كتابات

الثورة الشبابية..والبراميل الفارغة?!

قبل إندلاع الثورة الشبابية الشعبية مطلع العام الماضي?كان يعتقد البعض بأنه بمجرد أن يصبح وزيرا أو رئيسا لمؤسسة ما?عامة أو خاصة?غدى بمقدوره أن يفعل ما يحلو له ?وأن يقرر ما يشاء بالطريقة التي ترضي غروره وجشعة?وبالتالي تؤدي إلى تحقيق مصالحه الخاصة وإلى بروزه كمناضل كبير ومسئول شريف?وإن كره وأعترض على هكذا طريقة تمثيل كافة من يرأسهم وغيرهم ممن ليس بأيديهم قرار إقالة أو تعيين أي شخص في منصب ما في وزارة أو مؤسسة أو مصلحة حكومية(عامة)?!. وكان يعتقد هؤلاء البعض – أيضا – بأن إختيارهم للمناصب الوظيفية العليا أو الوسطى في الدولة? جاء ليؤكد لمن حولهم من عامة المواطنين على نزاهتهم ووطنيتهم وعظمتهم?ومكافأة مستحقة لهم على عطائهم الثوري والوطني?هكذا كان يذهب بهم إعتقادهم الخاطئ ?وشعورهم المجافي للحقيقة ?بعيييييييدآ مع أنهم مجرد براميل فارغة لا ولن تعطي أو تقدم شيء يذكر للوطن? فيخيل لهم بالتالي أنهم قد منحوا صك التملك بالوزارات هذه أو المؤسسات تلك التي يرأسونها وبكافة أصولها وممتلكاتها?ويخيل لهم_أيضآ_أنهم وحدهم من يمتلكون ناصية الحقيقة ما ظهر منها وما بطن?وأنهم القادرون على فهم ومعالجة كلما يدور في الساحة المحلية والساحتين العربية والدولية?ويتحولون إلى فراعنة أخرين? يدعون بما لا يدعيه البشر كافة ومعهم الملائكة أجمعين?فيصبح من الصعب على شخص ما أن يطالب اولئك الفراعنة الجدد(البراميل الفارغة)?بحق أو برفع مظلمة?أو يذكر أمامهم حقيقة?حتى ولو جاء ذكر هذه الحقيقة من باب إرضاء لضمير قائلها وتبرئة لذمته أمام خالقه سبحانه وتعالى?أضف إلى ذلك تأليههم لذواتهم المريضة المتعفنة?الذي ضاعف لديهم الشعور بأنهم المحيطين علما بما يسره العاملين والموظفين بالوزارات والمؤسسات التي يرأسونها ? وبما تخفيه صدورهم?الأمر الذي جعل القول بغير هذا “تطاول” عليهم و “إبتزاز” و “إهانة” لهم ولمكانتهم الكبيييييييرة جدا جدا ?في المجتمع الذي كانوا ومازالوا يمتصون دمه وينتهكون عرضه وينهبون ثرواته وخيراته?جهارآ نهارآ ودون خشية من أحد?وإلى أخر معزوفة الإتهامات الجاهزة التي يزعمها الفاسدين كمحاولة منهم لتكميم الأفواه المنادية بإيقاف ممارسات العبث بالمال العام والوظيفة العامة…

ولهولاء البرميل الفارغة وغيرهم من البراميل الفارغة نقول: إن الشجرة المثمرة تنحني وتتدلى أغصانها لتمنح الناس من ثمارها خيرا كثيرا..?وأن المسؤولين في البلدان الأوروبية وفي بلدان كثيرة غيرها?يرمون بالأحذية والحجارة والطماطم من قبل المواطنين في تلك البلدان ?ومقابل ذلك يقوم هؤلاء المسئولين في الحال بتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها وأدت إلى رميهم بالأحذية والحجارة و…و..الخ ?دون أن يبحثون عن مبررات ومزاعم يلقوا من خلالها التهم جزافا وإفكا على المواطنين الذين أعتدوا عليهم ?ويجرمونهم على أفعلهم أو إعتداءاتهم..?كما أن المسئولين في تلك البلدان?بالتأكيد لا يتهمون من يعتدي عليهم? بالتطاول عليهم وإهانتهم…?كونهم يعون حقيقة المسئولية ومعانيها?ولا ينزهون أنفسهم من الوقوع في الخطأ? ولا يتعالون على أحد ?ولا يمشون بزهو ومرح أو يشعرون بأنه بمقدورهم خرق الأرض التي يمشون عليها وببلوغهم طول الجبال الرواسي..?ولأن جماجمهم مثقلة بالعلم والمعرفة وليست خاوية كما هي جماجم براميلنا الفارغة..?ولكون قلوبهم تغمر أوطانهم وشعوبهم سلاما ومحبة..تجدهم يتعاملون كبشر مع الأخر?وليس كآلهة تعبد من دون الله.

في الأخير نؤكد بإن إشارتنا إلى البراميل الفارغة التي تحاول أن تتدثر بجلباب الوطنية والمسئولية والشرف والنزاهة?لا تعني إنكارنا لحقيقة إمتلاك اليمن للكوادر الوطنية الشريفة..?ولا التقليل من حجم ومكانة الإنسان اليمني وقدرته على منافسة الإنسان الأوروبي والتفوق عليه?وإنما جاءت هذه الإشارة من باب نقد جانب سلبي في حياتنا?بل ظاهرة عبثية قاتلة…ما تزال جاثمة على صدور ابناء شعبنا منذ عقود من الزمن وحتى وقتنا الراهن ?أوبمعنى أخر وحتى ما بعد الثورة الشبابية الشعبية التي قامت في 11فبراير2011م?!! وهي الظاهرة التي تصيبنا نحن اليمنيين في مقتل?وتعكس صورة مشوهة عنا وتظهرنا أمام الشعوب والأمم بغير مظهرنا الحضاري والإنساني… كما قصدنا من إشارتنا المتواضعة هذه ?محاولة التذكير بشرفاء بلادنا الذين مازالوا مقصيين ومغيبين لصالح من تبقى من”البراميل الفارغة”التي لا تعي شيء من المسئولية?ولا تخلف غير الضجيج..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com