو هدف الموجة الثانية من الثورة? والتي لم يدركها مرسي ولا جماعته? ولا بعض المحللين السذج أو المتخابثين لتداعيات الأحداث في مصر.

لن يعود العسكر بعد ثورة 30/6? كما لن يعود الاستبداد الشخصي أو الحزبي إلى سدة الحكم? مثلما لن يعود الإخوان والإسلاميون عموما طرفا وحيدا في المشهد العربي بكامله.

الشعب من اليوم وصاعدا هو مالك السلطة ومصدرها? وعلى كل القوى المتعفنة في الساحات العربية كلها أن تعي ذلك جيدا? وإلا فستكون هي الخاسر الأكبر من هذا كله.

تغريدة:

كان مرسي يحكم مصر من مكتب الإرشاد..

أما هادي فلا يزال يحكم اليمن من مكتب المستشار!

عن: الاولى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com