كتابات

خيانة للثورة ولدماء الشهداء.. إنتخابات فبراير القادمة

ليس هناك ثمة ما يستدعي إجراء إنتخابات رئاسية أو حتى إستفتاء طالما وأن المرشح واحد أوحد ومتفق عليه سلفا?ٍ كمرشح وحيد من قبل كل الأطراف في العملية السياسية المرتبطة بالأجندات الخارجية بما ينتهك المادة 108 من الدستور اليمني الحالي الذي لا يجيز خوض أي إنتخابات إلا بمرشحين أثنين على الأقل. هذا النص الدستوري لم ي?ْلغ?ى بعد ومايزال العمل به ساريا?ٍ رغم قرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي وضع اليمن تحت الوصاية الدولية في سياق المؤامرة الخليجية.

السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أثنت على الدستور اليمني وأعطته حقه من الإطراء حين تعلق الأمر بدعم صالح عندما لجأ لصندوق الإقتراع كحل لإنهاء فترته الرئاسية. هذا إذا أراد البعض أن يحتكم لشهادات الخارج الذي يكيل بألف مكيال بحسب ما تقتضيه حاجته ? بينما يصبح هذا المكيال ناقصا?ٍ وغير ذي بال عندما تكون الحاجة وطنية خالصة ? فضلا?ٍ عن انه بالإمكان تعيين عبدربه منصور هادي رئيسا?ٍ لفترة إنتقالية قادمة كما تم تعيين باسندوة رئيسا?ٍ للوزراء دون الحاجة للقيام بهذا العبث الإنتخابي “وكفى الله شر المؤمنين القتال” خاصة?ٍ إذا تعلق الأمر حصريا?ٍ بتنصيب شخصية بعينها لأسباب متعددة يعرفها الراسخون بالسياسة دون أن تكون هناك أهداف أخرى مطلوب تحقيقها بذريعة تنصيب الرئيس هادي إلا إذا كان الإصرارعلى إجراء إنتخابات شكلية من شأنها تحقيق الأهداف التالي:-

1- سرقة الثورة ونقل شرعيتها وإستحقاقاتها لقوى الخارج الم?ْم?ِث?لة للمبادرة الخليجية.

2- منح المبادرة الخليجية صك الإعتراف الكامل بشرعيتها من قبل الشعب من خلال ذهابه إلى صناديق الإقتراع لإنتخاب عبدربه منصور تنفيذا?ٍ لنص من نصوصها.

3- تأمين الموافقة الضمنية على القبول بالحصانة الممنوحة للرئيس ومساعديه.

4- شرعنة تشكيل حكومة الوفاق الوطني وكل ما سيصدر عنها من قرارات مصيرية ومخرجات وتبعات وتداعيات مستقبلية.

5- الموافقة على بقية بنود وفقرات المبادرة الخليجية اللاحقة بما في ذلك صيغة الدستور اليمني القادم.

إذا?ٍ نحن أمام تنفيذ أهم وأخطر الفقرات من سلسلة المؤامرة الخليجية على اليمن التي تستدعي موافقة الشعب اليمني على حين غرة عن طريق إثبات مشاركته في مسرحية الإنتخابات القادمة ولو بشكل رمزي ? المهم إعطاء الصبغة القانونية والشرعية للحدث.

من هذا المنطلق فإن مجرد المقاطعة السلبية لهذه الإنتخابات غير كاف بل أنه من الواجب الوطني والثوري على كل اليمنيين لاسميا مكونات الثورة الشبابية والشعبية اليمنية منع حدوث هذه المهزلة بالكامل لأن مجرد إنتشار مراكز الإقتراع على الساحة اليمنية وتركها لحالها سيتم تسجيل وقوع الحدث وهي الإنتخابات التي من خلالها سيتم فبركة وتزوير النتائج وتقديمها للعالم بالصوت والصورة المدبلجة بأنها قد حدثت بالفعل وبالتالي نكون قد وضعنا اليمن مجددا?ٍ تحت الوصاية الخليجية والدولية بإرادتنا نحن التي تم تزويرها على مرأى ومسمع منا جميعا?ٍ. لذلك فإن من يقوم بهذه المسرحية أو يساعد عليها يرتكب خيانة عظمى ضد الثورة ودماء الشهداء ? فإن كانت الإصوات المنادية لضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية المبكرة الشهر الجاري تعلم بهذه المؤامرة الخبيثة فهي مصيبة وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم!! وللموضوع بقية.

bassethubaishi@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com