كتابات

لحظة?ِ شعرت?ْ بالأمان

منذ مطلع هذا الأسبوع وعلى طول الطريق الممتد من منزلي بحي النهضة وحتى جولة سبأ وأنا أشعر بالأمان وأحس بالطمأنينة .

وعند تناولي مع بعض الزملاء طعام الإفطار بإحدى البوفيهات الواقعة في ناصية الجولة ونظري يجول ذات اليمين وذات الشمال مستشعرا?ٍ الراحة والهدوء والطمأنينة وفي قرارة نفسي أمان افتقدناه منذ شهور .

وبعد هذا الإسهاب يتساءل البعض ويحق التساؤل :

· أي? أمان?ُ تتحدث عنه ونحن نعيش كابوسا?ٍ مرعبا?ٍ ي?ْصر على البقاء كاتما?ٍ ل?ن?ِف?ِس?ن?ِا جاثما?ٍ على صدورنا ?

· ألسنا نعيش مرحلة استثنائية في تاريخنا المعاصر حيث تسعة شهور أخذت راحتنا وأقض??ِت مضاجعنا وفي النصف الأخير منها سلبت أمننا وأماننا ?

صباح مساء والخوف والرعب يملآن شوارعنا وحاراتنا وينهشان سكينتنا ويقتحمان بيوتنا ومقار أعمالنا .

تتحدث عن لحظة أمان وليس في صنعاء من يشعر بالأمان منذ اندلاع حرب الحصبة وما تلاها هنا وهناك !!!

ليست صنعاء وحدها حالة فريدة فعلى شاكلتها الجوف وعدن وتعز وأبين و .. و..تعيش نفس الحالة وتمر بذات الأنين المرير وتتشارك الأحزان والأتراح والمعاناة وقد طاب لنا تسمية العام 2011م عام الخوف والمعاناة في تاريخنا الحديث .

أتوقف قليلا?ٍ لأجيب عن تساؤلات القوم مبينا?ٍ اللحظة التي شعرت فيها بالأمان قائلا?ٍ :

على طول الخط الممتد من دارتي – كما يقول الإخوة أهل الشام – وحتى جولة سبأ وعيناي تتمتعان بأسراب الطلاب والأطفال من الجنسين بأزيائهم المختلفة وهم في طريقهم إلى المدارس برباطة جأش وشجاعة وبراءة ويقين وكأن الله عز وجل قد ملأ قلوبهم سكينة وثقة , يتجاوزون الثكنات العسكرية والتحصينات والمتاريس ونقاط التفتيش والأليات الحربية والمسلحين وكأن لا شيئ يثير الخوف .

وأثناء تناولي مع بعض الزملاء طعام الإفطار ن?ْمت??ع أنظارنا بأسراب الأطفال جماعات وأفرادا?ٍ تتجاوزنا بخطى?ٍ ثابتة .

نرى الإبتسامات تكسو وجوههم , يتمازحون , يلهون , يمرحون فتزداد لحظات الشعور بالأمان والطمأنينة – معذرة لهذه الجملة المعترضة التي هي عبارة عن سؤال داهمني لحظة الكتابة : هذه مشاعري فهل تشعرون بما أشعر ? – فأخاطب أعماق نفسي :

الله …. ما أجمل هذه اللحظات وما أروع هذا الشعور .

يااااااااه – كما يقول الإخوة المصريون – كم ح?ْرمنا من هذه اللحظة ومن هذه الإبتسامات ?!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com