كتابات

الأمل نور الحياة

خلقت هذه الحياة وخلقت معها الأكدار والأحزان , والمحن والابتلآت ? وهذه جزء من كينونتها فهي لا تصفو لأحد من الناس قط.

وفي الأمة اليوم من المآسي والمحن والتفرق والشتات والعصبيات المقيتة ونشوء الفساد وتصدع العلاقات والسوء في معيشتها ونظامها ما قد يورث اليأس والقنوط الذي هو محطم للآمال ومثبط للعزائم.

وفي أوقات الأزمات تعظم الحاجة إلى استحضار الأمل ليشع دياجير الظلام? ويشق??ِ دروب?ِ الحياة ? ولولا الأمل والتفاؤل ما طاب للناس عيش في دنيا طبيعتها الكدر.

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس تفاؤلا وأملا, كان يعجبه الفأل, وهي الكلمة الطيبة يسمعها فتستبشر نفسه بها حسن ظن بالله تعالى ,ففي رحلته في الهجرة رأى راعي?ٍا لإبل فقال: (لمن هذه?)فقال: لرجل من أسلم? فالتفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: (سلمت?ِ إن شاء الله). وفي الحديبية جاء سهيل يفاوض النبي عن قريش? فتفاءل رسول الله وقال: (سهل?َ إن شاء الله).

أ?ْع?ِل??ل?ْ الن??ِف?س?ِ بالآمال? أ?ِر?ق?ْب?ْها….. ما أض?ي?ِق?ِ الع?ِي?ش?ِ ل?ِو?لا ف?ْس?ح?ِة?ْ الأم?ِل?

ولما كانت الدعوة في أوج الفتنة انطلق الصوت الكريم بالتفاؤل? يقول رسول الله : (والذي نفسي بيده? ليفر?جن? الله عنكم ما ترون من شد?ة? وإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمن?ٍا? وأن يدفع الله إلي? مفاتيح الكعبة? وليهلكن? الله كسرى وقيصر? ولت?ْنفق?ْن? كنوزهما في سبيل الله).وهكذا القيادة الرائعة التي تلتمس أسباب الأمل? لتنشر وتبذر في النفوس التفاؤل.

وفي القران الكريم قصة نبي??ْ الله? يعقوب?ْ – عليه? السلام?ْ- ف?ِق?ِد?ِ ابن?ِه?ْ يوسف?ِ سنين طوال ث?ْم??ِ فقد ابنه بنيامين وكان في حالة من الحرقة الملتهبة, ولكن??ِ لم يتسر??ِب? إلى قلب?ه? اليأس قط? ب?ِل? أم??ِل ور?ِجا وقال?ِ : { ف?ِص?ِب?ر?َ ج?ِم?يل?َ ع?ِس?ِى الل?ه?ْ أ?ِن ي?ِأ?ت?ي?ِن?ي ب?ه?م? ج?ِم?يعا?ٍ إ?ن??ِه?ْ ه?ْو?ِ ال?ع?ِل?يم?ْ ال?ح?ِك?يم?ْ }. وما أجمله من? أ?ِمل ت?ْع?ِز??زه الث??ق?ِة?ْ بالله? – عز وجل – حين?ِ قال?ِ: { ي?ِا ب?ِن?ي??ِ اذ?ه?ِب?ْوا? ف?ِت?ِح?ِس??ِس?ْوا? م?ن ي?ْوس?ْف?ِ و?ِأ?ِخ?يه? و?ِلا?ِ ت?ِي?أ?ِس?ْوا? م?ن ر??ِو?ح? الل?ه? إ?ن??ِه?ْ لا?ِ ي?ِي?أ?ِس?ْ م?ن ر??ِو?ح? الل?ه? إ?لا??ِ ال?ق?ِو?م?ْ ال?ك?ِاف?ر?ْون?ِ } .

وأيوب – عليه? السلام- ابتلاه?ْ رب??ْه ب?ذ?ِهاب المال والولد والعاف?ي?ِة في وضع غاية في الأم والقسوة? فلم تزل يداه ممدودتان إلى السماء, قال?ِ الله?ْ تعالى?ِ: { و?ِأ?ِي??ْوب?ِ إ?ذ? ن?ِاد?ِى ر?ِب??ِه?ْ أ?ِن??ي م?ِس??ِن?ي?ِ الض??ْر??ْ و?ِأ?ِنت?ِ أ?ِر?ح?ِم?ْ الر??ِاح?م?ين?ِ, ف?ِاس?ت?ِج?ِب?ن?ِا ل?ِه?ْ ف?ِك?ِش?ِف?ن?ِا م?ِا ب?ه? م?ن ض?ْر??ُ و?ِآت?ِي?ن?ِاه?ْ أ?ِه?ل?ِه?ْ و?ِم?ث?ل?ِه?ْم م??ِع?ِه?ْم? ر?ِح?م?ِة?ٍ م??ن? ع?ند?ن?ِا و?ِذ?ك?ر?ِى ل?ل?ع?ِاب?د?ين?ِ} .

إن الأمل والتفاؤل يصنع الرجال الأقوياء? فيحو?لون الألم إلى أمل? والتشاؤم إلى تفاؤل? والضيق?ِ إلى سعة? والمحنة إلى منحة? فتتقد?م الحياة وتنمو ويستمر? عطاؤها.

وأردأ الناس حالا من عاش بلا أمل? يسقط فلا ينهض, ويضل حبيس همومه وأحزانه طول حياته.

إن??ِ المتشائمين لا يصنعون حضارة? ولا يب?نون وطنا? ولا ين?صرون?ِ د?ينا? ولا ي?ْع?ِم??رون?ِ دن?يا? والحياة قصيرة فلا يقص??رها أحدنا بالهموم والأحزان? ولا يحمل الأرض فوق رأسه وقد جعلها الله تحت أقدامه? وبدلا من ن نلعن الظلم والظلام علينا إيقاد الشموع لنبددها ’ فالحياة جهاد ليس له نهاية.

أستاذ الفقه المساعد بجامعة حضرموت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com