كتابات

هيكلة قوات الجيش والامن الحل في المكارشة

عندما وصل المقدم الشهيد ابراهيم محمد الحمدي الى السلطة في 13 يونيو 1994 كان جزء من الجيش اليمني قد استولى عليه المشايخ من بكيل? عن طريق ضباط من آل ابو لحوم? والمشايخ من حاشد آل الاحمرعن طريق الشيخ الضابط مجاهد ابوشوارب. وكان هؤلاء وضباط كبار آخرون? فروا هربا من حصار صنعاء خلال السبعين يوما المجيدة? عادوا واحتضنهم الفريق حسن العمري ليطالبوا بمواقعهم بعد الانتصار? قد فصلوا وحدات عسكرية استحدثوها على مقاسهم وبنوها وعلى اساس قبلي ومناطقي كالعاصفة والعمالقة وجعلوها عدتهم في تصفية حماة صنعاء من الضباط الصغار وتشكيلاتهم العسكرية? التي تم حل اشرسها فيما بعد? كما حدث للصاعقة والمظلات.
وفي مواجهة هذه الكارثة العسكرية اتخذ ابراهيم الحمدي عددا من الخطوات لاعادة هيكلة القوات المسلحة وبنائها على أساس وطني وعسكري احترافي.
كارشهم مثل البطة:
قال لي الضابط المتقاعد عبدالله قاسم الحدا? وهو احد الذين عملوا في مكتب الحمدي في العامين الاولين? ان هيكلة الجيش واعادة بنائه آنذاك تمت على ثلاث خطوات قام بها ابراهيم الحمدي وهي:
أولا: أقال الضباط المشائخ واتباعهم من اصحاب الاجندات الخاصة من قيادة الوحدات والمناطق العسكرية? في عملية لم تكتمل? اذ اغتاله ضمن مؤامرة سعودية مشيخية الضابط الشيخ احمد الغشمي الذي كان نائبا له.
ثانيا: اصدر قانون الخدمة العسكرية الالزامية لكل من بلغ الثامنة عشرة من العمر وخلط بهم الوحدات العسكرية القائمة ابتداء من الجماعة المكونة من عشرة افراد? وهكذا تم تحويل الالوية العسكرية الى خليط مكون من ابناء مختلف مناطق اليمن أي انه (كارشهم مكارشه مثل البطة) اي خلطهم كما تخلط اوراق اللعب (الكوتشينة)? حد تعبيره.
ثالثا: فتح المعاهد والكليات العسكرية لكل ابناء اليمن وفقا لمعياري الكفاءة والاستحقاق.
الوضع الحالي:
تعاني بنية الجيش اليمني من اختلالات كثيرة في معظم وحداتها التي أ?ْنشئت في عهد المخلوع ثم على نطاق واسع بعد حرب 1994على أساس الولاء الشخصي? وتم تجنيد افرادها وتعيين ضباطها على اساس مناطقي بل وقبلي.? في عملية واسعة جرى فيها اغفال معاييرالقيم الوطنية والمبادئ العسكرية? واعتبر القائد الاعلى وابناء عشيرته المهيمنين على القوات المسلحة وافرعها وعلى المناطق العسكرية تلك الوحدات ملكية خاصة مهمتها الدفاع عن اشخاصهم ومصالحم الاقتصادية الواسعة التي اكتسبوها عن طريق الفساد والنهب.
وضمن محاولات هيكلة القوات المسلحة التي فرضتها المبادرة الخليجية قال رئيس الفريق المكلف بإعادة هيكلة الجيش اليمني? العميد الركن ناصر الحربي في يناير الماضي? “إن فريقه ينتظر إصدار اللائحة التنظيمية للقوات المسلحة? التي تعدها دائرة الشؤون القانونية بوزارة الدفاع? لكي تبدأ عملية انتقال الجيش من الهيكل القديم إلى الهيكل الجديد. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد أصدر قرارات نهاية العام الماضي 2012? بإعادة تقسيم تكوينات الجيش وتغيير بنيته القديمة. وأوضح الحربي? بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الحكومية? أن «الهياكل التفصيلية للمكونات الرئيسية للجيش اليمني? وكل ما يتعلق بالانتقال من الهيكل القديم للقوات المسلحة إلى الهيكل الجديد? سيأتي مباشرة بعد إصدار اللائحة التنظيمية». وكانت اللجنة المكلفة بدراسة وتحليل ما تضمنته وثائق الندوة العسكرية الأولى لإعادة هيكلة القوات المسلحة والتي اعتمد على مخرجاتها هادي في قراراته الأخيرة? استعرضت مشروع السياسة الدفاعية والعقيدة القتالية? كما ستقوم اللجنة بمناقشة الوثيقة الخاصة بالاستراتيجية العسكرية.”(صحيفة الشرق الاوسط 3 يناير 2013).
ومن الواضح ان شيئا من ذلك لم يأخذ طريقه الى التنفيذ لان اللواء علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح مسنودين بضغوط سعودية وقطرية رفضوا قرارات الهيكلة التي اصدرها الرئيس? فيا يخص المناطق العسكرية واللواء الاحمر.
ويبدو ان الهيكلة قد اصبحت بعد الثورة الخديج فرصة سانحة وصفقة رابحة للعملاء واصحاب الاجندات الخاصة من القوى المتنفذة في النظام القديم الجديد (النظام المشترك) وضعاف النفوس? من شأنها اضافة الضغث على الإبالة? بمفاقمة الخلل في هيكل القوات المسلحة عن طريق التجنيد الحزبي والقبلي.
وقد تفاقم الامر بعد الثورة الى حد قيام صحيفة الشرق السعودية الصادرة في الدمام? عدد الاول من فبراير ٢٠١٣ بنشر تقرير ضم معلومات استقتها من مصادر استخباراتية عن أن أجهزة استخبارات إقليمية نفذت اختراقات خطيرة داخل بنية الجيش اليمني خلال عامي الأزمة التي شهدتها البلاد.
وكشفت الصحيفة أن إيران وتركيا وقطر استطاعت من خلال حلفائها في اليمن اختراق الجيش اليمني ودمج أعداد كبيرة من الجنود التابعين لتيارات الإخوان المسلمين? والحوثيين? وقوى أخرى منها أتباع الرئيس السابق علي صالح داخل هيكل الجيش اليمني بدون معرفة وزارة الدفاع التي تفاجأت بجيش جديد في قوام الوحدات العسكرية بعد أن قامت بعملية حصر القوى البشرية.
وقالت المص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com