عربي ودولي

الكيان الإسرائيلي يطلب تعويضات لمهجريه والفقر ينهش أطفاله

شهارة نت - تحليل

 

يحاول كيان العدو إعادة زرع الثقة بينه وبين المهجرين الذين وفدوا إلى أرض الكيان الصهيوني بعد طردهم من البلاد العربية ومن إيران أيضاً، وذلك على وقع قيام ما يسمى الدولة اليهودية في 1948.
وقد رأى الكيان الغاشم أن أكثر من 865 ألف يهودي، تركوا قبل مجيئهم أموالاً طائلة تبلغ قيمتها 250 مليار دولار أمريكي، وذلك بعد إحصائيات ذكرتها القنوات “الإسرائيلية” قبل أيام، وذلك استباقاً لمحادثات السلام التي من المزمع أن تعلن عنها إدارة دونالد ترامب قريبا لإيجاد تسوية نهائية للقضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي حسب تعبيرهم.
حيث ذكرت التقارير عن نية الكيان بالتقدم بطلب رسمي لسبع دول أقام بها اليهود لزمن وهي تونس، ليبيا، مصر والمغرب والعراق وسوريا واليمن إلى جانب إيران، ومطالبتهم بمبالغ طائلة تعويضاً لهم.
ليس بالغريب على “إسرائيل” أن تلجأ إلى التعويضات العربية والأجنبية بعد أن بدأ الفقر يأكل البنية الداخلية لها، حيث أظهرت نتائج التقرير السنوي للمجلس الوطني الإسرائيلي لسلامة الطفل إلى أن الأطفال “الإسرائيليين” يعيشون تحت خط الفقر داخل أراضي الكيان الصهيوني.
كما أظهرت النتائج بالأرقام أن العدد قد بلغ 860,865 ألف طفلاً، ما يقارب نسبته 30 بالمئة من أطفال الكيان، أي أن واحدا من بين كل خمسة أطفال يهود يعيش ضمن دائرة الفقر، فيما كل طفلين من الوسط العربي من أصل ثلاثة أطفال، يواجهان الفقر والفاقة حيث تبلغ نسبة الأطفال العرب الفقراء 60%”. .
من الطبيعي أن يصل الحال “الإسرائيلي” الداخلي إلى هذا الحد من الفقر حيث أظهرت العديد من الدراسات ” الإسرائيلية” أن الاقتصاد الإسرائيلي نمى بأبطأ وتيرة له خلال أخر ثلاث سنوات، وحقق أدنى مردودٍ له مقارنة مع الأعوام السابقة نتيجة لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
لا ننسى أن الاحتجاجات الشعبية حيال الغلاء المعيشي في “إسرائيل” والتي بدأت منذ عام 2015 لعبت عاملاً أساسياً في تزايد الفاقة والفقر وتراجع اقتصاد الكيان الذي صب جلّ اهتمامه على دعم الإرهاب في معمعة ما يسمى “الربيع العربي” في الآونة السابقة.
كما أن توالي الحماقات السياسية التي ارتكبتها “إسرائيل” أضعف تواجدها على الساحة السياسية، وأضعف علاقاتها مع الدول الكبرى التي كانت أحد داعميها في السابق، وأضعف إمكانياتها العسكرية على حد سواء بالتزامن مع تطور القدرات العسكرية في المحيط المتاخم لها، مما يجعلها في حالة تحسب دائم قبل أي اعتداء تنوي القيام به.
شبح “إسرائيل” الكبير قد مات مع خيبات العدو بهزيمة المقاومة منذ سنوات وباتت اليوم تعيش على أمل الدعم الأمريكي فقط، إلا أنها لم تعد قادراً على التحكم بالقرارات أو بمصير الشعوب كالسابق، فإسرائيل هذه التي تطالب الدول العربية بالتعويضات، عليها أولاً أن تدفع أضعافاً مضاعفة تعويضاً للفلسطينيين الذين هجرتهم وأخذت أرضهم وخيراتها ناهيك عن تعويضات لن تكون كفيلة بحجم الويلات التي خلفتها حروبها وجرائمها والمجازر التي ارتكبتها بحق الإنسانية وحق الفلسطينيين عبر التاريخ فهي تحفل بسجل دموي لا يمكنها إخفاؤه أو محيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com