كتابات

إذا أحببت 2011… فستعشق 2012!

بعد أي?ام? تنتهي السنة 2011. كانت سنة مفصلية شهدت سقوط حسني مبارك ومقتل معم?ر القذافي واغتيال اسامة بن لادن. كذلك? بدأت عملية سياسية في اليمن يفترض أن تنتهي بانتقال سلمي للسلطة في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر. ولكن? على الرغم من كل الأحداث التي شهدتها 2011 والتي بدأت بتخلي الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة ولجوئه إلى السعودية? فإن? من أحب السنة التي تقترب من نهايتها? سيعشق من دون شك? السنة 2012. إنها سنة الانقلاب الكبير الذي ستشهده المنطقة كل?ها في ضوء الانسحاب الأميركي من العراق. ستظهر بوضوح في السنة 2012 النتائج الحقيقية التي ستترتب على انهيار العراق بصفة كونه إحدى ركائز النظام الإقليمي الذي قام عليه الشرق الأوسط بعد انهيار الدولة العثمانية.
ما شهدناه حتى الآن من ثورات ليس سوى تمهيد للتغيير الكبير الذي سيشهده الشرق الأوسط في السنة 2012? السنة المتوقعة لسقوط النظام السوري المرتبط عضويا بحال التخلف التي يعاني منها العرب. لم يعد أمام النظام السوري الذي دخل في مواجهة مع شعبه سوى رهان واحد. يتمثل هذا الرهان في وضع النظام الإيراني يده على العراق بعد الانسحاب العسكري الأميركي منه أواخر السنة الجارية? أي في غضون أقل? من ثلاثة أسابيع. بكلام أوضح? لم يعد أمام النظام السوري من خيار سوى أن يكون مرتبطا مباشرة بالنظام الإيراني عن طريق العراق. هل يتحو?ل العراق مستعمرة إيرانية أم لا بعد الانسحاب العسكري الأميركي القريب?
لم يتمكن العرب من الخروج من تخلفهم منذ عجزوا في العام 1947 عن فهم معنى قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة. لم يفهموا أن عليهم التعايش مع موازين القوى الإقليمية والدولية ومحاولة التعاطي معها بإيجابية بدل الهرب إلى الشعارات? أو إلى اختلاق الأزمات في محيطها خدمة لإسرائيل أو?لا.
من يتمع?ن في ممارسات النظام السوري في السنوات الثماني والأربعين الأخيرة? أي منذ وصول «حزب البعث» إلى السلطة? يجد أن هذا النظام جعل سورية في خصام مستمر مع جيرانها العرب. سعى هذا النظام إلى احتلال لبنان وإلى وضع يده على القرار الفلسطيني. ضغط بشكل يومي على الأردن من أجل ألا ترتاح أبدا. كان خصما لدودا للعراق? حتى في أيام «البعث» العائلي? أي?ام صد?ام حسين. لم يصلح علاقاته مع تركيا إلا? بعد تهديد علني صدر عن الأخيرة باجتياح الأراضي السورية إذا لم يتوقف دعم دمشق لأكراد عبدالله اوجلان. نتيجة التهديدات التركية? لم يكتف النظام السوري بالتخلي عن لواء الاسكندرون? «اللواء السليب» الذي كان يطالب دائما به? بل تخل?ص من اوجلان نفسه وسل?مه بطريقة مباشرة إلى السلطات التركية.
منذ العام 1973? لم تكن هناك سوى جبهة سورية واحدة ساكنة ساكتة هي جبهة هضبة الجولان? وهي أراض سورية محتلة. تكرس الهدوء على جبهة الجولان في العام 1974 لدى توقيع اتفاق فصل القو?ات بوساطة «العزيز» هنري كيسينجر وزير الخارجية الاميركي وقتذاك. منذ 1974? لم يترك النظام السوري مناسبة إلا? وسعى فيها إلى إضعاف الفلسطينيين وتأليب المجتمع الدولي عليهم. أكثر من ذلك? لم يتردد في استخدام المنظمات الفلسطينية في كل? ما من شأنه خدمة مشروع ضرب الاستقرار والازدهار والعيش المشترك في لبنان. إلى الآن? لا تزال هناك قواعد لمجموعات فلسطينية تابعة للأجهزة السورية داخل الأراضي اللبنانية وذلك بهدف واحد هو الإساءة إلى لبنان واللبنانيين… والقضية الفلسطينية في طبيعة الحال!
هل يستطيع النظام السوري كسب رهانه على إيران? في حال تبين أن إيران قوة صاعدة في المنطقة? يمكن أن يكون هذا الرهان في محل?ه. لكن? هناك عاملين يجعلان من هذا الرهان شبه مستحيل. الأول أن إيران ليست قوة صاعدة في المنطقة. ليس لدى إيران ما تقد?مه باستثناء إثارة الغرائز المذهبية أكان ذلك في العراق? أو لبنان? أو البحرين? وحتى في السعودية? والكويت? وصولا إلى مصر? والسودان? ودول عربية أخرى. وفي ما يتعل?ق بدولة الإمارات العربية المتحدة? فإن? إيران قوة احتلال بسبب قضية الجزر الثلاث العالقة منذ العام 1971. الأهم من ذلك? أن ليس لدى إيران ما تقد?مه إلى شعبها. يزداد الفقر يوميا في إيران. تزداد عزلة إيران الدولية ويزداد الخوف العربي منها. الشعب الإيراني في نهاية المطاف متعل?ق بثقافة الحياة بديلا من ثقافة الموت التي يحاول إيرانيو النظام فرضها حيثما وصلت يدهم.
أما العامل الآخر الذي يجعل النظام السوري يراهن على وهم أكثر من أي شيء آخر? فهو عائد إلى أن? مشكلة النظام هي مع الشعب السوري أو?لا. الشعب السوري اتخذ قراره وليس ما يشير إلى أن هناك عودة عن هذا القرار. الشعب السوري يريد تغييرا جذريا والعيش في بلد طبيعي بديلا من حال الطوارئ التي لا تخدم سوى الرغبة في استعباد المواطن إلى ما لا نهاية.
كانت إيران شريكا في الحرب الأميركية على العراق. كانت الدولة الإقليمية الوحيدة التي أي?دت الحرب من دون تحف?ظ. لم تتردد في تأييد كل القرارات والخطوات الأميركية التي صب?ت في تمزيق العراق بدءا ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com