كتابات

البنيان المرصوص للنصر المنصوص

بقلم / جميل أنعم العبسي

لامجال للمقارنة مع أي تشكيلات قتالية ومعسكرات تدريبية في العالم… تخرج دفعة البنيان المرصوص بـ 3000 مقاتل صفعة بوجه العدوان وأذنابه بكل ماتحمله الكلمة من معنى.. وكل ماقيل ويقال للتقليل من هذه الصفعة ليس لحديثه أي معنى على الإطلاق.

نتحدث عن معسكرات تدريبية تخرج منها الآلاف على مدى أكثر من عام ونصف وهذه الدفعة المتخرجة اليوم كلها أقيمت في ظروف عسكرية قاهرة، كل المعسكرات التدريبية في العالم تقام في ظل أجواء وظروف مستقرة نسبياً أقلها أمان مطلق، ودعم كافي ذخيرة وعتاد وقائمة تمارين وتدريبات مفتوحة.

نتحدث عن معركة مفتوحة ومجازفة حقيقية في ظل سلاح جو حربي وإستطلاعي وتجسسي لا يفارق السماء لرصد كل التحركات ولايتردد إن إشتبه في هدف لضربه حتى لو كان في الأسواق والمناطق الآهلة بالسكان.

نستطيع القول ان ظروف هذه المعسكرات التدريبة وضعتها في مرحلة مواجهة وليس تدريب، وتسرى هذه الصعوبات على المعسكر ذاته وإمكانية إكتشافه بأي لحظة ونسفه بالكامل، وعلى تحركات المدد وإمكانية رصده من عملاء ومرتزقة وجواسيس أو جواسيس السماء، وعلى إقامة التدريبات والتمارين العسكرية بالحد المسموح للحفاظ على السرية، كما يسري على “شح الذخيرة” وإعطاء كل طلقة وقذيفة حقها ومكانها.. ما يجعل التمارين أشبه بمعركة حقيقية لامكان فيها للخطأ.

هذه الدفعات القتالية خضع أفرادها لظروف عسكرية قاهرة مع وضعية مواجهة وليس تمرين، أي لامجال فيه للخطأ والتهاون.. جملة الظروف والطبيعة المعقدة يعني أن هذه الدفعات تتخرج إلى الجبهات وقد كونت فكرة كاملة عن ظروف الحرب والمواجهات، فيخرج المقاتل أقوى وأفضل من أي مقاتل في العالم يتخرج ذات الدورات.. فالمقاتل هنا أحرص كل الحرص على أبسط التفاصيل المؤثرة في المواجهة… وفي المقابل ظروف التمارين المعقدة أثمرت في نفسية المقاتل معنوياً، فهو لم ينعزل عن بيئة تتعرض لعدوان ظالم على بلد عزيز أرضاً وانساناً، ما يزيده إصرار على القتال والنفير بوعي وإدراك أكبر من أي مقاتل.

بعيداً عن كل ذلك، قد تفقد الكثير من الجيوش والتشكيلات العسكرية في العالم بوصلتها، وكل ماتعرفه أثناء التدريب هو مواجهة عدو لإحتلال البلد، عدو مجهول، أما هنا نرى بناء متكامل للعقيدة القتالية، وفق الهوية الإسلامية العربية اليمنية الأصيلة، أعدائنا هم اعداء الإسلام والعروبة والإنسانية عبر التاريخ الغرب الإستعماري والرجعية العربية العميلة له، أمريكا واسرائيل وأذنابهم.

ببساطة هذه كانت لمحة مختصرة عن البنيان المرصوص بسواعد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بكل إخلاص، وهذه الجهود ستعلب دوراً حاسماً في معركة النفس الطويل والإنتصار الأكيد المنصوص، وكان حقا علينا نصر المؤمنين، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com