اراء وتحليلات

كشف حساب بين يدي الرئيس: 150 يوما?ٍ خارج دار الرئاسة

الرئيس التوافقي اعتزل حاضرة دار الرئاسة في “النهدين” وهجر حضرة القصر الجمهوري في قلب العاصمة? واعتكف فخامته في منزله على جانب من طريق الستين الغربي يزاول سلطاته ويباشر رئاسته من هناك. تاركا?ٍ الأبواب والنوافذ مشرعة أمام تأويلات واجتهادات ضارة بصحة الرأي العام المثخن عن آخره ولم تبددها الرئاسة أو تؤكدها? في تموضع (حيادي) دش?ِ?ن البداية غير المحايدة تماما?ٍ بقصد أو بدونه!
تطلع الجمهور المتعب إلى بداية منعشة تكرس وضعا?ٍ طبيعيا?ٍ عقب انتخاب وتنصيب الرئيس الجديد بانتقاله وأسرته إلى معقل السيادة ومركز القيادة في دار الرئاسة.. لكنه (الجمهور) أ?ْحبط? قليلا أو كثيرا? بانتقال الرئاسة إلى دار الرئيس المنتخب مخليا?ٍ “قصر الشعب” من رمزيته? ليتساءل بعض الشعب: لماذا?
– الله والرئيس أعلم. أجاب البعض.. وثالث يقترح في نفسه ولنفسه: يحتاج الرئيس التوافقي الى “مقر توافقي” لا يقع ضمن مربع (سيادة دولة) الفرقة الأولى مدرع? إذا كان سيعتزل م?ْطلقا?ٍ الدار والقصر الرئاسيين الجمهوريين!
من حق الرئيس أن تكون له قراراته وخياراته الخاصة? ولكن من حق المواطنين (الناخبين) على الرئيس أن يحصلوا على إجابات شافية عن أسئلتهم المحيرة والبسيطة? رحمة بهم من عصف وقصف الشائعات والتفسيرات والتوظيف السيئ والتسريبات الإعلامية الأولى مدرع!
إحاطة الرئيس والرئاسة بالغموض والأسرار ليس عمليا?ٍ ولا يساعد على مكافحة القلق والفضول المشروع لدى العامة من الرعية والمرؤوسين.. المحبط أكثر هو أن (مطبخ) إعلام الرئاسة غير معني? على الإطلاق? بأولويات الناس وأسئلتهم ولا يوفر إجابات وإيضاحات? من أي نوع وفي كل وقت وحيال أية قضية تشغل الرأي العام وتمازج المزاج الشعبي!
قبل أسابيع أصدر الرئيس قرارا?ٍ جمهوريا?ٍ بقانون حق الحصول على المعلومات.. وأفترض أن القانون يعطينا الحق في مخاطبة الرئاسة بشأن القضية محل اللبس وموضوع النقاش? وعليه نطالب الرئاسة بالحصول على معلومات شافية وإجابات مباشرة? ليس فقط في موضوع المقر ومقام مباشرة سلطات وواجبات الرئاسة? وإنما أيضا في عدد من القضايا والعناوين المتصلة وتستحق من مكتب الرئاسة ومن سكرتارية الرئيس التعامل معها بقدر من العناية والاحتفاء بالشفافية ومبادلة المواطنين مشاعر “الشجن” ولو من باب “العلاقات العامة” باتجاه الناخبين المحترمين? أقله “نظرة ولو جبر خاطر” مرة في الأسبوع.
بيان أو إيجاز أو مؤتمر صحفي كل خميس يقدمه متحدث إعلامي مفوض باسم الرئاسة أو السكرتير الصحفي للرئيس? لن يكلف شيئا? فضلا عن كونه تقليدا “مؤسسيا” أحوج ما نكون إليه في هكذا أوقات وظروف استثنائية? بل وفي سائر الأوقات والظروف.
خلال الأشهر الخمسة? إلا قليلا? الماضية تكرس سلوك إعلامي مقطوع الصلة والتواصل بين الراعي والرعية وبين مصادر الرئاسة والأوساط الإعلامية والشعبية. كنا ولا نزال نترقب صدور الجرائد الخليجية والنسخ الالكترونية منها على النت لمعرفة الجديد بشأن الملف السياسي والموقف الرئاسي في اليمن –بلادنا!
لا لشيء إلا لأن المصادر الرئاسية (وهي مصادر مجه?ِ?لة وغير معي?ِ?نة غالبا?ٍ)? اختارت? لسبب ما لا نعرف له سببا? أن تتعامل مع الصحف الخليجية مباشرة كمحطة ترانزيت للوصول إلى القارئ والمتابع والرأي العام اليمني في الداخل!!
إذا كانت الصلة غير موصولة بين الرئاسة والإعلام الرسمي فإن الإعلام الخاص والصحافة العامة والمستقلة وشبه المستقلة تعرض خدماتها مجانا?ٍ ويبذل الصحفيون جهدا?ٍ ومحاولات مستميتة لإغراء المقام الرئاسي بالتعامل المباشر مع الصحافة اليمنية والقارئ اليمني بدلا?ٍ من الاستعانة بصديق أو طرف ثالث (خارجي)? ولكن جرت علينا بدعة “زامر الحي لا ي?ْطرب”!!

Ameenone101@gmail.com
• صحيفة “المنتصف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com