كتابات

من يصنع الفوضى ..? ولماذا تنتصر ..?!! (2)

تواصلا ما سبق تناوله بعنوان ( من يصنع الفوضى ..? ولماذا تنتصر ) فأنني وفي هذا السياق العبثي الذي نتابع فصوله منذ الغزو الأمريكي ل( العراق) ومنذ تم إسقاط نظامه ومحاكمته وبتلك الصورة الهزلية والدرامية والمأساوية الساخرة من القيم الدينية والأخلاقية والوطنية والإنسانية , ومع ذلك شاهدنا وجوه مبتسمة وحناجر تهتف للحرية وكفوف تصفق للعدالة التي منحتها القوى العسكرية الإمبريالية للشعب المغلوب على أمره.. وتوالت على أثر هذا, النوازع والرغبات من (بعض النخب العربية) في هذا القطر أوذ اك ترجوا وتأمل وتتوسل وتدعوا كل شياطين الأرض والسماء بأن تنالها المكارم الاستعمارية وأن تسمع ( واشنطن) وبقية العواصم الغربية لمزاعم هذه النخب النضالية ومساعدتها في الإطاحة بأنظمتها وتلبية رغبتها وتحقيق أهدافها وطموحها في الوصول للسلطة وإسقاط هذه الأنظمة على ذات الطريقة التي تم فيها إسقاط النظام العراقي في العام 2003م, ولا مانع لدى هؤلاء أن يدون على جباههم ( صنع في أمريكا) مع الإشارة لفترة الصلاحية ..?!!

وسمعنا في هذا الكثير من الرموز الثقافية العربية تتمنى نهاية أنظمتها وبذات الطريقة التي انتهى فيه النظام العراقي والذي انتهت بنهايته كل القيم النبيلة ..

( شخصيا) قد أكون متعاطفا مع هذا النظام العربي أو ذاك لكن الطريقة التي تم استخدامها في سبيل إسقاط هذه الأنظمة تدفعني للتقزز والتقيؤ واحتقار هذه النخب التي تجردت من كل القيم والأخلاقيات وراهنت على الغزاة الاستعماريين لتحريرها من أبناء جلدتها بزعم ( الثورة والحرية والتحرير والديمقراطية والعدالة ..!!

في هذا السياق اعترف أنني احتقرت ولا أزل احتقر وأزدري المعارضة في ( مصر) وفي ( ليبيا) و(سورية) و( اليمن) ولا أرى أن هذه النخب يمكن أن يكون لها شأن أو دور في صناعة مستقبل أوطانها وشعوبها بقدر ما يختزل دورها في اجترار دور ( ابن العلقمي ) القبيح , بالمشاركة في امتهان قيم وأخلاقيات الأمة والتنكيل برموزها ..

أن من يصل للسلطة في بلاده بمساعدة أعداء الأمة ومساندتهم وتدخلهم المباشر عسكريا كما هو الحال في العراق وليبيا وربما قد يحدث في سورية , مثل هؤلاء ليسوا سوى (حثالة) من الناس يشكلون شلة من ( الخونة) ’ و( الخونة) لا يصنعون تاريخا ولا يعمرون أوطانا ولا يخلقون كرامة لشعب أو لأمة , فأي كرامة يمكن أن يخلقها حكام العراق اليوم _مثلا_ أو حكام ليبيا في الغد .. وماذا يرجى من المعارضة السورية التي هي اليوم تمارس دورها عبر توجيهات الغرب وإيحاءات أجهزته ومنظماته الغير حكومية وبتعليمات ( بعض القنوات الفضائية ) التي أنشئت لتكون غرفة علميات ومحطات إرشادية لهذه الفوضى ..

الأمر يسحب نفسه على المعارضة اليمنية التي كنت جزءا منها لسنوات , لكنني لم أكون ولم يكون رموز المعارضة اليمنية قبل عقدين فقط مجبولين بهذه الثقافة الابتذالية التي يعبرون من خلالها اليوم عن أنفسهم وقضيتهم ومشروعهم المغيب ..?!

لم أتخيل يوما قبل عقدين أن أرى رموز الاشتراكية والقومية يشقيه ( البعثي والناصري) يمكن أن يصبحوا مجرد أتباع لشيخ التخلف والجهل والعدو الأول للدولة اليمنية الحديثة .. مثل حميد أو صادق , ولم أتخيل أن يصبح جنرال مثل علي محسن الحاج سندا وعكازا لقوى اليسار القومي والطليعي ..

لا أكترث _مثلا_ لأشخاص أمثال ( باسندوة) الذي أعرف جذوره وهويته وتاريخه ويعرف الكثير من ابناء شعبنا إنه مجرد (تابع) لأكثر من جهة استخبارية خارجية وأنه أي (باسندوة) لا يختلف عن رفيق دربه المدعو( عبد الله الاصنج) الذي غادر اليمن بعد فضيحة ولن يختلف عنه ( باسندوة) حتى في هذا ..?

لكن هناك رموز فعلا نكترث لها وبمواقفها ونهتز من تصرفاتها لدرجة أصبحت فيه اليوم أكثر شكا بحقيقية القناعات والمعتقدات الفكرية والأيدلوجية مثل (الماركسية والقومية والناصرية ) كنظريات سياسية بل أجدني مثلا في الجانب الناصري أقول جازما أن لا ناصريون هناء ولا يمكن ان نطلق على بعضنا هذه الصفة على خلفية مواقفهم السياسية المعلنة والمبطنة , بل أن لا شيء يمكن وصفه بهذا الوصف وأن من يزعموا انتمائهم لهذا التيار مجرد (زنادقة) وأن لا صلة لهم بهذا الفكر الخلاق الذي على الأقل كان صاحبه معتزا بكرامته وهويته القومية العربية ولم يستجدي شرعيته أو مشروعيته من أطراف خارجية أو من جهات استعمارية , كما لم يكون حين قاد ثورة يوليو يحمل قدرا من الحقد والكراهية على رموز وأتباع النظام الملكي ..

بالمقابل (هالني) وأنا استمع لمن يزعم انتمائه لهذا التيار عبر شاشات (قناة الجزيرة) وهو يفجر براكين الحقد والكراهية والجهل والغباء المركب , فكان أحمق بامتياز وليس له علاقة بالناصرية الفكر والسلوك , تماما كما لا علاقة لجنرال مثل علي محسن بالشرف والنزاهة أو علاقة أولاد الأحمر بالدولة والمجتمع المدني , أو علاقة الزنداني بالدين وتعاليمه السمحاء ..

والمؤسف ان ( فوضى) المرحلة يقودها شلة من الطفيليون واللصوص والملوثين ولم أرى من يتحل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com