كتابات

“الف?رقة الأولى تسببت بالف?ْرقة الأولى”

اللواء عبدالقادر قحطان وزير الداخلية, لم يكن من الناحية السياسية مزعجا?ٍ كثيرا?ٍ لنا كأعضاء في المؤتمر الشعبي العام كآخرين من أعضاء حكومة الوفاق من حصة المشترك , حتى أنه أقل إزعاجا?ٍ ومضايقة لنا -كمؤتمريين- من بعض المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام في هذه الحكومة.

فقد تعامل السيد اللواء قحطان بعقلانية إلى حد?ُ ما فيما يتعلق بالمواضيع السياسية الشائكة والعالقة بين طرفي الصراع الذين هم طرفا الحل.

وأجزم بأنه قد يكون الأكثر عقلانية ممن قام المشترك بترشيحهم لهذه الحقيبة الوزارية, بل و قد يكون الأكثر إتزان سياسي -من وجهة نظري- من بين عقائديي الأخوان المنتمين لجهاز الأمن بكل فروعه.

وكنا ننتقد أداء سيادة اللواء وتعاطيه مع بعض المواضيع الأمنية و البحثية فيما يتعلق بحوادث التفجير التي حصلت مؤخرا?ٍ في العاصمة, لكنا لم نكن نعتبر جوانب التقصير التي شابت تعاطيه مع تلك الحوادث ومع أسر ضحاياها أخطاء تصل إلى مرتبة الجريمة, بل كنا نرى أن إنتقادنا له ينطلق من حرصنا على لفت إنتباهه لهذه الجوانب كي يتلافى تقصيره الذي كنا نلمسه أحيانا?ٍ.

أما قيامه يوم الثلاثاء بالإستعانة بقوات الجيش و خصوصا?ٍ قوات الفرقة الأولى مدرع لقمع الإحتجاجات التي قام بها أفراد قوات النجدة التابعين له بالرغم من علمه بحساسية العلاقة حاليا?ٍ و قبل عملية إعادة هيكلة الجيش والأمن بين قوات الأمن بفروعها و بين قوات الفرقة الأولى مدرع.

خصوصا?ٍ بأنه كان يعلم بأن ما يضاعف هذه الحساسية هو قيام عدد كبير من أفراد الفرقة الأولى مدرع بالهتاف فرحا?ٍ -وقد شهد ذلك بنفسه- عندما قام الإنتحاري بتفجير نفسه في ميدان السبعين و قتل جرح المئات من أفراد الأمن المركزي والنجدة, فهذا خطأ أستراتيجي كبير أرتكبه السيد اللواء قحطان و يصل إلى مرحلة الج?ْرم, ولا يمكن تبرير هذه الخطوة التي أقدم عليها السيد اللواء.

ومع انه كان قادرا?ٍ على تنفيذ مطالب الأفراد الحقوقية و التي أضطر مجلس الوزراء أن يصدر قرار بإعتمادها ولكن بعد أن حصل ما حصل, كما أنه في حال أن أراد أن يستعين بقوات كي تنظم و تكافح الشغب الذي قد يصاحب مثل هذه الإحتجاجات المطلبية فكانت قوات الأمن المركزي هي الأقرب إليه و النابعة له أيضا?ٍ ولوزارته, بدلا?ٍ من أن ي?ْشع?ر أفراد قوات النجدة بأنه أستعان ضدهم بقوات غير شقيقة ,,, على الأقل من وجهة نظر أغلبهم.

ولا أرى أن الثقة سوف تعود بين اللواء قحطان وبين أغلب القوات التي يفترض أنها تابعة له, وأنه لابد من التفريق بينه و بينهم, ومع أنه لم يكن مرشحا?ٍ لأن يفارق الحكومة أولا?ٍ قبل غيره من الوزراء, إلا أن ما جرى يحتم ذلك…
وجهة نظر ليس إلا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com