كتابات

انتصار منقوص..!

يبدو أن رد المناضل عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية -على بيان علماء الاصلاح قد أوصله عبر الحرس الجمهوري في أبين.. وقد كان ردا?ٍ قويا?ٍ وجريئا?ٍ وحاسما?ٍ.. غير ان عناصر القاعدة وحلفاءها لم يقبلوا بالهزيمة أبدا?ٍ.. لأن ما حدث في أبين ليس انتصارا?ٍ عسكريا?ٍ? بل وسياسيا?ٍ في معركة اكتسبت ب?ْعدا?ٍ وطنيا?ٍ ودينيا?ٍ.. وهزيمة لقوى وأطراف تراهن على القاعدة للوصول إلى الحكم? وتتخذها جناحا?ٍ عسكريا?ٍ تعدها كبديل للحرس الجمهوري.

وإذا كان رئيس الجمهورية قد كرم أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية في أبين بمنحهم العديد من الأوسمة? إيمانا?ٍ منه بعظمة الانتصار الذي حققوه على قوى الارهاب والتطرف وأعداء الأمن والاستقرار والحياة.. فإن ذلك الانتصار لن يكون استراتيجيا?ٍ إلا إذا اخذ بعدا?ٍ وطنيا?ٍ وعلى مستوى الجغرافيا اليمنية.

إن فرحة الوطن بإنقاذ أبين من مخالب تلك الوحوش المسعورة? مليئة بالخوف والقلق طالما وان من صنعوا ذلك الانتصار يعيش أخوانهم من منتسبي الحرس الجمهوري في حصار شديد ومنذ عدة أشهر في أرحب ونهم..

أتمنى من المشير عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- اعادة قراءة رسالة علماء حزب الاصلاح الذين طالبوا في بيانهم واشتراطاتهم ان يوقف الحرب على القاعدة في أبين? فقد جاهروا بذلك بلغة تحد?ٍ? لايمكن لعلماء دين حقا?ٍ استخدام مثل تلك الالفاظ في مخاطبة ولي الأمر وإنما كان بيانا?ٍ لقيادات لم تغادر معارك أرحب ونهم منذ بضعة أشهر إلا للقيام بتلك المهمة الخطيرة الى منزل الرئيس..

نخشى ان الانتصار على القاعدة في أبين قد يعيد تكرار نفس كارثة ميدان السبعين? لكن هذه المرة في بيت دهره وجبل الصمع أو في البيضاء أو غيرها.

وقد وجد علماء الاصلاح ان ما حدث في أبين هو خروج عن رأي العلماء? وذلك يعني دق طبول الحرب في مختلف الجبهات.

ولعل خروج مليشيات الاصلاح في مسيرات تصعيدية في العاصمة صنعاء اليومين الماضيين وتجاوز المناطق المألوفة وقيام متطرفي الاصلاح بتمزيق صور رئيس الجمهورية الاربعاء الماضي? لايقل عن خطورة التحركات المخيفة التي تهدد منتسبي الحرس الجمهورس في نهم وأرحب.

ومثلما استطاعت القاعدة ان تحدد أعداءها? وتركت ضرب السفن الاجنبية والسفارات وصارت توجه نيران أسلحتها ضد الجيش والأمن? فذلك يعني استهداف قوة النظام وهيبة الدولة? وما يحدث في أرحب ونهم كان مرتبطا?ٍ بأحداث أبين.

أجزم ان استهداف الحرس الجمهوري والأمن المركزي أصبح اليوم استهدافا?ٍ لرئيس الجمهورية المناضل عبدربه منصور هادي خاصة وقد قال لعلماء الاصلاح.. لا.. واستخدم القوة ضد القاعدة.. والجميع مازال يتذكر أن الزعيم علي عبدالله صالح حكم كتاب الله مع نفس اولئك العلماء.. ومع ذلك فعلوا به فعلتهم في جامع دار الرئاسة..

لذا لابد ان يوقف الرئيس المؤامرة ضد الحرس الجمهوري ويسارع الى انهاء انقسام الجيش والأمن لإنقاذ اليمن.

ولقد أثبت الحرس الجمهوري والأمن المركزي والعديد من وحدات الجيش والأمن انهم جيش الوطن والشعب فهم الذين يقدمون التضحيات ويسطرون أروع الانتصارات الوطنية والملاحم البطولية في ميادين الشرف? أما مليشيات عائلة الشيخ والسرق والمتمردين فقد ظلوا في صنعاء يتحينون الفرصة للانقضاض على النظام.. ولافرق بين من احتلوا زنجبار وجعار ولودر أو من يحتلون جامعة صنعاء والحصبة والدائري والزراعة.. لافرق بين إمارة عزان أو إمارة الفرقة أو أرحب.. كما لافرق بين من حاصروا مدينة شقرة ومن يحاصرون الحرس في أرحب ونهم ولا فرق بين من ارتكبوا مذبحة دوفس وبين من ارتكبوا مذبحة ميدان السبعين..

يبدو أن نتائج المعركة في أبين ستقلب الموازين رأسا?ٍ على عقب? وبإمكان رئيس الجمهورية ان يقود الانتصار العظيم للوطن والشعب وينقذ اليمن من كارثة الارهابيين? وذلك مرهون بتحقيق انتصار مماثل على الارهابيين الذين يحاصرون الحرس في نهم وأرحب.. ووقف تجنيد المتطرفين في الجيش والأمن.. مالم فالانتصار منقوص..!

benanaam@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com