كتابات

عوامل فشل ما يسمى بالثورة السورية ?

ثلاثة عناوين رافقت الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وغير موجودة في سورية وهي »التبعية للغرب والفساد, والاستبداد السياسي« وهذه الامور شكلت عوامل واضحة لمسارات الشعوب التي انتفضت على حكامها واوصلت الجميع الى ما نحن عليه اليوم.

مصر وتونس اشتركتا في الثلاثة عناوين “التبعية والفساد والاستبداد” فيما كانت ليبيا بعيدة عن التبعية, اما اليمن فله وصف آخر تتداخل وتبتعد فيه كل العناوين والمحصلة ان النظام القبلي هو السمة الحاضرة لكن سورية ليست كذلك نهائيا?ٍ, فلم ينجح اعداؤها سواء المعارضة او حلفاؤها او الغرب ان يتهموا النظام السوري بالتبعية للغرب, ولم تتناول الصحافة الغربية والفضائيات وجود فساد داخل قيادات ورموز النظام, ولم نقرأ وجود مليارات الدولارات لاي مسؤول سوري في أي دولة اوروبية, وعلى العكس من ذلك تماما فقد تبين ان قيادة الدولة هي الاكثر احترافا?ٍ في التعامل مع الاتحاد الاوروبي والامريكيين والمجموعة الخليجية وغيرها, فلم يسجل على النظام رهن الدولة الى مؤسسات النظام الدولي ممثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين ولم يسجل ارتهانه لنادي باريس ولم يسجل عليه انه تقدم بطلب المنح والمساعدات لدول الخليج او غيرها. وبهذا تجنب الوقوع في فساد مالي واداري ظهر عند حكام العرب في تونس ومصر وليبيا والى حد بعيد اليمن, اما موضوع الاستبداد فهو استبداد امني له دوافع واسباب لها علاقة بالصراع مع اسرائيل, وقد استجاب لمطالب شعبه بانجاز رزمة اصلاحات سياسية شكلت في جوهرها مطالب عامة تلبي رغبات الغالبية من الناس, ولهذا فان الحديث عن اسقاطه هو ضرب من الاحلام او الحديث عن ثورة ضده هو اضغاث احلام,, لان الشعوب تعرف حقيقة وبواطن ذاتها, فالشعب السوري بغالبيته الساحقة مع نظامه العروبي بقيادة الرئيس بشار الاسد.

هذه القراءة الموجزة لعوامل نجاح الثورات العربية ليست مماثلة نهائيا?ٍ للواقع في سورية ولهذا فان المعارضة التي ارتهنت للغرب وللمجموعة الخليجية غير قادرة فعليا?ٍ على حوز ثقة الناس بها او حتى تعاطف العرب معها, فغالبية شعوب بلاد الشام والعراق تقف الى جانب النظام السوري وفي هذا مؤشر على محاولات اخرى لعوامل اخرى حاولت المعارضة وحلفاؤها اللعب عليها وهي الطائفية والقلة والكثرة او اختلاق قصص التزوير ومحاولة تشويهه بالقتل والمجازر والارهاب وغير ذلك, لكنها هنا ايضا فشلت لانها تمارس القتل فصور ما يسمى بعصابات الجيش الحر تملأ الفضائيات بالصوت والصورة اعترافا?ٍ باستهداف وحدات الجيش العربي السوري (حماة الديار) وقصص التزوير التي ابتدعتها لصقت بها اكثر مع بداية الازمة بسبب محاولاتها التضخيم واختلاق احاديث ما انزل الله بها من سلطان والقتل والتفجير والذبح باتت لصيقة بها ايضا وهذا كله ادى الى تراجع شعبيتها الى جانب تحالف الغرب وامريكا والمجموعة الخليجية المكروه من جميع العرب وغيرهم .

اما موضوع الطائفية او القلة والكثرة التي اثاروها بطريقة ساذجة فقد أدت الى نتائج عكسية معهم حيث ازداد التعاطف الشعبي السوري والعربي مع النظام , فلا يوجد عن المسلمين منذ مجيئ رسولنا محمد (ص) الى يومنا هذا شيء له علاقة بما يقولون, ونذكر هنا بان عثمان ارطغل واحفاده حكموا وطننا العربي اكثر من اربعمائة عام باسم الاسلام وهم بالاصل ليسوا عربا?ٍ فكيف بنظام عربي اسلامي ينتمي لطائفةمسلمة علوية يسوقون عليه هكذا قصص, فالاصل بالخلافة عند المسلمين هو صالح الامة وخدمتها وهذا الامر موجود في النظام السوري.

لقد ملأت الدنيا بعض الفضائيات العربية باحاديث دينية ليس لها وجود وملأت الدنيا صراخا?ٍ باسم السنة وان ما يجري في سورية هو ذبح لطائفة دون اخرى وركزت هذه الفضائيات على انتقال السلطة بالوراثة في جمهورية عربية, وكيف جرى تعديل الدستور في بضع دقائق لهذا الامر, والجواب على ذلك ان الذين يقترفون المذابح والمجازر لا يعرفون من هذا ولا ذلك, فلا يوجد على جبين الاطفال او ايادي النساء او اوجه الرجال طبعة مكتوب عليها هذا سني او علوي او شيعي او مسيحي والذي يقتل هدفه القتل وجر البلاد الى المذابح وليس اي شيء اخر, اما قصة الوراثة في الجمهورية فهي من الناحية الدينية قبل السياسية جائزة شرعا?ٍ, ففي عموم كتب اهل السنة ومنهم الماوردي تحديدا?ٍ اورد مسألة الخلافة عند المسلمين السنة,, والتي يقابلها والي الفقيه عند الشيعة مع اختلافات في الصلاحيات وطريقة الاختيار, لكن عند السنة تحديدا?ٍ تكون بالوراثة ويؤخد هنا صالح ومصالح الأمة عند انتقال الخلافة من الاب الى الابن, واذا اسقطنا هذا الامر على الحالة السورية مما بين الاسد الاب والابن نجد انها مماثلة تماما?ٍ, فصالح ومصلحة الامر توجب ان تنتقل الخلافة (الرئاسة) من الاسد الاب الى الاسد الابن والمصلحة العامة للأمة هي حماية مشروع الأمة في المقاومة وابقاء الدولة بكل اساساتها ضمن هذا النهج الاسلامي العروبي الذي هو مصلحة عليا للشعب السوري ومعه امته العربية والاسلامية.

هذه الاسباب وغيرها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com