اراء وتحليلات

قصتي بين خيام ساحة الاعتصام..

لماذا أصبحت أحزاب المشترك المعارضة مسيرة لا مخيرة? وما فائدتها من
جعلها كذلك? ولماذا قبلت ان تصبح لا حول لها ولا قوة? وماذا هي ردة فعل
عناصرها? والى اين ستحمل سفنها الرياح العاتية التي هبت من قعر دارها…?
ومن هو الذي كان ينتظره الشباب امام فندق مرسيليا? وهو هو مقيم في
الفندق?!!
تساؤلات عدة تطرح نفسها? تبحث عن إجابة شافية من قبل قيادات أحزاب
المشترك التي رفضت ان تقابل المبعوث الدولي جمال بن عمر? والمبعوث
الإقليمي عبداللطيف الزياني? ومحاولة وضع النقاط على الحروف لإخراج اليمن
والشعب اليمني من عنق زجاجة الأزمة السياسية الراهنة? الجاثمة فوق صدر
الوطن? ملحقة به أضرارا اقتصادية ونفسية ومادية..
رفض أهوج? واستقبال لا أخلاقي هو ذاك الذي استقبل به المبعوثين الدولي
والإقليمي من قبل أحزاب اللقاء المشترك? التي تلقت توجيهات بالرفض من
“كبيرهم” الذي لا يؤمن بوجودهم ككيان سياسي بقدر ما يستخدمهم كسلم للصعود
الى قمة غايته? وهو ما جعلهم مسيرين? لا مخيرين? مكرهين على ما يقومون
به? كل ما يستطيعون قوله لـ”كبيرهم” هو “سمعا وطاعة”..
ان ما قامت به أحزاب المشترك يؤكد انها أصبحت غير قادرة على مواصلة
المشاركة في العملية السياسية في اليمن? وهو الأمر الذي يشير الى ان
الوطن يجر الى الهاوية? نتيجة سلطوية أشخاص في المعارضة لا اكثر? كون تلك
الأحزاب أصبحت قاب قوسين او ادنى من انتهاء تاريخ صلاحيتها? وان تلك
الصلاحية التي أوشكت على الانتهاء لم تعد موجودة إلا على الأوراق
والمستندات والوثائق الحزبية لا أكثر..

دوي صواريخ “اللو”
اشتباكات دامية دارت في جولة كنتاكي الكائنة في شارع الزبيري بالعاصمة
صنعاء خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين?كانت أسبابها إصدار توجيهات
من قيادة الفرقة بالتنسيق مع حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين فرع اليمن”
للمعتصمين في حي الجامعة بالزحف نحو جولة كنتاكي? واحتلال المستشفى
الجمهوري? هذا بالنسبة للمجموعة الأولى من المعتصمين? بينما كلفت
المجموعة الثانية بالزحف نحو جولة عصر واحتلالها? والمجموعة الثالثة كلفت
بالسيطرة على منطقة القاع التي يوجد بها مبنى امانة العاصمة وسلاح
المهندسين وغيرها من المرافق الحكومية الهامة..
هذه التوجيهات وهذا المخطط كان سببا لرفض احزاب المشترك اية وساطة محلية
او عربية او دولية? كونها تنم عن نوايا مخطط حربي لا يتخلله سوى ازيز
الرصاص ودوي صواريخ “اللو” التي تحدثت عن حضورها بأصواتها المدوية في
الأحياء?مع معزوفات طلقات أعيرة القناصة النارية التي كانت تتساقط كالمطر
من كل مبنى في تلك المنطقة..

دفع الشباب لمواجهة الدولة
اليوم الثاني لهذه الحادثة المأساوية التي سقط خلالها العديد من القتلى
والجرحى من الطرفين? كنت بنفسي متواجدا في ساحة الاعتصام التي جبتها خيمة
خيمة ومترا?ٍ مترا?ٍ بدءا من جولة “كنتاكي” التي استقبلنا بها قيادي إصلاحي
يدعى الشيخ “…..”? اصدر توجيهاته للمتواجدين في جولة “كنتاكي” بالزحف
نحو المستشفى الجمهوري الذي سبق وان قامت باحتلاله عناصر الفرقة في اليوم
السابق? التوجه الى المستشفى لمساندة عناصر الفرقة واستخدامهم كدروع
بشرية لعناصر الفرقة الأولى مدرع التي يجري بينها ذلك الحين –قبل
الظهيرة- اشتباكات مسلحة مع أفراد الأمن المركزي الأشاوس لغرض تحرير
المستشفى من قبضة الاخوانيين وعناصر الفرقة? بعدها واصلت المشي وصولا الى
امام بوابة جامعة صنعاء? وخلال ذلك كانت النداءات تتكرر عبر مكبرات الصوت
بدعوة المعتصمين للتوجه الى جولة كنتاكي الى جانب إخوانهم السابقين
والثبات هناك مهما كلف ذلك من ضحايا? وهو الأمر الذي ارعبني من مدى
الدموية التي كانت تتعامل بها تلك النداءات ونبرة الحث على تحمل
المواجهات وتسخير انفسهم دروعا?ٍ بشرية لمقاتلي حزب الإصلاح وعناصر
الفرقة..
حاولت ان استجمع قواي واحدث نفسي لعلها حالة الخوف على زملائهم في الفرقة
الأولى مدرع وحزب الإصلاح الذين تدور بينهم مواجهات مسلحة مع أفراد الأمن
المركزي في منطقة القاع والمستشفى الجمهوري? إلا ان النداءات التي تلت
ذلك كانت اشد فتكا حينما يدوي صوت في ساحة الاعتصام يدعو جميع المجندين
في الساحة الى التوجه الى كتائبهم في معسكر الفرقة لاستلام أسلحتهم
والتوجه الى ساحة الحرب في منطقة القاع..

معتصمون مجندون للموت
هنا دوى ذلك النداء كالرعد وصمت أذاني منه.. وأنا اهمس في نفسي? واحدث
صديقي الذي كنت متواجدا معه حينها قائلا ” يا الهي يا … ما هذا? انه
نداء الى الحرب? هل تعلم ما تعني الحرب? هل تعلم…” قاطعني بقوله ” نعم
انها الحرب? فحزب الإصلاح وقيادة الفرقة وجدت فرصة في هؤلاء المجندين
الذي يتم مناداتهم حينما وجدت فيهم الثقة المطلقة بالاستعداد للموت?
خصوصا ان اغلبهم أما من عناصر الإصلاح او من الشباب الذين ضاقوا بالبطالة
ذرعا?ٍ”..
قلت له: ألا تخاف الله تلك العناصر التي تدفع بهم الى الموت?
أجاب: انه تحديد مصير..
وأضاف:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com