كتابات

خسارة الحراك الجنوبي

يتجه الحراك الجنوبي صوب الخسارة بدون شك? خسارة أممية تقدم نفسها بنفس الشكل والصورة الذي نعرفها عن نظام صنعاء.. المصالح وحدها هي من ستقرر مصير الشعب في الجنوب? ومثلما ينظر المجتمع الدولي للجنوب كخارطة يستمد منها مناخا?ٍ مناسبا?ٍ للسيطرة على مداخل البحر والجو? والجنوب وقضيته لن يكون له أدنى قيمة إذا ظلت هذه المداخل يسيطر عليها قوى النفوذ المختلفة في صنعاء!.

يخسر الحراك كل يوم نتاج الغباء السياسي الذي يتعامل به قادته وهم نفس القادة الذين ساقوه إلى خسارة فادحة أثناء الدخول في الوحدة وخوض الحرب في صيف 94? وحتى لو ظهر الحذق السياسي حاليا?ٍ من بعض القيادات التي تتواجد بالخارج فإنها تقدم ذلك خشية أن تقع في موقف محرج مع القاعدة العريضة للشارع الحراكي الجنوبي الذي يمتد على خارطة محافظاته الست.

للخروج من هذا المأزق يجب التعامل بحذر مع الوضع القائم ولا أعتقد أن نفس العقلية القديمة التي كنا نتعامل بها سابقا?ٍ ستكون جديرة للحصول على نتائج إذا ما تعاملنا بنفس النهج والطريقة السابقة? ويجب هنا التعامل مع الأمور بحذر سياسي وليس بغباء وإصرار دائم على إحراج القاعدة الجماهيرية للحراك في حين ترفض القيادات الحراكية بشكل دائم كل اللقاءات الأممية والمحلية? فنحن أصحاب قضية ويجب أن نظل على استعداد لمقابلة كل من تهمه قضيتنا أو يريد سماع تفاصيل عنها.

ليخبرنا المبعوث الأممي جمال بن عمر كيف سيرد الحقوق للجنوبيين? بل كيف سيسلبها من مشايخ صنعاء? وكيف سيقبلون هم أن يعيدوا كل ما نهب? أعتقد أن الأمر بحاجة إلى مبادرة خليجية لإصلاح الوضع? ولوم هنا لا يقع على المبعوث الأممي بل عند القيادات الجنوبية التي تصور الأمر – القضية الجنوبية – بمجموعة أراض نهبت أو بئرين للنفط ويشترط إرجاعهما كي ندخل في حوار صنعاء.

يا سادة.. القضية الجنوبية ليست قضية أبناء (الجعاشن) نحن نطالب بوطن وليس بقطعة أرض? وطن قتل فيه الإنسان وطمست فيه الهوية وتعرض لكل أساليب المكر والخديعة? إذا كانت المسألة مسألة أراض فنحن لسنا بحاجة لأراض وعقارات نعيش فيها بدون أي قيمة معنوية? لا نريد عقارات والجيش المنتصر لا يزال يوجه فوهة بندقيته باتجاه صدورنا.

نخشى على القضية الجنوبية من قادة القضية الجنوبية نفسها? أو ممن يقدمون أنفسهم كقادة للحراك ولا يعون معنى تحملهم للمسؤولية الأخلاقية تجاه هذه الشعب الذي يناضل منذ سنوات من أجل استعادة تاريخه المجيد بعكس القيادات الحالية التي تحاول استعادة صراعاتها القديمة.

ينبغي على الجنوب الذي تعرض لنهب وقتل ممنهج أن ينظم نفسه ليستعيد كل شيء بطرق منظمة ومماثلة للتي تعرض لها سابقا?ٍ ?وعلى الحراك الجنوبي ان يكون صاحب التنظيم الأكبر في الجنوب نتيجة الشعبية الواسعة التي يتمتع بها ?و استمراره في العمل بشكل عشوائي قد يفقده الكثير مستقبلا?ٍ.

magedalshaibi@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com