كتابات

رسائل الرئيس الثلاث.. الأولى إليه

ثلاث محطات/ رسائل رئيسة يمكن التوقف عنده في خطاب الرئبس عبدربه منصور هادي

الخطاب العلني الأول للرئيس المشير عبدربه منصور هادي- القائد الأعلى للقوات المسلحة,في الأكاديمية العسكرية يوم السبت الماضي, كان موفقا.. صارما وتوافقيا.. واتسم بالشمولية والتماسك ووضوح الرؤية والهدف.
بدا واضحا أن الرئيس التوافقي تكونت لديه رؤية محددة بشأن مفتاحي الأزمة والحل: الجيش والإعلام… وحالفه في هذا الكثير من التوفيق.

إشارته القوية إلى انقسام الجيش تعني الكثير, ويجب القول بانتظار خطوات وقرارات مهمة تنهي الانقسام والانشقاق العسكري وتزيح كابوس الجيشين والقيادتين, إحداهما يقال لها مؤيدة للثورة واكأن الأخرى وهي الغالبية متهمة أو منقوصة الشرعية…. وهذا هو أصل الفساد والعلة.

وبخصوص الإعلام الرسمي, كانت الرسائل والتوجيهات واضحة: “إدراك وظيفته الأساسية التي تختلف عن بقية الوسائل الإعلامية الخاصة أو الحزبية”.. “لن ي?ْسمح بتكرار الأخطاء مستقبلا?ٍ.” وهنا أيضا يجب أن ننتظر خطوات باتجاه خطاب مختلف عما هو سائد… الشطط غير مقبول ولا مسموح به..!

في السياق انتقد الرئيس (بشدة) الأحزاب بتحالفاتها المختلفة ..”لم تستطع مغادرة الماضي والعبور مع الشعب إلى اليمن الجديد الذي ارتضاه وصوت عليه .” وبالمثل ثمة خطوات منتظرة في هذا الصدد, ولكن على الأحزاب وليس غيرها, أن تبادر إلى اتخاذها.. “وقف أي حملات إعلامية أو تحريض وأن تنطلق سياستها الإعلامية من الآن وصاعدا?ٍ من جوهر التوافق التي نصت عليه المبادرة وهي تهدئة الأزمة للسير الموضوعي في خطوات الحوار القادم.”

هذه ثلاث محطات رئيسية في خطاب هادي العلني الأول.. وهي في الوقت نفسه ثلاث رسائل عاجلة لمن يهمهم الأمر. ولنا أن نقول أيضا وتبعا للعرض الموجز:

– إن المحطة الأولى مناطة بالرئيس- القائد الأعلى نفسه وليس غيره أو سلطة أخرى: (إنهاء الانشقاق والانقسام العسكري).

– والمحطة الثانية تناط مسئوليتها بحكومة الوفاق الوطني وليس غيرها: (إعادة موضعة وسائل الإعلام الرسمي في موقع التوافق ووقف الفلتان والجموح الطائش بلا ضابط).

– أما المحطة الثالثة فتتعلق بالأحزاب الموقعة على اتفاق التسوية السياسية, وتناط بها مسئولية مزدوجة, سياسيا وإعلاميا: (وقف الحملات الإعلامية والتحريض, العودة إلى جوهر التوافق.. تهدئة الأزمة.. المضي للحوار).

يمكننا هنا التوقع حول نصيب رئيس حكومة الوفاق الوطني الأستاذ محمد سالم باسندوة من كلام ورسائل الرئيس عبدربه منصور هادي. خصوصا بعد الخطاب (التثويري) المفاجئ للأول في ساحة الاعتصام بتعز قبل يوم واحد- الجمعة. وما ورد في كلام باسندوة من عصف وقصف نحى بالأحداث جهة التسخين دونما حاجة أو مصلحة (توافقية)?!

كلمة الرئيس هادي طرقت مواضيع كثيرة وملفات كبيرة.. من الحرب على القاعدة والإرهاب.. إلى أعمال التقطع والتخريب وتعطيل الخدمات وغيرها من قضايا الشأن العام ووظيفة الدولة والمؤسسات والسلطات الرسمية. وما قصدنا الإشارة إليه في هذه التناولة هو المحددات والموجهات السياسية الأبرز لتعلقها بمسار الأزمة/ التسوية ولاستتباعها بالضرورة قرارات وخطوات إجرائية حاسمة, ينبغي أن لا تتأخر.

إذا, هي محطات ثلاث.. تستتبع خطوات وقرارات من مستويات ثلاثة: الرئيس, الحكومة, والأحزاب. وجميعها في الانتظار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com