اراء وتحليلات

وزير الداخلية في حكومة الوفاق

وزارة الداخلية في أي حكومة تعتبر من الوزارات السيادية وتحرص كل دول
العالم على تعيين وزير للداخلية من الكفاءات المشهود لها بالنزاهة
والقدرة الإدارية التي تمكنه من إدارة شئون الأمن في الدولة بكل اقتدار
وكم من حكومة في العالم سقطت بفعل عدم قدرة وزير الداخلية فيها على أداء
عمله على الوجه المطلوب وكم من حكومة استمرت في أداء اعمالها فترة طويلة
كنتيجة حتميه لنجاح وزير الداخلية فيها على أداء عمله على الوجه المطلوب.

ونحن في اليمن لسنا بعيدين عن هذا المجال ولعل حكومة الوفاق الوطني التي
تم تشكيلها في ظروف استثنائية قد اعتمدت هذه الحكومة على قدرات وإمكانيات
وزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر قحطان الذي اعتبره الكثير من
المراقبين الوجه المشرق في حكومة الوفاق نظرا لكون الرجل من الكفاءات
التي تمرست في العمل الأمني كونه ابن هذه المؤسسة الأمنية ولديه خبرة
طويلة في المجال الأمني وقد أثبت خلال الشهور الماضية أنه على قدر
المسئولية واستطاع التكيف السريع مع المعطيات الحالية بكل اقتدار وهو
يمتاز بأنه إنسان واقعي ويرفض القفز على الواقع لأنه يدرك أنه يعمل وسط
حقول هائلة من الألغام التي عليه أن يتعامل معها بحرص حتى لا تنفجر
الأوضاع وهو ما كان يراهن عليه الكثير من أعداء الوطن.

إن الإنسان ليستغرب تماما من بعض الناس الذين يحملون الوزير تبعات
ومسئولية الانفلات الأمني وكأن هذا الانفلات هو إبن ساعته وأنه هو السبب
في وجوده ونسو أو لنقل أنه تناسوا أن الانفلات الأمني ليس وليس اليوم أو
الأمس وأنه ناتج عن تراكم كبير عبر السنين الماضية وأنجر خلال العام
الماضي بكل تبعاته وقد وصل الوزير غلى الوزارة وهو لا يملك حتى مكتب آمن
في وزارته ومع ذلك نجد من يتشدق ويحمل الوزير المسئولية.

إن الأمر مقبول أن يصدر من الصحافيين أو من عامة المواطنين ما يشير إلى
تحميل وزير الداخلية مسئولية الانفلات الأمني ولكن الأمر غير مقبول على
الإطلاق عندما يصدر عن شخص مثل رئيس مجلس النواب يحي الراعي الذي يفترض
به أنه على إلمام ومعرفة كاملة بمجريات الأحداث ويعلم علم اليقين أن وزير
الداخلية قد بذل جهود مضنية خلال الفترة الماضية في سبيل التقليل من
الاحتقان الأمني ومن الانفلات الحاصل في عموم الوطن لأسباب هو يعرفها
جيدا ويعرف أنه ليس للوزير أي يد في هذه الأسباب بل ويعرف أن وجود وزير
الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر قحطان على رأس الوزارة قد أدى إلى
حصول انفراجات ايجابية في كثير من الأحيان بفضل الله ثم بفضل الحنكة
والصبر والتروي والحكمة التي يستخدمها الوزير في سبيل تجنب تفجر الأوضاع
والوصول في الحالة الأمنية إلى نقطة الأ رجعة.

أعان الله الأخ وزير الداخلية ووفقه للقيام بمهام عمله على الوجه الذي
يرضي الله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com