كتابات

العقيدة القتالية في المشهد اليمني!!!

تمثل العقيدة القتالية محورا?ٍ مهما?ٍ في الإستراتيجية العسكرية لأي تشكيلات عسكرية أو حتى مليشيات ? بمعنى أن المقاتل الأصل فيه أنه يقدم أغلى مايملك (حياته) ثمنا?ٍ لقيمة معينة أسماها الدفاع عن الدين والوطن ? وتحت عنواني الدين والوطن تأتي تفاصيل كثيرة تركز عليها استراتيجيات التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والأمن أو التنظيمات والحركات والمجموعات المسلحة ? وذلك بهدف إقناع منتسبيها بالأهداف التي يقبلون بدفع أرواحهم فداء?ٍ لأجلها.
إن المتابع للمشهد الأمني في الجمهورية اليمنية ? وخاصة بعد أحداث جمعة الكرامة بساحة التغيير بصنعاء ? يجد أن إشكالية برزت بشكل ملفت للنظر تمثلت بتقسيم الجيش اليمني بين طرفين الأول يدار من قبل الأقارب المباشرين للرئيس صالح ويشمل بشكل رئيسي قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي وبعض المكونات الأخرى والمليشيات التي تدار من قبل موالين لتلك القيادات ? وهؤلاء يؤكدون على أنهم يدافعون عن الشرعية الدستورية ? أما الطرف الثاني يدار بشكل مباشر من اللواء علي محسن صالح الذي تشير وسائل الإعلام إلى أنه أخ غير شقيق للرئيس صالح ? بينما تشير بعض التقارير إلى أن ذلك غير صحيح ? وتشكل الفرقة الأولى مدرع قواته الأساسية ? ويتلقى دعم من عدة مناطق عسكرية يضاف إليهم المنضمين من بعض المعسكرات الموالية لصالح والذين أعلنوا تأييدهم لثورة الشباب السلمية الشعبية ? وأيضا?ٍ بعض المسلحين القبليين وخاصة المواليين لأسرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أو المسلحين القبليين في بعض المناطق الأخرى مثل نهم وأرحب والحيمتين وتعز وريمة ومناطق أخرى ? ثم هناك جماعات مسلحة أخرى في أبين وصعدة والجوف ومأرب وشبوة والضالع وغيرها ولكل جماعة أهدافها السياسية والعسكرية ? وهؤلاء جميعا?ٍ يرون أن اسقاط سلطة عائلة صالح مطلب شعبي تمليه المصلحة الوطنية ? كونها أصبحت سلطة عائلية لاتمثل طموحات الشعب اليمني ? بل مجموعة من المتنفذين تحتكر السلطة والثروة والقوة ? وذلك ي?ْسقط الشرعية الدستورية للسلطة القائمة ? ولذلك التصور أثره الكبير في تكوين العقيدة القتالية للقوات الموالية لثورة الشباب الشعبية السلمية.
إن الإشكالية التي تعانيها اليمن اليوم تتركز حول العقيدة القتالية لكل هذه المكونات ? بمعنى هل المقاتل في التشكيلات العسكرية النظامية أو المليشيات المسلحة لديه القناعة لماذا ي?ْقاتل أو ي?ْقتل ? إن الأصل في ديننا الإسلامي أولا?ٍ يؤكد على حرمة دم المسلم وماله وعرضه ? وعلى المستوى الوطني إن الجيوش تنشأ لحماية الشعوب ومنجزاتها لا تدميرها .
إن المقاتل اليمني في الجيش النظامي أو حتى المليشيات المسلحة اليوم في وضع لايحسد عليه ? هل هو مقتنع بشكل كلي بطبيعة المعركة التي يخوضها ? وهل لديه قناعة عسكرية بأنه في مواجهة خصم حقيقي يهدد أمن الوطن ? أم أن لديه إحساس أنه أستدرج للدفاع عن رغبات سياسية ليس طرفا?ٍ فيها ? هذا الشعور والإحساس لايستطيع أحد الإجابة عليه سوى أولئك المقاتلين ? إن المقاتل لايمكن أن يكون فاعلا?ٍ في أي مواجهة عسكرية إلا??ِ إذا كانت لديه عقيدة قتالية بصواب ما يقوم به ? ومن ثم لو امتلك أي طرف سياسي أي قوة ضاربة مهما كان حجمها فإنها لن تكون معيارا?ٍ للنجاح ? بل يمكن أن يصبح المجند سببا?ٍ لإستنزاف تلك القوة من خلال استغلالها لمصالحه الشخصية ? والتجربة الليبية أكدت أن الترسانة العسكرية لكتائب القذافي لم تصمد طويلا?ٍ? ونعتقد بشكل يقيني أن من يحاول تفجير الأوضاع العسكرية معتمدا?ٍ على قدراته العسكرية المادية سيبؤ بالفشل ? وذلك ليس استنتاجا?ٍ جديدا?ٍ بل استحضارا?ٍ لدروس التاريخ .
أخيرا?ٍ نرجوا من الذين يسعون لحسم المأزق اليمني عسكريا?ٍ ? أن يفكروا كثيرا?ٍ ? لأن من يشعل الحرب لايمكن أن يوقفها ? وليست النتائج دائما?ٍ مضمونة خاصة في مواجهة الإرادة الشعبية ? نرجوه تعالى أن يدفع عن وطننا الأشرار تجار الحروب ? وأن يحفظ اليمن وأهله من كل مكروه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com