أخبار اليمنحقــوق وحريـاتملفــات سـاخنـــة

بالشواهد الحية.. العدوان والمجتمع الدولي يقتل أطفال اليمن

بالشواهد الحية.. العدوان والمجتمع الدولي يقتل أطفال اليمن

شهارة نت – تقرير

صور ومشاهد محزنة قلما تجدها في أي بلد من البلدان غير اليمن وذلك بسبب الحصار الجوي المفروض على مطار صنعاء، ففي العام الماضي، ظهر والدي الطفلة الرضيعة أميرة عبدالله الزايدي على قنوات التلفاز وهم يناشدون المجتمع الدولي بسرعة التدخل لنقل طفلتيهما لتلقي العلاج في الخارج نظراً لعدم قدرة المستشفيات المحلية على اجراء عملية جراحية لها في القلب حيث كانت تعاني من صمامات القلب، وقد ادى الحصار الى تعطل اغلب الأجهزة الطبية .
وها هي نفس المناشدة تتكرر اليوم مع التوأم السياميين، حيث دعا وزير الصحة، إلى تسيير رحلة جوية عبر مطار صنعاء بشكل عاجل لنقل التوأم السيامي الذي ولد في مستشفى السبعين، لافتاً إلى أن حالة التوأم الحرجة تستدعي نقلا عاجلا إلى الخارج.
وبعد يوم من مطالبة وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، الأمم المتحدة للاضطلاع بدورها في نقل التوأم السيامي خارج اليمن، جاء رد منظمة الصحة العالمية ليعتذر من عدم قدرته على الوصول إلى “نتائج إيجابية” بشأن نقل حالة التوأم السياميين لتلقي العلاج في الخارج
وقال مصدر في وزارة الصحة أن منظمة الصحة لم تبد الأسباب وراء عدم قدرتها في نقلهما إلى الخارج واكتفت بالقول: “نأسف لعدم إخباركم بأي أخبار سارة” لتتفاجأ وزارة الصحة من الرد خصوصا وأنها أبدت في وقت سابق استعدادها لمساعدة الحالات المشابهة.
وبعد اعتذار منظمة الصحة العالمية، توجهت وزارة الصحة الى منظمة اليونيسف المعنية بالأطفال وطالبتها بسرعة تقديم اللازم لإنقاذ الطفلين حديثي الولادة، وجاء رد اليونيسف بأن وعدت ستبدأ بالشروع في البحث عن النقل الجوي للحالة مع المرافقين في حال الحصول على دعم للسماح بنقلهم خارج اليمن.

الصحة في مهمة لإنقاذ توأمان سياميان
وعن حالة التوأمان يؤكد وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان د. نجيب القباطي أن التوأمان الملتصقان بحاجة لنقل عاجل إلى مركز طبي متخصص لإجراء عملية الفصل.
وقال في حديثه لقناة المسيرة: لا نستطيع بسبب العدوان والحصار إجراء عملية الفصل للتوأمين أو المضي في الإجراءات الطبية السابقة واللاحقة لعملية الفصل، مؤكداً أن تحالف العدوان يمنع منذ 6 سنوات إدخال المعدات الطبية المتطورة ونعجز عن استقدام الكوادر الطبية بسبب الحصار والعدوان.
وأضاف: إغلاق مطار صنعاء يمثل العقبة الكبرى أمام نقل التوأمين إلى مركز طبي متخصص للمباشرة بعملية فصلهما
من جانبها أوضحت مديرة مستشفى السبعين للأمومة والطفولة د.ماجدة الخطيب أن 72 ساعة مرت على التوأم السياميين دون أن يكون هناك تجاوب من المجتمع الدولي.
وقامت إدارة المستشفى بنقل التوأمان الى مستشفى خاص للرنين المغناطيسي، مؤكدة أنهما يشتركان في الكبد وهذا مدعاة للتفاؤل إذا تم فصلهما في الوقت المناسب، لافتة الى أن تأخير عملية الفصل تعرض حياتهما للخطر

وفاة 100 ألف طفل حديثي الولادة سنويا
ويؤدي الحصار المفروض على اليمن الى وفاة 100 ألف طفل حديثي الولادة سنويا وبمعدل 6 أطفال كل ساعتين، ناهيك عن موت وتضرر الالاف من الأجنة الذين ما يزالون في بطون أمهاتهم وترتفع معدلات سوء التغذية لدى الأمهات بسبب الحصار.
ويؤكد الدكتور مطهر درويش رئيس اللجنة الطبية العليا أن 400 طفل مريض مسجلون على قوائم الانتظار للسفر للعلاج في الخارج، لافتاً أن قوائم مرضى الأطفال المسجلون تضم الأطفال المصابين بتشوهات قلبية وأمراض السرطان والأورام وجميعها لا تحتمل السفر برا.
وقال بهذا الصدد أن إغلاق مطار صنعاء هو بمثابة حكم بالموت على الاف المرضى المسجلين لدينا ولدى المراكز الطبية، داعيا المنظمات الدولية إلى الضغط لفتح مطار صنعاء إنسانيا بالحد الأدنى، ونحن مستعدون لنقل مرضانا دون الحاجة للأمم المتحدة.

الطفلة أميرة الزايدي.. شاهد عيان
وبالعودة الى الطفلة أميرة الزايدي فقد تقدمت السلطة المحلية بطلب لمكتب الأمم المتحدة بصنعاء للسماح لأسرة الطفلة أميرة الزايدي البالغة من العمر ثلاثة اشهر بنقلها إلى خارج الوطن للعلاج نظرا لحالتها الصحية الحرجة وفقا لقرار الأطباء في مستشفيات صنعاء.. الا أن تحالف العدوان رفض طلب الأمم المتحدة بالسماح بسفر الطفلة أميرة التي تعاني من ضعف بصمامات القلب جراء القنابل العنقودية والغازات السامة التي ألقاها العدوان على مديرية صرواح.
ومع مرور الوقت فارقت أميرة الحياة لتكون شاهد حي على بشاعة العدوان الأمريكي السعودي، وتواطؤ المجتمع الدولي الذي رفض اتخاذ اي اجراء ، ما اثار ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل.

المجتمع الدولي عنوان التمييز
ومن خلال الحالتين يتضح أن المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة لا تتعامل بأي مسؤولية مع القضايا الحقيقية، كما اعتادت دائما الى الانحياز لصالح الاطراف التي ستستفيد منها، ولا نعني هنا طرف العدوان فقط وانما حتى في ابسط الاشياء، ففي مايو الماضي على سبيل المثال ارسلت الأمم المتحدة طائرة خاصة لنقل احد العاملين في المنظمة الدولية باليمن بعد تعرضه لوعكه صحية ، وقامت بنقل سائق ليزا غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن سالم محمد الشيخ ، فيما ينتظر الآلاف من اليمنيين المصابين بامراض مزمنة غير قادرين على الخروج من اليمن لتلقي العلاج.
وبعدها بشهرين قامت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة التي تعد من أكبر المنظمات الدولية المهتمة بقضايا الطفولة، بإرسال طائرة خاصة لنقل طفلة تابعة لأحدى الموظفات الأمميات في الوقت الذي رفضت فيه إجلاء سبعة أطفال مصابين بأمراض أشد فتكاً ضمن الطائرة الخاصة التي وصلت الى مطار صنعاء الدولي.
وجاءت تلك القضية ضمن مذكرات رسمية وجهتها وزارة الصحة إلى منسقة الشئون الإنسانية، أعربت فيها عن أملها في أن يتم نقل الحالات السبع الطارئة جداً، إلى جانب الطفلة التي تم إرسال طائرة خاصة لأجلها، غير أن اليونيسيف رفضت طلب الوزارة وهددت بوقف أنشطتها في اليمن إن أصرت على نقل الأطفال السبعة إلى الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com