كتابات

وزيرا الشرف

الإهداء / لصاحبي المعالي بحق الوزيرين الشريفين حسن شرف الدين وجوهرة حمود .

لم يعد أحد في بلادنا يتوقع أن مسئولا?ٍ يرد??ْ إلى خزينة الدولة شيئا?ٍ دون أن يكون عليه رقيب سوى ضميره , فالأحداث والوقائع ح?ْبلى بفساد?ُ أتخم الكروش وأزكم الأنوف طوال العقود الماضية من تاريخ اليمن , ولم تعد الجيفة تزكم أنوف اليمنيين وحدهم بل صارت عامل ص?ِر?ِع?ُ للأجانب الذين أحاطوا علما?ٍ بفساد الأجهزة الرسمية دون استثناء .

مع تلك الحقائق والوقائع صار الحديث عن الفساد أمرا?ٍ مألوفا?ٍ في المقائل والجلسات وحتى على أرصفة الشوارع حيث يقبع الفقراء البؤساء الكادحون من عمال الحراج كنموذج صارخ على نتيجة واحدة من نتائج الفساد الم?ْزكم .

ب?ْليت اليمن بشلة الفساد والإفساد التي عاثت فيه فسادا?ٍ على طول البلاد وعرضها , وحين بدأت تباشير التغيير تلوح في الأفق سرعان ما عادت الشلل ليس من باب واحد وإنما من أبواب متفرقة , وليس بوجه واحد وإنما بوجوه متلونة .

مع كل تلك الحقائق ترس??ِخت لدى العامة من اليمنيين قناعة مفادها أل??ِا خير في مسئول واحد من هؤلاء , فالماضي من الأيام عل??ِمنا أنه وفي حالة ما يظهر مخلص في عمله صادق مع وطنه سرعان ما يقع فريسة لتآمر شلل الفساد التي سرعان ما تقذف به إلى بيته في أحسن الأحوال إن لم يصبح ضحية لمؤامرة كبرى تستهدف سمعته وطهارته , وقد شهد الماضي صورا?ٍ بشعة من الت??ْهم والتنكيل والإضطهاد والمحاكمات والأحكام الجائرة التي طالت الشرفاء الغيورين من خيرة رجالات اليمن .

من غمرة الصراع ومعترك الثورة المجهضة برزت حكومة باسندوة , فلم تختلف عن سابقاتها فالديمة الديمة وكأنك يا بو زيد ما غزيت , ومن رحم هذه الحكومة المهترئة خرج بصيص نور تمث??ِل في الحلقة الأضعف في هذه الحكومة : حسن شرف الدين وجوهرة حمود الوزيرين بلا وزارة , الأول محسوب على حزب الحق بينما الأخرى من حصة الحزب الإشتراكي .

الوزيران ك?ْل??فا من الحكومة بحضور فعالية سياسية متعلقة بالحوار الوطني في حضرموت وم?ْن?ح كل واحد منهما مليون ريال كبدلات سفر , صرف كل واحد منهما أثناء سفره مبلغ ثلاثمائة ألف ريال وحين عادا أوصل كل منهما مبلغ سبعمائة ألف ريال لخزين الدولة !!

الله .. ما أروع الطهر والنقاء , الوزيران الأكثر معاناة وحاجة بين شلة الحكومة يعيدان ما تبقى لديهما من عهدة المال إلى محلها !!

إنها الصدمة , المفاجأة التي أصابت الشارع اليمني الذي تعو??ِد على ت?ِغ?ِو??ْل الفساد يتفاجأ بوزيرين نظيفين فيردد : الدنيا لا زالت بخير .. مازلنا بخير مادام بيننا أنقياء , ولا أخفيكم أنها أصابت باسندوة نفسه فضلا?ٍ عن أعضاء حكومته .

أما أنا فأقول : لا ضير في ذلك فالوزير الشاب حسن ترب??ِى في أكاديمية عظمى من الطهر والصفاء , ولا أبالغ إن قلت إن هو إلا نسخة مصغرة لعملاق كبير اسمه الأستاذ الدكتور أحمد شرف الدين , كما أنه حصة الحزب العريق حزب العلماء , فشكرا?ٍ حسن وشكرا?ٍ حسن .

أما جوهرة فلا أعلم عنها الكثير لكن مواقفها الصلبة مذ دخلت حكومة باسندوة تؤكد أنها قد أخذت نصيبها من اسمها فجوهرة كما الجوهرة , ولئن كانت ثمة مدرسة أث??ِرت فيها فروعة الإشتراكي ومبادئ ياسين العتيقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com