عربي ودولي

سياسي سوري: الولايات المتحدة تسعى لابتزاز روسيا في سورية

شهارة نت – سوريا

أكد السياسي السوري والخبير في العلاقات الدولية الدكتور بسام أبوعبدالله في معرضه رده على اتهامات وزير الخارجية الأمريكي، حول استخدام الجيش السوري لغاز السارين في الغوطة الشرقية، أن هذا يؤكد على الهزيمة التي تلقتها الولايات المتحدة قي سورية.
وحول سبب إصرار الولايات المتحدة على استخدام ذريعة الكيميائي بالرغم من الفشل المتكرر في استثماره، قال الدكتور بسام أبو عبد الله: إن السبب في إطلاق التصعيد هو التغيرات الميدانية الكبيرة التي حدثت على الساحة السورية، الجزء الأول هو هزيمة تنظيم “داعش” والجزء الثاني هو تنظيم “جبهة النصرة” وهي الذراع الأخرى للولايات المتحدة في سورية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هو النجاح الكبير لمؤتمر الحوار السياسي السوري في سوتشي وترحيب أوساط دولية وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة بهذه الخطوة الهامة التي كما قال هو عنها بأنها ذات معنى جدي.
وبالتالي وجدت الولايات المتحدة وبعض حلفائها كفرنسا وبريطانيا وتابعيها السعودية والأردن بأن الأمور تسير بشكل متسارع نحو هزيمة كبرى للولايات المتحدة، والجميع يعلم أن سورية أنهت إلتزاماتها بخصوص هذا الملف وتجاه منظمة حفظ الأسلحة الكيميائية والمنظمة نفسها أعلنت أن سورية أغلقت هذا الملف لكن بقيت عدة قضايا وهي لجان التحقيق التي شكلت عبر طريقين عبر الأمم المتحدة وعبر ومايسمى بمجلس حقوق الإنسان لإبقاء هذا الملف مرفوعا بمعنى أن يبقى أداة ضغط وإبتزاز سياسية كما تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية.

وحول الهدف الحقيقي لهذ التصعيد وهل هو موجه نحو روسيا بشكل غير مباشر، قال الدكتور أبو عبد الله: طبعا هذا جزء من أدوات الضغط، جرت محاولات لإبتزاز دمشق في مجلس الأمن عندما طرح الملف لتمديد موضوع لجنة التحقيق وخاصة في حادثة خان شيخون، وموسكو فندت علميا هذا الأمر فأحرجت الولايات المتحدة ولم تجد بداً من إعادة طرح مشروع قرار أخرى مرة هي ومرة عبر حلفائها، وأسقطته روسيا عبر إستخدام حق النقض الفيتو، ليس لأن روسيا لاتريد التحقيق في ملف إستخدام السلاح الكيميائي، بل هي تريد تحقيق شفاف ودقيق وعلمي، وهذا ما أكدت عليه لأننا نتعاطى مع أسلحة وليست قضية إتهام سياسي وإنما هناك أدلة ووثائق،والولايات لمتحدة رفضت وضغطت على لجنة التحقيق عندما أتت إلى دمشق ولم تسمح الولايات المتحدة للجنة بالذهاب إلى مطار الشعيرات من أجل متابعة التحقيق في المكان الذي إستهدفته الولايات المتحدة تحت يافطة إستخدام السلاح الكيمائي.

حول الإثباتات والدلائل التي تتذرع بها الولايات المتحدة لطرح هذا الملف ومصداقية مصادرها التي تزودها بالمعلومات والتقارير أجاب الدكتور أبو عبد الله: الولايات المتحدة أدانت نفسها بنفسها فوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال إننا نحصل على المعلومات من شركائنا على الأرض، من يتواجد على الأرض ؟ في إدلب هناك “تنظيم القاعدة” إذا “تنظيم القاعدة” هو شريك الولايات المتحدة، هذا من ناحية، وفي الغوطة الشرقية، يوجد هناك جيش ما يسمى بـ”جيش الإسلام” وغيره من تنظيمات “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” وغيرهم وهذه تابعة لـ”تنظيم القاعدة” بشكل عام، هؤلاء شركاء أمريكا على الأرض.

هذه هي مصادر الولايات المتحدة حول إستخدام هذا السلاح، وهذا الإتهام هو إتهام لروسيا أيضاً لأن روسيا هي حليف للجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب ومعها الحلفاء الآخرين، هذه محاولات فاشلة ومفضوحة، ولكن علينا أن لا نقلل من الإحتمالات التي تشي بأن الولايات المتحدة تسعى بأخذ ذريعة إن وجدت أنها قوية أو مقنعة ولو أن العالم أصبح لا يصدق الولايات المتحدة التي تختلق الذرائع لشن عدوان معين أو ضربات عسكرية لرفع معنويات المجموعات الإرهابية المسلحة الذين باتت تنهار معنوياتها وتنهار بشكل واضح على كل وحول التخوف من أن تكون الولايات المتحدة تحضر لسيناريو استخدام الكيميائي للقيام بعمل عدواني عسكري، قال الدكتور أبو عبد الله: استخدام هذا الملف من جديد قد يمهد لبعض الضربات العسكرية وهذا إحتمال ووزير الدفاع الأمريكي لم يستبعد ذلك، ولكن هل هناك حجة منطقية لأن يتم نقاش هذا الأمر في مجلس الأمر؟ طبعاً لا، هذه محاولات إبتزاز سياسية رخيصة من قبل الولايات المتحدة، بكافة الأحوال يمكن أن نتوقع كل شئ منها لأنه لدى الولايات المتحدة جنون حقيقي وهذا يظهر من خلال وضع قائمة المسؤولين الروس لمعاقبتهم ، هذه حالة نادرة حتى في عز الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي، و لم تلجأ أمريكا إلى مثل هذا الإجراء على الإطلاق ولاحتى في مرحلة الرئيس أوباما، وهذا يدل على ضعف الولايات المتحدة وليس قوتها، لأن القوي يلجأ إلى الأساليب الدبلوماسية ولايتعامل بمثل هذا الأسلوب، وعندما نقول أن الولايات المتحدة ضعفت هذا لايعني أنها أصبحت ضعيفة وإنما بمعنى أن قبضة الولايات المتحدة ضعفت في مناطق الشرق الأوسط بشكل عام وبكثير من مناطق العالم وبدأ يظهر لديها منافسين، والمسؤولون في الولايات المتحدة هم من إعترفوا بوجود منافسين كروسيا والصين وهذا ما يمكن أن يظهر رد الفعل الذي نراه من جهة الولايات المتحدة والقدرة على التعامل مع هذه المستجدات إلا بفرض العقوبات والضغط وإستخدام المجموعات الإرهابية المسلحة “.

تصفية “النصرة” في إدلب تقضي على أحلام أردوغان حتى في عفرين
وحول ملامح المرحلة القادمة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة والضاغطة، أشار الدكتور أبو عبد الله إلى أنه فيما بخصوص المواد الكيمائية السامة توجد تقارير دولية حول كيفية وصولها إلى سورية عبر تركيا، وسورية صرحت مرارا وتكرارا أنه ليس لديها هذه الأسلحة وهي بالأصل لاتحتاج إلى إستخدامها ، هذه أصبحت مهزلة تعتمد عليها الولايات المتحدة للإعتداء على سورية وهذا الاحتمال يجب أن نأخذه بعين الإعتبار في أن تقوم الولايات المتحدة بالقيام بعدوان أو ضربات عسكرية بناء على التصريحات الأمريكية السابقة ، وهناك إتجاه داخل إسرائيل حيث يعتقدون أنه إذا تأخرنا في التدخل فستكون هناك نتائج على الأرض لاتسر أبداُ، هم يريدون أن يحافظوا على أذرعهم الإرهابية، وهذا الأمر يقلقهم بشكل واضح جداً، أنا أعتقد أن الولايات المتحدة ستحاول بشتى السبل للقيام بأي شىء لتحقق مرادها عبر الضغط على روسيا وعلى إيران و”حزب الله”، لكن هذا لن يفيدها بأي شيء، القرار السوري المدعوم رسمياً ومن قبل الحلفاء والقضاء على آخر إرهابي على الأرض هو مصلحة سورية والمنطقة وللإنسانية بشكل عام والكذب والإفترتاء الأمريكي الرخيص لم يعد ينطلي على أحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com