كتابات

دماء اليمنيين تنتصر على ألف يوم من العدوان البربري

بقلم / يحيى زكريا

ألف يوم من نزيف دماء اليمنيين، والمجتمع الدولي يكتفي بالتنديد والاستنكار، مليارات الدولارات بذلت لتدمير اليمن والهيمنة على شعبه، ولم نشاهد أي موقف يضع حداً لهذا العدوان الهمجي.

لقد دمرت هذه الحرب الشرسة بقيادة السعودية ،مراكزاً صحية وتعليمية وبنى تحتية ومنشآت سكنية، وكأن الهدف الأول هو المدنيين، فما ذنب الأطفال لتقتل وتشرد وتفقد أبسط مقومات العيش، إن حالة الإنتقام أصبحت مفضوحة أمام العالم، وخصوصاً بعد العجز السعودي والأمريكي من كسر محور المقاومة، ذلك الفكر الطاهر الذي أرغم أنف العدوان في التراب، وكشف الستار عن الوجه الحقيقي لتلك الترسانة العسكرية، التي لم تستطع أن تقتحم شبراً من أرض اليمن.

إن احتجاج وتظاهر مئات الآلاف من اليمنيين اليوم، ضد العدوان السعودي على أرضهم، والتنديد بالجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، يكشف حجم التآمر على هذا الشعب المظلوم، المنعزل عن أي دعم عربي ودولي، إن الأحداث التي يشهدها العالم العربي في هذه الأيام، إنما هي مدبرة ومخططة من قبل الكيان الصهيوني، وقضية اليمن هي من أهم قضايا الشرق الأوسط، وما تدبره الأيادي الصهيونية في هذه الأرض الجريحة، إنما هو تمهيد لاحتلال المنطقة بأسرها، وقد كشف القرار الأمريكي حول القدس حجم تلك المكائد التي تعد للوطن العربي.

آلاف الضحايا ولا زالت آلة القتل مستمرة، والحصار الظالم يحصد أرواح الأطفال المرضى والجائعين، أين هي الكرامة العربية؟ ماذا بقي من العروبة بعد هذه المواقف المخزية؟ هل مات الضمير العربي ليظلم هذا الشعب بهذه الوحشية؟.

لا شك أن الشعوب العربية ترفض هذه الجرائم، إلا أن الأنظمة المتحالفة مع الاستكبار العالمي، لاتزال كأداة بيد أعداء الأمة، وترتكب المجازر لخدمة مصالحهم في الشرق الأوسط، وقد تجردت من الإنسانية، لتحافظ على سطوتها بإخضاع الشعوب العربية، مستخدمة أفتك أنواع الأسلحة في إرهاب آلاف العوائل، وتدمير روح التعايش بين شرائح المجتمع، عبر نشر الطائفية والعنصرية.

لقد كان الشعب اليمني ضحية للخذلان العربي، وصبره لألف يوم من الهجمات العدوانية كان بمثابة صفعة لهذا التحالف، الذي دخل بحالة هستيرية جعلته يقصف ويدمر ليعوض فشله بمزيد من الجرائم والمجازر الوحشية، لقد تحد اليمن المقاوم ألف يوم من الهجمات البربرية، ودافع المقاومون الأشاوس بأسلحتهم البسيطة وبروحهم المقاومة عن التراب اليمني وعن كرامتهم، ليرعبوا هذا العدوان بصواريخهم المحلية، ويفضحوا قوته الوهمية التي كلفته مليارات الدولارات النفطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com