كتابات

السياسيون لا يموتون??

بداية لله ما اعطى وله ما أخذ لا راد? لقدره ولا معق?ب لأمره? والنفس مستأمن عليها صاحبها حتى يطلبها خالقها.. ولا يسعنا ان نقول كلما تخطف الموت حبيبا?ٍ او قريبا?ٍ منا سوى: إنا لله وإنا اليه راجعون? تأسيا?ٍ بما عل?منا رسوله الله صلى الله عليه وسلم عندما ا?ْنزل اليه من ربه عز وجل { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }? فالتسليم لقدر الله فيه تعزية للنفس وتسلية لها من مصابها. ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو فحوى الاتصال الذي تلقيته من أحد الزملاء الصحافيين? والذي فاجئني بقوله: عزرائيل -عليه السلام- اعلامي معنا? وليس مع السياسيين? فلهذا هم لا يموتون!!? والإعلاميون هم فقط من يموتون? فبادرته بالإجابة يرحم الله العص?ار? ظنا?ٍ مني انه يقصده? فرد سريعا?ٍ لا بل يوجد من أتى عليه الدور بعده? فسألته من هو? فقال: الزميل حم?ادي الراجحي مدير قناة العقيق –يرحمه الله- وزاد وبدون توقف: من منا سيأتي عليه الدور? وبدأ بسرد زملاء انتقلوا الى الرفيق الاعلى ( يحيى علاو.. عادل الاعسم.. عبد الكريم وعبد الواحد الخميسي.. الدكتورة رؤفة حسن.. العص?ار.. الراجحي) …………الخ. فأجبته ينبغي علينا أولا?ٍ وأخيرا?ٍ الايمان بملك الموت -عزرائيل- تصديقا?ٍ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن معنى الإيمان قال: {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر? وتؤمن بالقدر خيره وشره}(رواه مسلم والبخاري) …نعم رحلت عنا هذه الكوكبة وغيرهم من الذين لا يتسع المقال لذكرهم – تغشاهم الله بواسع رحمته- وهي فعلا ظاهرة? لا اقول عجيبة? فلا عجب من أمره سبحانه وتعالى.. ولكن كما قال صديقي انها حالة ملفتة للنظر? فالإعلاميون فقط هم من يحوم حولهم ملك الموت بينما لم نسمع عن سياسي?ُ مات وهو يشغل وظيفته? وهذا ليس من باب الاعتراض على قضائه جل شأنه وتقدست أسمائه ولكن تفكر فيما ينزل بنا من القضاء والقدر.. والتفكر في اوامر الله عبادة بحد ذاتها اذا ما اقترنت بالإذعان والتسليم لقدرته العلية.
ان موت الإعلاميين المتتابع يجب أن يأخذ منه السياسيون والعسكريون والمشائخ – اطال الله في أعمارهم- عبرة وعظة? فلا خير ممن لا يعتبر بما احاق بغيره.. عليهم أن يدركوا بأن (عزرائيل) الذي طرق باب الصحافيين فجأة – بالنسبة لمحدودية ع?ل?م?نا- وبسابق ع?ل?م?ه سبحانه جل??ِ من خالق? يمكن ان يدق بابهم بلا استئذان? ولن يمنعهم حرسهم? ولن يحول بينهم وبينه جاههم او مالهم? ولن يرهب ملك الموت جبروتهم الذي يرهبون به الضعفاء من اليمنيين. ألا يتذكر قاطع الطريق? ان الموت قريب منه اقرب من المتاريس التي وضعها لإعاقة حركة الناس? فلا مريض يستطيع الوصول الى اقرب مستشفى? وان وصل سيجد امامه قاطع اخر للكهرباء تكبر على الله وجعل ديدن حياته إيذاء الناس? ألا يخاف المخربون للتيار الكهربائي أن ملك الموت اقرب اليهم من ذلك السلك الذي سيطوقهم به الله بسلاسل من حديد في نار جنهم? جراء الانفس التي ماتت بسبب انعدام الكهرباء في المستشفيات ومراكز الغسيل الك?ْلوي. ألا يتذكر الس?اسة الذين وقعوا المبادرة الخليجية من اجل اخراج الشعب من المحنة التي هم سبب فيها? ان الموت قادر عليهم? وأنه لن ينفعهم احد إن ق?ْبضت ارواحهم وهم تحت نية التسويف وإدخال البلاد في اتون مشاكل جديدة? ألا يحفظ الساسة عهودهم? وقبلها السنتهم التي ت?ْسع?ر النار اكثر من الكبريت على الزيت. اين القادة العسكريون الذين هم من اسباب بلوانا من امر الله الذي إن أتى لن يوقفوه بدباباتهم وصواريخهم التي راحوا يدكون بها صدور الناس قبل بيوتهم? ألا يعلمون ان امتناعهم عن تنفيذ اوامر ولي الامر –رئي الجمهورية – سواء بنقلهم او بإحالتهم للتقاعد لن يفيدهم عن تنفيذ الامر الإلاهي اذا صدر من ملك السموات والأرض. المشائخ بدورهم لهم في الموت اكبر واعظ? فهو لا يفرق في النسب ولا القبيلة? وعليهم ان يقفوا الى جوار المواطن المسكين? وعيب عليهم ان تسقط مشيختهم تحت تبعية ذوي النفوس المريضة? واكبر مغنم يخرجون به من الحياة الدنيا دعوات الناس لهم? لا دعائهم عليهم جراء القهر والتسلط. ما تبقى من الاعلاميين ينبغي ان يكون تفكيرهم اكثر عمقا من رحيل زملائهم? وان لا يكون الحزن والحسرة هو فقط ما رسخته الفاجعة في أذهانهم? بل يجب ان تكون صور الموت المتكررة والتي اضحت سمة بارزة في المحيط الصحفي? باعثا لضمير الحق وقول الصدق وترك التحريض ودفن الخلافات القديمة سواء مع الافراد او الاحزاب او المؤسسات. فنحن كلما اقتربنا من التوافق الوطني كلما اطلت علينا بعض الاقلام ضد الوزراء ليس بنية التصحيح ولكن بنوايا الابتزاز السياسي? فالحملات التي يتعرض لها وزراء الدفاع والخارجية وغيرهم من الوزراء سواء المحسوبين على المؤتمر وحلفائه او المشترك وشركائه لا تسمح بأن يسير التوافق في الطريق الصحيح? لأنها تتم لأغراض شخصية وليس من اجل الوطن. علينا ايها الاخوة ان نذعن لتوجيهات الاخ ر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com