عربي ودولي

عطر “الثورة” يفوح في باريس

شهارة نت - باريس

 

ودعت باريس صباحها الهادئ منذ ثلاثة أسابيع، واندلعت في شوارع باريس رائحة البارود واحتراق النفايات و قنابل الغاز المسيل للدموع ، بعد أن كانت تفوح عطراً فرنساً يغري الذوق العام في كل بلاد العالم، وذلك تمرداً على غلاء المعيشة وزيادة أسعار الوقود.
حيث احتدمت امس السبت، احتجاجات “السترات الصفراء” وسط باريس، وقام المتظاهرون بقطع الطرق المؤدية إلى شارع الإليزيه وسط باريس.
السلطات الفرنسية كانت قد حشدت الآلاف من عناصرها الإضافيين في باريس تزامنا مع ثالث مظاهرة شعبية ضخمة يجري تنظيمها خلال ثلاثة أسابيع، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولو الأمن من تجدد أعمال العنف، وحذروا من تسلل مجموعات صغيرة تسعى للاشتباك مع قوات الأمن وتحدي سلطة الدول،. وتفشي حالة من الفلتان الأمني.
وقد استخدمت السلطات الفرنسية خلال تفريقها الأعداد الغفيرة من المتظاهرين الغاز المسيل للدموع ما زاد من احتدام الموقف، كما أن الوضع الحذر فرض على إدارة النقل إغلاق 7 محطات لمترو الأنفاق تحسبا للاحتجاجات العنيفة التي من شأنها تخليف كثير من الخراب في الممتلكات العامة .
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتربع في قمة العشرين حاليا في الأرجنتين للمشاركة في الأعمال المنعقدة هناك ، صرح في وقت سابق أنه يود الانصياع للمطالب الشعبية دون تغيير سياسته في هذا المجال، كما توعد بزيادة النفقات على موارد الطاقة وبتخفيض حصة الطاقة الذرية بمقدار 50% بحلول عام 2035.
حالياً تحاول السلطات الفرنسية لملمة الأوضاع التي وصلت باريس اليها وتخوفات من الاستمرار بالاحتجاجات التي من المؤكد ستزيد أعداد الضحايا، فيما لا يشير الوضع من قبل المتظاهرين بأي تهدئة، وربما لم يعد الأمر متعلقاً بغلاء المعيشة أو الأسعار، إنما عنف النظام الفرنسي جر عنفاُ مماثلاً من الشعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com