كتابات

ما حقيقة الدور الذي لعبه اللواء/علي محسن في اغتيال العولقي ?

حرص الأمريكيون عند إعلانهم لخبر اغتيال المتشدد الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي صباح يوم الجمعة الماضية في منطقة ما بين محافظتي مأرب والجوف بغارة شنتها طائرة بدون طيار نفذتها المخابرات الأمريكية حسب ما ذكره مسئول أمريكي لوكالة رويترز يوم 30/9 ? حرصوا على إبراز أهمية هذا الحدث باعتباره ضربة قوية وجهوها لتنظيم القاعدة الأم ولأكثر فروعه خطورة وتهديدا?ٍ للأمن الأمريكي والغربي عموما?ٍ ? كون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان هو الأكثر نشاطا?ٍ في السنوات الأخيرة عن بقية فروع القاعدة في العالم ? وكان العولقي هو المسئول عن عمليات منها : محاولة النيجيري عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية فوق مدينة ديترويت عشية عيد الميلاد ? وكذا دوره في قضية الأمريكي من أصل فلسطيني الميجور نضال حسن ? الذي قتل (9) عسكريين أمريكيين وجرح آخرين في قاعدة فورت هود أكبر قاعدة عسكرية داخل الولايات المتحدة وغيرها من العمليات.
ونظرا?ٍ لأن العولقي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويعتمد أساسا?ٍ على شبكة الإنترنت لتحريض المسلمين في الولايات المتحدة والدول الغربية ضد الغرب ومحاولة تجنيدهم ? الأمر الذي أصبح معه العولقي على قائمة المطلوبين أمريكيا?ٍ بل أنه أصبح عقب محاولة تفجير الطائرة الأمريكية أكثر أهمية من زعيم تنظيم القاعدة السابق بن لادن ? وهو ما يفسر اهتمام الرئيس الأمريكي في الحديث عن اغتيال العولقي وأهمية هذا الإنتصار في الحرب على الإرهاب خلال خطابه يوم 30/9 بعد ساعات من تنفيذ عملية الإغتيال.
• كما هي عادتهم بعد كل ضربة يتم توجيهها لفرع القاعدة في اليمن ? حرص الأمريكيون على الإشادة بتعاون ودور الحكومة اليمنية في تلك الضربة ? بيد أن الموقف الأمريكي كان مختلفا?ٍ إلى حد ما مع الموقف المعلن بعد كل ضربة وجهت للقاعدة في السنوات الأخيرة في بلادنا وكما يلي :
1. تبني الأمريكيون بشكل واضح وصريح لعملية اغتيال العولقي بطائرة بدون طيار حسب ما ذكره مسئول أمريكي صراحة لوكالة رويترز في تقريرها يوم الجمعة 30/9 ولقناة الحرة يوم 1/10 مع التأكيد على أن وزارة العدل الأمريكية صادقت على تنفيذ العملية? كما أن كلام الرئيس أوباما أو غيره من كبار المسئولين الأمريكيين يظهر ذلك بجلاء ? في حين كان الأمريكيين في الضربات السابقة التي وجهت للقاعدة ــ كتلك التي وقعت في منطقة المعجلة بأبين العام الماضي ــ حريصين على عدم الإدلاء بأي معلومات عن طبيعة دورهم في تلك العملية لتجنب إحراج الحكومة اليمنية أمام شعبها ? في حين كانت وزارة الدفاع اليمنية تعلن أن تلك العمليات نفذت بأيادي يمنية وبدعم لوجيستي من الأمريكيين ? وبحسب ما كشفته إحدى الوثائق الأمريكية السرية التي سربها موقع ويكيليكس نهاية العام الماضي حول حديث الرئيس صالح لمسئول أمريكي كبير بأن أحد بنود التفاهم بين صنعاء وواشنطن في مكافحة الإرهاب تقوم على قيام الأمريكيين بتنفيذ هجمات ضد مواقع وقيادات القاعدة في حين تعلن صنعاء أنها من قامت بتنفيذ تلك الغارات ? المهم في الأمر أن الأمريكيين خالفوا خلال تبنيهم اغتيال العولقي لجوهر التفاهم القائم مع الحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب.
2. كان الأمر الآخر اللافت في الموقف الأمريكي إعلان البيت الأبيض بعد ساعات من عملية اغتيال العولقي على لسان جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض مساء يوم 30/9 والذي قال أن الولايات المتحدة تعتقد أنه يجب على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بدء نقل السلطة فورا?ٍ ? وأن هذا الموقف لم يتغير بعد مقتل المتشدد أنور العولقي ? ومن ثم من الصعوبة الإعتقاد بإقدام الرئيس صالح على تقديم صيد ثمين للأمريكيين دون مقابل ? وهو يدرك صعوبة أن يعلن الأمريكيين في هذا الوقت بالذات تقديم دعمهم الكامل له ? بمعنى إستحالة أن يقدم الرئيس ثلاثة من أبرز القيادات الإرهابية المطلوبة للأمريكيين (العولقي ــ سمير خان ــ وسعيد الشهري) دون أن يكون متأكدا?ٍ من حصوله على مقابل موازي لذلك.
3. من المعروف عن نظام الرئيس صالح عدم استخدامه لكل أوراقه أو إحراقها في مرة واحدة ? حيث يحرص على استخدام أوراقه على مراحل وبصورة ذكية ? وهو ما يتعارض مع ما حدث في توقيت اغتيال العولقي ? حيث جاءت بعد يوم من بيان جمعية علماء اليمن ? الذي وجه ضربة مؤلمة للمعارضة ظهر من خلال ردود فعلها الهيستيرية على البيان ? كما أنه جاء بعد أكثر من أسبوعين من طرد القوات المسلحة لعناصر القاعدة من معظم مناطق مدينة زنجبار عاصمة أبين ? ومن ثم فإن هاتين الورقتين كانتا كافيتين بحسب سياسة الرئيس صالح المعروفة لاستخدامها في مناوراته مع المعارضة والأمريكيين ? ومن ثم من الصعوبة الإعتقاد بأن الرئيس صالح سيلجأ إلى استخدام ورقة شديدة الأهمية كورقة العولقي في هذه الفترة.
4. يظهر بجلاء أن من اختار توقيت تنفيذ عملية اغتيال العولقي ? كان أحد أهدافه الرئيسية إظهار العملية وكأنها ثمن أو مقابل مغري قدمه الرئيس صالح للأمريكيين لضمان مواصلة دعم إدارة الرئيس أوباما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com