كتابات

مقتل بن لادن بين الحقيقة والغباء

(( فهنا تكمن المأساة والمشكلة إلا لو كانت الإدارة الأمريكية فائقة في الذكاء ( وهذا ليس مستبعد ) من خلال أنه الآن محتجز لديها حيا يرزق واختلقت قصة قتلة لكي تغلق على الجميع الخوض في هذا الحديث ومطالبة المنظمات العالمية لمحاكمته محاكم عادلة على الملأ كونها راعية الحريات والديمقراطيات في العالم أجمع وأيضا محاولة أنصاره لتحريره والمشاكل التي ستنجم عنها لكي يتسنى للإدارة الأمريكية التحقيق معه والجلوس معه جلسات مطولة هم في أمس الحاجة لها!!))

– أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الأحد الماضي نبأ تمكنها من مقتل (بن لادن ) مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة وذلك بعد عمليه أستخباراتية في الأراضي الباكستانية وبهذا الوضع استطاعت أمريكا أن تصل لأقصى مبتغاها من مسمى حربها ضد الإرهاب والذي أرهبت به العالم أجمع ولأن وضع هذه الحركة وزعيمها كانت ومازالت محور الاختلاف والنقاش والأخذ والرد والتأييد والمعارضة في جل أصقاع العالم عامة وفي الدول الإسلامية والعربية خاصة من حيثيات عديدة أهمها اختلاف الرؤية بين الصانع لها والمستفيد منها حيث ويذهب كثير من المحللين العالميين بأنها صناعة أمريكية خالصة تخدم مصالحها في كل العالم وفي الشرق الأوسط بالتحديد ولأن الرؤى جميعا تتفق حول هذا الأمر سواء الاستفادة المباشرة أو الغير مباشرة سواء بالتنسيق أو بالاسم والفكرة والهدف,حتى من منظور الهدف العام للحركة أنها العدو الأول لأمريكا فقد استطاعت الإدارة الأمريكية ممثلة في جهازها الأستخباراتي والإعلامي جعل هذا العدو قارب المصلحة الأولى والأهم لها في العالم تنتقل عليه لترسو على شاطئ الهدف والمصلحة العامة والخاصة لها, فقد استفادت المخابرات الأمريكية من قصة مسمار جحا رغم أن جحا عربي ولم نستفد منه نحن العرب فأسست من بن لادن وتنظيم القاعدة مسمارا في كل هذه الدول وفي أي مكان ترغب في احتلاله سواء كان هذا الاحتلال عسكري (كحال العراق وأفغانستان ) أو احتلال ساكن وخامد من خلال القواعد العسكرية (كقطر والكويت وباكستان ومناطق عده ) أو احتلال عن بعد من خلال تخويف الدول باستخدام ورقة القاعدة (كاليمن والسودان ومعظم الدول العربية ) فأصبحت معظم هذه الدول محتلة احتلالا أمريكيا ولكن بنظام العصر الحديث والسبب (بن لادن والقاعدة ),لأن أي إنسان بسيط متتبع للأحداث بعيدا عن الدول وأجهزتها المخابرية وهياكلها الإدارية لوجد أن تاريخ الحركة لم تكن ذا تأثير على الولايات الأمريكية على أي مستوى أو صعيد اقتصادي أو أمني أو سياسي أو حتى مصالحها في العالم إذا استثنينا أبراج التجارة العالمية والتي أصبحت واضحة للعيان المخطط والمنفذ والأسباب والنتائج والأهداف , بل أن الخسران الأكبر من انتهاء هذه الفزاعة هي نفسها أمريكا غير أن التساؤلات التي تطرح نفسها الآن لماذا أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على نزع مسمارها من خلال إعلانها مقتل بن لادن ?? هل وجدت مخابراتها أسلوب جديد أشد وأقوى من هذه الفزاعة أم أن الأمر عبارة عن تغيير للاتجاهات والأفكار كاستفادة من مخرجي هوليود في أفلامهم لكسر حاجز الملل عند المشاهد ?? أم أنها نهاية مسلسل تراجيدي تعهد على إنهائه اوباما من خلال تصريحاته بأنه ينشد إقامة علاقات وطيدة وصادقة مع العالم الإسلامي لأن العقبة المانعة لهذه العلاقات هي (بن لادن وقاعدته ) وبزوالها وزواله بداية لهذا العهد المزعوم ?? ولأن الطريقة والأسلوب الذي أنتهجتة الإدارة الأمريكية ينم على الشعوب العربية والإسلامية والتي تقول لكل ما يصدر منها (صدقت أمريكا) بل أن الأمر يصل إلى إيقاف قدرتنا الربانية على التفكير وتسليمها بالأمر ولا نجهد أنفسنا لتحريك حتى تلفيفه من تلافيف أدمغتنا لننظر للأمور , وربما أن الأمر يمتد لأبعد من هذا من خلال ارتباطها بعامل القوة وتأثيرها على القرارات وإصدارها وتنفيذها وتصديقها ,غير أن التساؤلات مازالت تنهال علينا من هنا وهناك لماذا قتلت أمريكا ولم تأسره حيا خاصة والعملية كانت بين الجيش الأمريكي وإمكانياتها وبين حرس بن لادن في منزله المكون من دورين لأنه حي أفضل منه ميتا بل أن له فائدة كبيرة جدا من خلال التحقيقات معه واستخراج معلومات عديدة منه تفيدهم في كل القضايا الشائكة لأن مشكلة بن لادن ليست في شخصه هو بل في فكر القاعدة التي يديرها وفي خلاياهم المنتشرة وفي الدعم الخاص به وفي مخططاتهم المستقبلية وفي أشياء عديدة لأن الحديث عن القضاء على بن لادن على أنها قضاء على القاعدة ( في ظل نظرية أن بن لادن هو عدو لأمريكا وبأن تنظيمه خطير جدا ومنتشر ومنظم ) كلام غير منطقي تماما ولا ينم للعقل البشري بأي صله على الإطلاق ولا أظن أن الإدارة الأمريكية غافله عن هذا الأمر إلا لو أنها تدرك أن العرب والمسلمين لهم عقول لا يفقهون بها فهنا تكمن المأساة والمشكلة إلا لو كانت الإدارة الأمريكية فائقة في الذكاء ( وهذا ليس مستبعد ) من خلال أنه الآن محتجز لديها حيا يرزق واختلقت قصة قتلة لكي تغلق على الجميع الخوض في هذا الحديث و

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com