كتابات

من جمعتك أعرف ثورتك

أربعة وثمانون جمعة تقريبا?ٍ والثورة في اليمن مازالت مستمرة بأسلوب و بإدارة أغلب من قامت الثورة ضدهم في بدايتها, قاموا بضخ الأموال و سيطروا على الأعلام و خضع لهم عدد من أعضاء تنظيماتهم أو ممن تمكنوا من إغرائه بطريقة أو بأخرى, ومازالت هناك ثورة مستمرة فعلا?ٍ يحييها شبابها الأحرار الذين حددوا لأنفسهم أهداف حقيقية في طريق مشروع الدولة المدنية.

أنعكست سيطرة التح
الف السلطوي التقليدي على منصات و تمويل وإعلام الثورة على مظاهر كثيرة للثورة, ومن أهم هذه المظاهر أسماء الجمع التي كانت تتخذها اللجنة التنظيمية للثورة أو من يقفون وراؤها, فظهر في هذه التسميات تخبطهم وتقلبهم بحسب مصالحهم و بحسب العروض و الضغوط الأجنبية والأقليمية عليهم والتي لا تعني شباب الثورة في شيء.

ولم أجد إحصاء متكامل لأسماء الجمع لدى أي جهة أخبارية وقد يكون ذلك لملل أصاب المراقبين أو فقدان ثقتهم بمعاني هذه الأسماء و فقدان ثقتهم بمن يطلقونها, لكني استطعت أن أصل إلى أسماء الجمع الخمسين الأولى وقمت بقراءتها بعد أن عايشتها و تفاعلت مع بعضها في حينه أعتقادا?ٍ مني في حينه بأن هذه الأسماء كانت صادرة من داخل صفوف الثوار الشباب الأحرار ولم أكن أدرك حينها بأنها قرارات سلطوية وتنفذها اللجنة التنظيميةوتفرضها على من يفترض بأنهم أصحاب الحق في ذلك.

وقد لاحظت في اسماء الجمع الخمسين الاولى في اليمنأن جمعة الرحيل و جمعة الخلاص تأتي بعدها باسابيع جمعة الفرصة الاخيرة, بمعنى أننا بدأنا الثورة بنفسيات قوية وحاسمة وبعد ذلك قررت اللجنة التنظيمية و المشترك وممولو الساحة أن يتم فتح باب للمفاصلة مع النظام.
ولاحظت ايضا?ٍ وجود جمعتين عن الوفاء و التمسك بأهداف الثورة وكأنما الثورة قد نجحت فعلا?ٍ او على الاقل مرحلتها الاولى واننا الآن في مرحلة طمأنة كل من شارك او قدم تضحية بأن قادة الثورة ماضون في تحقيق اهدافها? واهداف الثورة دائما?ٍ ماتكون متعلقة بالعدالة والحرية والمساواة و الحياة الكريمة للمواطن بينما الحديث في حالتنا عن الوفاء و التمسك باهداف الثورة المقصود به ازاحة شخص الرئيس و شخص ابنه و عدد اربعة او خمسة من اقاربه? ففي حينه تعتبر الثورة قد نجحت!!!

وكذلك ايضا?ٍ وجود جمعة ثورية تطالب النظام الذي خرج الثوار ضده بأن يفرج عن معتقليها و كأنها كانت عبارة عن مباراة ودية وليس كأن الشباب عندما تشجعوا و اقدموا على البدء بثورتهم لم يضعوا في حسبانهم كل الخيارات والمخاطر التي قد يتعرضون لها وانهم قبلوا بها مادام ذلك في سبيل إنجاز ماخرجوا من اجله? فعلا?ٍ فكره غريبة جدا?ٍ بأن يطالب الثوار من النظام ألا يستعمل وسائل كان يستعملها عادة وكانت من اسباب المطالبة بتغييره? إلا أن شركاء الحاكم الذين خرجوا عنه أثناء الثورة رأوا بأن ليس من حق النظام أن يستخدمها مادامت لم تعد لخدمتهم هم.

و كان أسم جمعة “تاأييد المجلس الوطني” من أغرب الأسماء التي أطلقت في الثورة, وذلك لأن عدد كبير جدا?ٍ من أعضاء المجلس نفسه الذين تم أختيارهم بطريقة مجهولة كانوا فعلا?ٍ قد أعلنوا عدم موافقتهم على المجلس وعلى تركيبته وعلى عضويتهم به, وكان شباب الثورة أو أغلبهم على الأقل قد أعلنوا رفضهم لهذا المجلس والذي قام بمنح نفسه التأييد الثوري عبر أسم جمعة.

وكان هذا المجلس أو قادته هم من أطلقوا أسم جمعة “رفض الوصاية” وهم أيضا?ٍ من ذهبوا للتوقيع في الرياض على الإتفاقية التي جعلت من الوصاية أمر محتم بل وأعتبروا هذه الوصاية هي الحل الأمثل, والمثير للسخرية أيضا?ٍ أن هذا المجلس وبعد أن وقع هذه الأتفاقية التي جعلت من سفراء عشر دول عربية واجنبية عبارة عن مجلس إدارة للجمهورية اليمنية فإذا بهم وبكل جرأة يطلقون على أول جمعة بعد ذلك بجمعة “الأستقلال”!!!

ومن الملاحظ أيضا?ٍ أن هناك أكثر من جمعة تم إطلاق أكثر من تسمية لها في الساحات نفسها, مثل جمعة “الحسم” التي أطلق عليها عدد كبير من الثوار أسم جمعة “الوفاء لصعدة”, وكذلك جمعة متأخرة تم تسميتها من قبل اللجنة التنظيمية ومن معها بجمعة “بالصمود الثوري نواجه التمرد العائلي” بينما أسماها عدد كبير من شباب الثورة وخرجوا بمظاهرات كبيرة تحت مسمى جمعة “يوم القدس العالمي”.

وكان من الأشياء التي اثارت أستغراب بل وريبة المراقبين بل والمشاركين أن الجمعة الوحيدة التي لم يتم وضع لوحات عملاقة كتلك المعتادة في كل جمعة هي جمعة “الشهيد الحمدي” وقد ربط الكثيرون بين عدم وجود هذه اللوحات بتلك الروايات المشهورة التي تشير إلى تورط أشخاص بارزين في صدارة المشهد الثوري أو تورط أباؤهم بجريمة قتل الرئيس الحمدي.

كما أن هناك عدد ثمان جمع من الخمسين الاولى أخذت طابع ديني? لكن من بين الجمع الخمسين وجدت أن الجمعة رقم (٤٩) هي التي حملت الأسم الأصدق تعبيرا?ٍ و الأكثر وضوحا?ٍ في توصيفه لطبيعة العلاقة بين قادة الثورة العسكريين و الدينيين و القبليين و الحزبيين من جهة وبين شباب الثورة? فقد كان أسمها “بعزيمة الثوا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com