كتابات

لماذا لا تعود أسرة آل حميد الدين إلى اليمن ?

إلى وقت قريب مازال البعض يرفض الحديث عن عودة الأسرة التي حكمت اليمن تحت مسمى المملكة المتوكلية اليمنية بعد التخلص من الاحتلال العثماني عام 1911م وحتى الإطاحة بحكمها في 26سبتمبر 1962م , وينطلق البعض من مبرر الخوف من عودة الحكم الملكي وأن آ ل بيت حميد الدين مازالوا يؤمنون بهذا المشروع السياسي بالرغم من التغير الحاصل في بنية العقل اليمني بشكل عام وعدم قبوله لهذا النوع من الحكم فضلا عن إدراك النخبة المثقفة من تلك الأسرة لمعطيات الواقع وتطور تفكيرها وقد قال أحد أحفاد الإمام يحيى حميد الدين رحمه الله وهو الباحث عبد الله محمد حميد الدين في حوار أجرته صحفية الشارع منتصف يونيو من العام الفائت ” أن لا أحد في أسرته يفكر بإعادتها? لأنها-أي الإمامة- مرحلة تاريخية مضت? كانت تتلاءم مع ظرف تاريخي واجتماعي وسياسي وثقافي من نوع ما. ولكنها اليوم لا يمكن أن تتوافق معه ولكن يجب أن نثق بأن اليوم الحكم للشعب”

إضافة إلى أن شباب آل حميد الدين يؤكدون أنهم يفكرون اليوم بعقلية الحاضر ففي بيان منسوب إليهم نشرته بعض المواقع الإخبارية ومنها موقع “مآرب برس ” مطلع شهر ابريل من العام المنصرم تطلعهم إلى تأسيس نظام ليمن موحد تسود فيه الحريات والعدالة واحترام القانون? وناشدوا جميع التيارات الوطنية الحرص على التعاون لإيجاد مناخ تتوازن فيه القوى كأساس للتنافس الديمقراطي الصحيح ليعود اليمن للجميع سعيدا?ٍ متناغما?ٍ مع نفسه ومحيطه? ينعم بالخير والأمن والاستقرار بحسب البيان

أي أنهم بذلك يؤكدون مغادرة تفكيرهم ورؤاهم استخدام النظام الملكي نوعا للحكم مما يبدد الخوف من عودة الحكم الملكي لليمن والذي ارتبط بهم وبعودتهم بحسب تفكير البعض , فيما يذهب بعض الباحثين إلى أن رفض عودة آل بيت حميد الدين ليس له علاقة بعودة الحكم الملكي فقد أشار إلى ذلك الباحث الدكتور /سعودي علي عبيد في بحثه ” قراءة للمشهد السياسي الراهن في الجمهورية اليمنية” وقال من المؤكد? بأن رفض عودة أسرة آل حميد الدين إلى صنعاء? ليس له علاقة مطلقا?ٍ بمبدأ رفض عودة النظام الملكي إلى البلاد, ولكن له علاقة بمسألتين: الأولى? هي أن بقاء أسرة آل حميد الدين في السعودية? يزيح عن(أسرة آل الأحمر) عقبة كأداء. وذلك استنادا?ٍ إلى العداوة التاريخية بين الأسرتين.

أما المسألة الأخرى? فإن عدم عودة أسرة آل حميد الدين? قد هيأت الظروف كافة لأسرة آل الأحمر? بأن تكون الوكيل المعتمد للمصالح السياسية? لنظام الحكم السعودي في الجمهورية اليمنية’ وهو ما تحقق فعلا?ٍ, وذلك بفعل الدور النشط الذي نفذه الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر? منذ تطبيق اتفاقية جده المذكورة حتى يوم مماته.

وأيا تكون تلك المبررات السياسية التي لم تعد مقنعة و لعب الإعلام السياسي وعلى مدى خمسة عقود على تغذية مشاعر الكراهية والبغض لتلك الأسرة لتمتد إلى أجيال وأحفاد من حكموا من أفراد تلك الأسرة اللذين يتم تحميلهم سلبيات ذلك النظام والقراءة الأحادية لتاريخ حكمهم .

فقضية عودتهم للوطن برأيي يوجد لها مبرر أيضا إنساني فأسرة لها أكثر من ألف عام في اليمن ترعرع أجيالها جيل بعد آخر في هذا الوطن , وتجد أجيالها التي ولدت في المنفى مازلت محافظة على التقاليد اليمنية وهو يؤكد على حب وتعلق تلك الأسرة بالوطن الذي نحرمهم العودة إلية من منطلقات لعل بعضها نفسية عنصرية بغيضة منافية للدين والأخلاق والقيم حتى وصل بالنظام السابق لرفضهم دفن موتاهم في وطنهم !!

وأصبحت الدعوة إلى تجاوز مخلفات الماضي وخلافاته وترسباته وطويها ضرورة وطنية خاصة ونحن على أعتاب مرحلة جديدة ومفصلية في تاريخ اليمن لرسم ملامح المستقبل المنشود الذي يجب أن يشارك كل أبناءة في صنعه تحت مظلة ومبادئ العدل والديمقراطية والمساواة والحرية .

إننا بحاجة اليوم لتحقيق تطلعات وأماني أبناء اليمن في الرخاء والتقدم وأهداف ثورته , وعدم التشبث بالماضي واستجرار صراعاته وقضاياه التي عفا عليها الزمن , وتحميله إخفاقاتنا في التنمية والأمن والازدهار , و بعد مرور نصف قرن على الثورة وقيام ثورة جديدة على النظام الفردي ’هل حان الوقت لإغلاق ملف النفي السياسي اليمني المثقل بمراحل الصراع وتنوعاته وعودة أسر السياسيين المشاركين فيها دون أي تمييز ومن ضمنهم أسرة آل حميد الدين وتمكينهم من حقوقهم المشروعة وكفالتها تحت مظلة الدولة اليمنية المدنية الحديثة.

* رئيس تحرير الأمة نت

alsharafy74@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com